صلاح عيد - شَمسٌ تَبُثُ النُورْ

من فيضِ رب الكونِ جاءَ عَطَاؤها

و كأنها شمسٌ تبثُ النورا

و صِغارُها يتلألؤنَ حِيَالَها

شهباً تدورُ .. كواكباً و بدورا

تَهْمي كشلالٍ يفيضُ محبةً

أقَصَدْتَ شلالاً و كانَ قتورا؟

الأمُ ذاك النبعُ.. سالَ وداعةً

هبةُ السماءِ و دُرِّها المنثورا

خُلِقَتْ لتعطي لا حدود لفضلها

كحديقةٍ تُهديِ الوجودَ زُهُوُرا

هي رحمةُ اللهِ القريبةُ.. بيننا

تمشي على ظهرِ الأديمِ دُهورا

لولاها.. لا عُشاً بغصنِ خَمِيلة

لولاها.. ما حوتْ المدائنُ دُوُرا

وتدُ الوجودِ بها تشكَّلَ كونُنا

بشراً. نباتاً مثمراً. و طيورا

نصفُ الحياةِ بل الحياةِ بأثرِها

و العمرُ دونَ وجودها مبتورا

يا ناهراً أماً و لو بتأففٍ

قد جاوَزَتْ أفعالُكَ المحظُورا

أفلا تُقَدِّرَ أنها قد كابَدَتْ

وهْناً على وهنٍ رَعَتْكَ شُهُورا

و لكمْ تَمَنَّتْ في سُقامِكَ رَبَها

أن يبْتَلِيها.. وأن تَعُوُدَ طَهُورا

و دَعَتْ بجوفِ الليلِ أنْ تحيا لَها

و بأنْ تعيشَ مُوفَقاً منْصُورا

فاحفظْ لها وِدَاً وكن لها خادماً

وادْخِلْ عليها هناءةً و سُرورا

فاللهُ أوصى أن تكونَ مُصاحباً

للوالدينِ و مُحْسِناً و صَبُورا

فَرِضَا الإلهِ عليكَ ثُمَّ رِضَاهُما

لُبُّ الفلاحِ و ما عداهُ قُشُورا

................


شعر/ صلاح عيد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى