صلاح عيد - صِراعُ الأفيالْ

تتصارعُ الأفيالُ .. و الأعشابُ

تودِي بها الأقدامُ والأنيابُ

ما ذنبُ هذا العشب تَسْحَقُ عظمه

حِممٌ و تشربُ من دِماهُ حِرابُ

هو ليس إلا كائناً مُتواضعاً

الأرض أمٌ والرفيقُ ترابُ

حُلُمُ التعالي لم يُراود فِكْرهُ

ما كان مِمَنْ سَدَّدُوا فأصابوا

هو لم يحاول أن يكونَ مبادراً

أو خادعاً مُتكبراً فَيُهابُ

فوقَ الأديمِ الرطْبِ طالَ مُكُوثَهُ

لم تُغْرهِ الدرجاتُ و الألقابُ

وعلى وداعتهِ .. يُدَنِّسُ طُهْرَه

دُبٌ و ذِئْبٌ .. ثعلبٌ وعُقابُ

لم ينج مِنْ حربٍ يخُطُ مسارها

أحدٌ سواه .. تعددتْ أسبابُ

هو من يُسددُ ديّْنَها بدِمائه

يوم النزالِ و فرَّتْ الأقطابُ

ليعيش مأساة الدمارِ و يكْتَوِيِ

برواجمٍ منْ فوقه تنسابُ

يا أيها الحرب اللعينة أقلعي

ما أنتِ إلا نكبةٌ و خرابُ

النارُ تحصدُ لا تهادن بُرْعُماً

و الكرْمُ مِن هوْل ِالحريقِ يبابُ

و به الفراشاتُ الرقيقةُ قد بَدَتْ

و كأنها بين الدمارِ سرابُ

وعلى المدى غدت الطيورُ شَواردٌ

يُخفِيها في رَحِمِ الفضاءِ ضبابُ

نزحتْ بلا وطنٍ لتنْشُدَ مأمناً

و النأيُ عن أرضِ الجدودِ عذابُ

و كأن هذى الحرب لُعْبَةَ ثَعْلَبٍ

وَلِجَ الكرومَ لتختفي الأعنابُ

********


شعر/ صلاح عيد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى