صلاح عيد - يا لائمَ النهْر

يا لائِمَ النَّهْرِ انحِسَار مِيَّاهِهِ
إِسْأَلْ مَنَابِعَهُ عَن الأسْبابِ
و إذا أردْتَ فَسَلْ رياحاً زمْجَرَتْ
يوماً على الوادي بِغَيْرِ عُبَابِ
ما كانَ ضَرَّكِ لو أتَيْتِ بِمَاطِرٍ
يا ريحُ كيْ تَحْيا عَلَيْها رَوَابِي
أو سَائِل الشَمْسَ التي مِنْ قَيْظِهاَ
جَفَّتْ شُجَيّْراتٌ بِبَطْنِ الغابِ
و البردُ ذو اللَّفْحِ الشديدِ بِعَصْفِه
كمْ جمَّدَ الأحياءَ فوق هِضَابِ
إسألْ عن (المِيكْرُوبِ) ..حِكْمَةُ خَلْقِهِ
و عَنْ الضَوَارِيِ الشَاهِرَاتِ النابِ
و عن الطُغاةِ عنْ البغاةِ و حِكْمَةً
قدْ أوْجْدَتْ مُتَغَطْرِسَاً و مُرابِي
و اعْجَبْ (لِكوفييدٍ) تَمَدَدَ ضرُهُ
بينَ الرِّبُوعِ و تَحْتَ كل قِبَابِ
أودَىَ بأرواحٍ و كَمَّمَ كَوْكَبَاً
و أحَالَ دُنْيَانَا لمَحْضِ يَبَابِ
سَتَظَلُ تسألُ لنْ يُجِيِبَكَ كَائِنٌ
سَتَضِلُّ بينَ مَسَالكٍ و شِعَاَبِ
يا صَاحِبيِ دَعْ عَنْكَ هذا كُلَهُ
دعْ حِيِرَةَ الأفكارِ و الألبابِ
وابحث بذاتكَ عنْ جوابٍ قدْ تَرَىَ
في كُنْهِ ذَاتِكَ ألفَ ألفَ جوابِ
كلٌ يسيرُ بحكمةٍ و لِوِجْهَةٍ
و الكلُ مأمورٌ وَ وِفْقَ حِسَابِ
و الأمرُ إن يبدو بعينِكَ سَيِّئاً
قدْ يَحْمِلُ الخيراتِ في الأعْقَاَبِ
فالكونُ كلُ الكونِ في سَرَيَّانِه
يمْضِي بِتَدْبِيِرٍ مِنَ الوهَّابِ
إنْ شاءَ يَمْنَعُ أو يجُودُ بِرِزْقِه
و المَرْءُ بيْنَ مَثُوبَةٍ و عِقَابِ

**********

شعر/ صلاح عيد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى