صلاح عيد

في موْكِبٍ للنورِ فَاضْ جَلَالُهُ وعلىِ جوانبهِ استقامَ وَقَارُ و كأنَهُ مَوْجٌ لِنَهْرٍ عَسْجَدٍ مُتَلأْلِئٍ سَبَحَتْ بِهِ الأقمارُ جَاَءَتْ جُمُوعُ الحَجْ تَنْشُدُ بُقْعَةً وَضَّاّءَةً تَهْفُو لَهَا الأنظارُ تَرَكُوا صِرَاعَ الأرضِ خَلْفَ ظُهُورِهِمْ للباقياتِ الصالحاتِ تَبَارُوا هَتَفُوا و...
لمَّا بّدّا وّجْهُهَا = كالبدرِ بَلْ أنْقَى لم أدرْ ما قدْ سَبَا =مِنِي و مَا استبْقَى ؟ رَأيْتُ سِحْراً لَها = قَدْ زانَ طَلّْتَهَا أشَبَّ نارَ الجَوىَ = كَيْ أكْتَوِىِ حَرْقَا و صِرْتُ في حِيِرَةٍ = ظلَّتْ تؤرِّقُني أهذا حُلْمُ الكَرَى = أمْ واقعاً حَقَّا حيناً أرى طيفُهَا = كالنجمِ...
يا حَبَّةَ الكَرَز التي قدْ أيْنَعَتْ وَ تَقُولُ لِي قَدْ حَانَ يوّْم قِطَافِي - أَدْنُو حَثِيِثَاُ مِنْكَ أَنْثُرُ عَنْبَرِيِ و أٌخًبَّئ البلُّورَ في أعْطَافِي لِأُذِيِبَ ثَلْجَاً قَدْ تَرَاكَمَ بَيْنَنَاَ و أٌرِيكَ شَهْدَ الكوْنِ في أَكْنَافِي أوَّامَا تَوَّدُ بِأَنْ تُجَرِّبَ سُكَرِيِ؟...
يا لائِمَ النَّهْرِ انحِسَار مِيَّاهِهِ إِسْأَلْ مَنَابِعَهُ عَن الأسْبابِ و إذا أردْتَ فَسَلْ رياحاً زمْجَرَتْ يوماً على الوادي بِغَيْرِ عُبَابِ ما كانَ ضَرَّكِ لو أتَيْتِ بِمَاطِرٍ يا ريحُ كيْ تَحْيا عَلَيْها رَوَابِي أو سَائِل الشَمْسَ التي مِنْ قَيْظِهاَ جَفَّتْ شُجَيّْراتٌ بِبَطْنِ الغابِ...
أناَ المَلِكُ الذِي ابْتَكَرَ الصَحَارَىَ كَنَجْمٍ سَاطِعٍ بالأفْقِ دَارا أنا أسْطُورَة الشِعرِ المُغَنِىِِ جَعَلتُ قَصيدتيِ وَطَنَاً ودارا أنا مَنْ عادَ في الآصالِ يبكي على طَلَلِ الأحبةِ حَيْثُ زارا خرجتُ لأدْرِكَ الثأرَ انتقاماً فضَاعَ العُمرُ ما أدركْتُ ثارا تخلى الصَحْبُ و الأهلون عَنِي و...
أُحَدِّقُ فِيِ تَفَاصيلِ المَرَاَيَا فأُبْصِرُ داخِلي أحَداً سِوَايا غريب الوجهِ مجهولاً كأني أتيتُ من الأحَاجِي و الحَكَايَا فلا اللونُ المقابلُ لي.. كَلونِي ولا هِرَمِي يُنَبِئُ عَنْ صِبَايَا فهلْ أنا مَنْ أنا أمْ أنَّ غَيْرِي تَسَرَّبَ رغمَ عَنِي في دِمَايَا و مَنْ ذاكِ الذي لاحَتْ لِعَيْنِي...
أَعِيِشُ على طيوفِ الأمسِ تأْتِي فَتَبْعَثُني جَدِيِداً منْ رُفَاتِي كفينيقِ الرمادِ أعودُ حَيَّاً لتَنْسَلِخَ الحَيَاةُ مِنَ المَمَاتِ يَجِيء خَيَالَهَا أكْسِيرُ روّْحِي فيَصْنَعُ سالفاتِ المُعْجِزاتِ و يؤْنِسُ وِ حْدَتِي و يُنِيرُ لَيليِ بقنديلٍ و يوقظُ أغنياتي طيوفٌ من سَنا الماضي تجلَّتْ...
أَلَمِي المُسَافِرُ بالجهاتِ الأرْبَعَهْ يبْكِي وحيداً.. ما بكىَ أحدٌ مَعَه مِنْ كُلِّ حّدْبٍ والذِئَابُ تَلُوكُنِي أنا كالفَرِيسَةِ بالفَلاةِ الشَاسِعَهْ سبعونَ عاماً والضباعُ تَغَوَّلَتْ و ابنُ العروبةِ لمْ تُقَضُّ مَضَاجِعَهْ كَمْ عَرْبَدَ البَاغِي و مَزَّقَ ساتِري و أَخِي يَغُطُّ...
سَئِمْتُ اللقاءاتِ الإفْتِرَاضِيَّةْ مَلَلَّتٌ اللحظاتِ الإِلِكْتِرُونِيَّةْ كَرِهْتُ أَشِعَةَ الشَاشَاتْ و أصواتُ الأحِبَّةِ عَبْرَ المَايِكْ مَلَامِحهمْ فِي الكَامِيِراتِ تُوْجِعُنِي تَجْلِدُنِي بِسيَّاطِ الحنينِ إلَيّهِمْ هذه "البكْسِلاَتْ" و السطُوعَاتْ لا تُرْضِيِ طُمُوحاتيِ الوجدانيةْ لا...
وَ يَمُرُّ عَامٌ ثُمَّ يَأْتِي بَعْدَهُ عامٌ.. فَعَامْ عامُ الرضاعةِ يَنْجَلِي ليَحِلُّ عامٌ للفطامْ يحبو الرضيعُ . تَهِمُّ ساقهُ بالوقوفْ يكْبُو قَلِيِلاً ثُمَّ يُفْلِحُ بالنهوضِ و بالقِيِامْ يخْطو ليبدأ رَكْدَهُ المحمومِ خلفَ طُموحهِ يستكشفُ الدنيا يسيرُ إلى الأمامْ يتعلمُ التعبيرَ و التفكيرَ...
أُمِّي لقدْ جَنَحَ القِطَارْ أَوَّاهُ .. قدْ حَادَ الجَمِيِعُ عَنْ المَسَارْ أجْسَادُنَا طَاحَتْ يَمِيِنَاً بَعْضُهَا.... نَحْوَ اليَسَارْ الكلُ يصْرُخُ مُسْتَغِيثاً قَدْ أَلَمَّ به المَرارْ البعضُ مكسورَ العظامِ و يا ......لهول الإنكسارْ و البعضُ يَلْفِظُ أخر الأنفاسْ؛؛؛؛ و صوّْبَ قِبْلَتِه...
في شهقةِ الموتِ للمسجونِ إعتاقُ و للذي قدْ ضناهُ السُقْمُ... ترياقُ هي انفراجٌ لمنْ ضاقتْ بهمْ سبلٌ و من تعنّْوا وللحرمانِ قدْ لاقوا هي الخلاصُ الذي يأتي ليَحْمِلَنَا من عالمٍ يستبيحُ الظلمَ... أفَّاقُ الموتُ ليس انتهاءً قد يكونُ لنا محضُ ابتداءٍ فخلف الليلِ إشراقُ وقد تكونُ جنانُ الخلدِ...

هذا الملف

نصوص
27
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى