يقْسُو و يَحْنُو كَقَيْظٍ خَالَطَ البَرْدَا
كالشَوّْكِ في غُصْنِه قَدْ حَاوَطَ الوَرْدَا
مِثْل السَراب الذي يهفو له ظَمَئِي
لم أدرْ هل قدْ دَنَا مِنِي أمْ ارْتَدَّ
نُورٌ و نارٌ مَعَاً... تُهْدِيِنِي طَلَّتهُ
فجراً و في نأيهِ.. ليلُ الجَوَىَ اشْتَدَّا
مُتَقَلِّبٌ ظَالِمٌ ما انْفَكَّ يَغْدُرُ بِي...
و للأفراحِ طَعْمٌ مُسْتَحَبُّ
يطوقُ لنَيْلِهَا لبٌ و قَلْبُ
و يَحْلُمُ كُلُّ حيٍّ أن يَرَاها
و تنْشُدُها النفُوسُ و تَشْرَئِّبُ
فإنْ جاءَتْ .. خذوها واغنموها
و ضُمُوا في رِكَابِهَا مَنْ تُحِبُوا
و لَكِنْ ما السَعَادَةُ يا رَفَيقي
سؤالٌ مُبْهَمُ.. سَهْلٌ و صَعْبُ
لكلٍ درْبهُ للبَحْثِ...
يا لائِمَ النَّهْرِ انحِسَار مِيَّاهِهِ
إِسْأَلْ مَنَابِعَهُ عَن الأسْبابِ
و إذا أردْتَ فَسَلْ رياحاً زمْجَرَتْ
يوماً على الوادي بِغَيْرِ عُبَابِ
ما كانَ ضَرَّكِ لو أتَيْتِ بِمَاطِرٍ
يا ريحُ كيْ تَحْيا عَلَيْها رَوَابِي
أو سَائِل الشَمْسَ التي مِنْ قَيْظِهاَ
جَفَّتْ شُجَيّْراتٌ بِبَطْنِ الغابِ...
أُحَدِّقُ فِيِ تَفَاصيلِ المَرَاَيَا
فأُبْصِرُ داخِلي أحَداً سِوَايا
غريب الوجهِ مجهولاً كأني
أتيتُ من الأحَاجِي و الحَكَايَا
فلا اللونُ المقابلُ لي.. كَلونِي
ولا هِرَمِي يُنَبِئُ عَنْ صِبَايَا
فهلْ أنا مَنْ أنا أمْ أنَّ غَيْرِي
تَسَرَّبَ رغمَ عَنِي في دِمَايَا
و مَنْ ذاكِ الذي لاحَتْ لِعَيْنِي...
في شهقةِ الموتِ
للمسجونِ إعتاقُ
و للذي قدْ ضناهُ السُقْمُ...
ترياقُ
هي انفراجٌ
لمنْ ضاقتْ بهمْ سبلٌ
و من تعنّْوا
وللحرمانِ قدْ لاقوا
هي الخلاصُ
الذي يأتي ليَحْمِلَنَا
من عالمٍ
يستبيحُ الظلمَ... أفَّاقُ
الموتُ ليس انتهاءً
قد يكونُ لنا
محضُ ابتداءٍ
فخلف الليلِ إشراقُ
وقد تكونُ
جنانُ الخلدِ...