صلاح عيد - سِنِيِنْ

سنينُ العمرٍ تمضي.. مَنْ عَساَهُ؟
يُقَرّرُ بَدأهُ أو مُنْتَهَاه؟
سنينٌ قد طويناها اغترابا
و أحباباً لنا بالدربِ تاهوا
و أياماً تَعدُ الناسَ عدَّاً
و تُسحَقُ بينَ فكيْها الجِباَهُ
هُنا بالأمسِ كان فتى غَريراً
و وهجُ طموحهِ يُضْوِيِ خطاهُ
و شيخٌ طاعنٌ يمضيِ حثيثاً
وقد جَعلَ الوداعةَ مُتَّكَاهُ
و أقوامُ أتوا في ثوبِ ضعفٍ
وحكامٌ بِسَطْوَّتِهمْ تباهوا
و غزلانٌ عَدَتْ عَبرَ الفَيَافِي
و أسدٌ في الضراوةِ قدْ تماهوا
مضوا لفَنَائِهم و قَضُوا جَمِيِعاً
وأعْمَلَ دهْرُهمْ فيهِمْ رَحاَهُ
كأنَ الكُلَّ عاشَ العُمْرَ حُلَمَاً
كأنَّ العقلَ جانبهُ انتباهُ
فيا مَنْ تعتليِ صهواتُ كِبِرٍ
و يا مَنْ نَفْسه ُعَشِقَتْ أنَاهُ
ألا تدري بأنَّ الكلَ يفْنَى
و لن يُجْدِيكَ حِيِنَ الموتِ جَاهُ
فَسِرْ فوق التراب بكلِ رفقٍ
وجُدْ بالخيرِ واسْعِدْ مَنْ تَرَاهُ

********

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى