صلاح عيد - صَهِيِلُ البُرَاقْ

أَلَمِي المُسَافِرُ بالجهاتِ الأرْبَعَهْ
يبْكِي وحيداً.. ما بكىَ أحدٌ مَعَه
مِنْ كُلِّ حّدْبٍ والذِئَابُ تَلُوكُنِي
أنا كالفَرِيسَةِ بالفَلاةِ الشَاسِعَهْ
سبعونَ عاماً والضباعُ تَغَوَّلَتْ
و ابنُ العروبةِ لمْ تُقَضُّ مَضَاجِعَهْ
كَمْ عَرْبَدَ البَاغِي و مَزَّقَ ساتِري
و أَخِي يَغُطُّ بِنَوّْمِهِ.. لَمْ يَسْمَعَه
سَبْعُونَ عَاماً تُسْتَبَاحُ مَضَارِبِي
بِجَمِيِعِ أَسْلِحَةِ الخَسَاسَةِ و الضِّعَهْ
كَمْ يقْتِلونَ و يَذْبَحُونَ حَمَائِمي
و بُطُونِهِمْ بِدَمِي و لَحْمِي مُتْرَعِهْ
في كُلِّ يوّمٍ يَقْطَعونَ شريحةً
مِني كأنِّي.. كالهِبَاتِ مُوَّزَعَه
والأَقْرَبُونَ يُتَاجِرُونَ بِنَكْبَتِي
كُلٌ تسابقَ كيّْ يُحَقِّقَ مَنْفَعهْ
يتشدقونَ بِدَعْمِهِمْ لِقَضِيَّتِي
أو يَشْجِبُونَ بِخِطْبَةٍ مُتَصَنِّعَهْ
لَكِنَّهُمْ لمْ يَأبَهُوا كَوّني هُنَا
في قَيْدِ نَخَاسٍ. بِحَالٍ مُفْجِعَهْ
قَدْ صِرْتُ شَأْنَاً عَابِراً بحَيَاتِهمْ
خَبَراً يُذَاعُ بِنَشْرَةٍ في التَاسِعَهْ
أصبحتُ تَاِريِخَاً بِمْنْطِّقِ بّعْضِهِمْ
أو ذكريات ٍأو طيوفاً مسرعه
كوفِيَّةٌ حولَ الرقابِ .. قلادةٌ
أو أغنياتٌ.. لافتاتٌ.. أدْرِعَهْ
صَنَعُونِيِ أقنِعَةً تَخَفَتْ خَلْفَهَا
بَعْضُ الوِجُوُهِ و يا لَهَا مِنْ أَقْنِعَهْ
مَنْ لِي بِعَمْرو العاص يُبْرِئُ سَاَحَتِي
مَنْ لِي بِخَاِلد خَيْر أُسْد المَعْمَعَه
من لي بجند الله خلف صَلاحِهمْ
كي يستعيدَ الأُفقُ وَهْجَ القَعْقَعَه
أنا كمْ أُهَانُ و كم تٌدنَّسُ سَاحَتِي
في كل يومٍ كَمْ أُصًابُ بِفَاجِعَهْ
و ضَمِيرُ قَوْمِي لَمْ يُحَرِّكْ سَاكِنَاً
حَدَثٌ سَيُنْسَىَ أوْ مُجَرَّد زَوْبَعَهْ
أقْصَايَاَ يَبْكِي و الدموُعُ مآذنٌ
تَشْكُو إلى اللهِ الحقوقَ الضَائِعَه
سَمِعَ البُرَاقُ نَشِيِجُها ونَحِيبُها
فَسَرَى الصَّهِيِلُ إلىَ السَّمَاءِ السَّابِعَه
هَتَفَ الملاكُ القدسُ أرضُ معارجٍ
ستعودُ روضاً للسلامِ و للدعه.
مهما تجبَّرَ غاصبٌ أو حاقدٌ
أو غَرَّهُ أنَّ العدالةَ قابعهْ

*******

شعر / صلاح عيد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى