صلاح عيد - يقْسُو و يَحْنُو

يقْسُو و يَحْنُو كَقَيْظٍ خَالَطَ البَرْدَا
كالشَوّْكِ في غُصْنِه قَدْ حَاوَطَ الوَرْدَا
مِثْل السَراب الذي يهفو له ظَمَئِي
لم أدرْ هل قدْ دَنَا مِنِي أمْ ارْتَدَّ
نُورٌ و نارٌ مَعَاً... تُهْدِيِنِي طَلَّتهُ
فجراً و في نأيهِ.. ليلُ الجَوَىَ اشْتَدَّا
مُتَقَلِّبٌ ظَالِمٌ ما انْفَكَّ يَغْدُرُ بِي
مثل الزمان الذي لا يصْدُقُ الوَعْدَا
يوماً أرىَ وجْهَهُ كالشمسِ مأتلِقٌ
و آَخَراً.. هَادِرٌ.. يَسْتَمْرِئُ الصَدَّا
لَكِنَّ قَلْبِيِ لَهُ قَدْ بَاتَ مُرْتَهنَاً
و العينُ فِي هَجْرِه تَسْتَعْذِبُ السُهْدَا
آهٍ لهذا الهوى ما انفك يذبحني
فصِرتُ رهن الأسى ..والعِشْقُ كمْ أرْدَى

*********

يا عَاشِقاً ما بَدَتْ بالأُفْقِ بَادِرَةٌ
تُنْبِيِكَ عنْ طَالِعٍ يَسْتَشْرِفُ السَعْدَا
ما زِلْتَ فِي مَأْمَلٍ أنْ يَلْتَقِيَكَ غَدٌ
صفوٌ بلا عاصفٍ يُبْدِى لَكَ الوِدَّا
تحيا على رَغْبَةٍ كالحُلْمِ نَائِيَّةً
و الوهمُ ما سرَّنَا يَوْمَاً و ما أجْدَىَ
هَيْهَاتَ.. مَنْ طَبْعه نأيٌ و ذو جَنَفٍ
و مَنْ طِعَانُ الرَّدىَ للقلبِ قَدْ أسْدَىَ
أن يسْقِنَا شَرْبَةً مِنْ حَوْضِ فتنته
أو يشْفِنا مِنْ هَوىً قد أشعلَ الوَجدا
هيهاتَ مَنْ رَاعَنَا مِنْ فَرَّطِ قَسْوَّتِهِ
أنْ يَسْقِنَا جرعةً أو يَمْنَح الشَهْدَّا

**********

شعر/ صلاح عيد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى