صلاح عيد - امرؤ القيسْ.. يَحْتَضِرْ

أناَ المَلِكُ الذِي ابْتَكَرَ الصَحَارَىَ
كَنَجْمٍ سَاطِعٍ بالأفْقِ دَارا
أنا أسْطُورَة الشِعرِ المُغَنِىِِ
جَعَلتُ قَصيدتيِ وَطَنَاً ودارا
أنا مَنْ عادَ في الآصالِ يبكي
على طَلَلِ الأحبةِ حَيْثُ زارا
خرجتُ لأدْرِكَ الثأرَ انتقاماً
فضَاعَ العُمرُ ما أدركْتُ ثارا
تخلى الصَحْبُ و الأهلون عَنِي
و حِلفِي شاحَ عَني واسْتَدارَ
و قال البعضُ ضِلْيِلاً دَعُوهُ
ليقْضِىِ نَحْبَهُ خَلْفَ العَذَارىَ
و قالوا ماجنٌ و نديمُ كأسٍ
يعيشُ مغيباً بَيْنَ السكَارىَ
تَنَاسُوا أنَّنِي أشْهَرْتُ سَيْفِي
و ما أطْرَقْتُ زُلاً و انكِسَارا
فإما أنْ أعيشُ بِثَوْبِ عِزٍ
و إما أنْ أموتَ و أنْ أُوَارىَ
أنا... مَنْ قُمْتُ زَوْدَاً عَنْ حِمَاهمْ
لِأُجّْلِي الليلَ.. أَسْتَبْقِي النَهَارَ
وَ هُمْ حِيِنَ الوَغَىَ دَاراتْ رَحَاها
أداروا الظَهْرَ.. قَدْ وَلُّوا الفِرَارَا
فإذَ بي في الفلاةِ أسيرُ وَحْدِي
شريدَ الأهلِ ما آنَسْتُ نَارَا
و خَلْفِي ألف طَمَّاحٍ و واشٍ
يَدُسُّ بِحُلَّتِي سُمَّاً جِهَارَا
فما أنا فاعلٌ؟ و الغدر صَوّْبِيِ
و كلٌ نَحوَ وأْدِي قدْ تَبَارَىَ
إذا ما الأقربونَ أشَاحُوا عَنِي
فمن سيُعِيرنِي ثَمَّ اعتِبَارا
إذا لَمْ تَعْرِفُ الأرْحَامُ قَدْرِيِ
فأيْنَ يَكُونُ للنَفْسِ إقتدارا
فيا.. أُختَ المنُونِ أنا غريبٌ
دنا للموت فاتَّخِذيني جارا
فَجَارُ اللَّحدِ صِدِّيِقٌ لِعَهْدٍ
وَ جَارُ العَيْشِ يَنْقُضُهُ... مِرَارَا
لَعَلِّيِ في التُرَابِ تَطِيِبُ نَفْسِيِ
فَبَعُضُ السُمِ.. ترياقُ الحَيَارىَ
**********
شِعْرْ/ صلاح عيد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى