صلاح عيد - سَأَمْ

سَئِمْتُ اللقاءاتِ الإفْتِرَاضِيَّةْ
مَلَلَّتٌ اللحظاتِ الإِلِكْتِرُونِيَّةْ
كَرِهْتُ أَشِعَةَ الشَاشَاتْ
و أصواتُ الأحِبَّةِ عَبْرَ المَايِكْ
مَلَامِحهمْ فِي الكَامِيِراتِ تُوْجِعُنِي
تَجْلِدُنِي بِسيَّاطِ الحنينِ إلَيّهِمْ
هذه "البكْسِلاَتْ" و السطُوعَاتْ
لا تُرْضِيِ طُمُوحاتيِ الوجدانيةْ
لا تُشْبِعُ نهم الرغبة في عناقهم
إنها تُصِيِبُنِي بالإحْبَاطْ
تُشْعِرُنِي بالعَجْزْ والحَرْمَانْ
تعتقلُ مَشَاعِرِي و تُكَبِلُهَا
تَصَلِبُنِي على مَشَانِقِ اللَهْفَةْ
ترمي بي في بحيرات الجنون
******
أتُوقُ لِحَرَارةِ اللقاءْ الحَيْ
لِحِوَارِ الأيدي للأيدِيِ
و حديثُ الأعينِ للأعينْ
لعناقِ الأزرعةْ
و تشابك عظام الصدر
أشتاقُ لتمازج نبضات القلب مع القلبْ
حتى تتحوَّل الدقاتُ إلى "أوركستر"
يعزف سِيمْفُونِيَّةً (لمُوتْسارتْ)
وحتى تَرِّفُ حَوّلَ اللقاءِ
طِيُورُ الزُرْزُورْ
وفُرَاشَاتٌ الربيعِ
ذات الألفِ لوّنٍ و لوّنْ
وحتى يَفُوحُ عَبَقُ الطمأنيةِ على المكانْ
و تتناثرُ وريقات الرضا تحت أقدامنا
أَتُوقُ للحظاتِ حُبٍّ صادقةْ
و لحظاتِ اختلافٍ حقيَقِةْ
تتعارك فيها أبخرةُ أجسادنا
و تختلطُ فيها أنفاسنا
دونَ تحفظْ و دون أقنعةْ
و دون إجراءات احترازية
لحياةٍ علَىَ أرْضِ الوَاقِعْ
خارجَ حدُود الغربةْ
و خَارِجَ أسوار (الجَائِحَةْ)
حياةٌ مُتَحَرِّرَةٌ مِنَ الألْيَافِ الضَوْئِيَّةْ
ليْسَتْ مَرْهُونةَ بِجِيِجَاتْ المُزَوِّدْ
وَ لاَ سُرْعَةِ الراوترْ
ليست مطاردة من "كوفيد"
ولا محبوسة في سراديب "بيل جيتس"
*******

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى