صلاح عيد - السَعَادة

و للأفراحِ طَعْمٌ مُسْتَحَبُّ

يطوقُ لنَيْلِهَا لبٌ و قَلْبُ

و يَحْلُمُ كُلُّ حيٍّ أن يَرَاها

و تنْشُدُها النفُوسُ و تَشْرَئِّبُ

فإنْ جاءَتْ .. خذوها واغنموها

و ضُمُوا في رِكَابِهَا مَنْ تُحِبُوا

و لَكِنْ ما السَعَادَةُ يا رَفَيقي

سؤالٌ مُبْهَمُ.. سَهْلٌ و صَعْبُ

لكلٍ درْبهُ للبَحْثِ عَنْهَا

ليُدْرِكَ نَبْعَهَا .. و لَهُ يَعُبُّ

يراها الطفلُ في أكْنَافِ أمٍ

يظلُ تِجَاهَهَا يرْنُو و يَحْبُو

و للغَضِ الغَرِيِرِ هي انطلاقٌ

و وقتٌ مازِحٌ... طيشٌ و لِعْبُ

و للكَلِفُ المُحِبُ يرى سناها

بلُقْيَا مَنْ له قد عاشَ يَصْبُو

و للمكلومِ.. بُرءٌ و انقضاءٌ

لأسقامٍ بها قد حارَ طِبُ

وللطير المُحَلَّق بالمعالي

يراها بيدراً يغشاه حَبُ

و للمسجونِ بعضٌ من هواءٍ

و بعضُ النورِ قد يهديه ثُقْبُ

كوَمْضٍ قد تجيئ لنَا و تمضِي

كبرقٍ عابرٍ يسْمو.. ليَخْبُو

فكن كالصقر بادِرْهَا اقتناصاُ

و إنْ تبدو بِظَهْرِ الأُفْقِ شُهْبُ

وخُذْهَا قَطْفَةً دونَ انتظارٍ

و دونَ تَمَهُلٍ حِينا لتَربُو

فإن كانت قليلاً أو كثيراً

سَتَجْعَلُ قَلبَك الظمآنَ رطْبُ

فمنْ يدري؟ .. لعَلَ العُمْرَ يَمْضِي

و مَنْ يَدْرِي ؟ ..لعَلَ الآتِي صَعْبُ

**********

شعر/ صلاح عيد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى