“لقد ولت الصور وعلينا أن نفكر في خلقها كلنا مهددون بالوحدة ّّ .. فلم يبق لنا غير القراءة والكتابة لانهما الرحمة التي وهبتها الحقيقة لنا ؟ .. وما أخشاه هو فقدانها ..!! واستمرت قطرات المطر تبلل شجرة الكالبتوس.. تغسل السخام والاصباغ الرخامية والاوراق الشاحبة وبقايا الزرقة الراحلة بلا أسف .. من غابة الحرب والمأساة.. أضاء البرق شعره الفضي , فتناقلت نظراته و لوحة السماء المائية,حين فاحت رائحة النار بما أشعرتنا باقتراب الشتاء ؟ وبحركة سينمائية سريعة التفت “محمود ” هامسا ..ألا تشم رائحة الشتاء ؟- رائحة الشتاء .؟
“ست سنوات ” !! ليس ذلك بالكثير في عالمنا القلق ..المتكّسر .. عالم البارود والذبائح البشرية والخوف والتيه !”
كان ذلك قد حدث عندما حل” محمود ” وسطنا ؟ والبصرة تلمّلم جروحها وتبدد ما ابقته الحرب . .
– لقد أرهقني التجوال!.. كل يوم تحت سقف جديد ! ها أنا ؟ اعيد ترتيب كتبي ..اوراقي .. ومن يدري فكم ستستمر رحلة الضياع هذه حتى أعاود الهجرة من جديد ؟
“ذهبت هذا الصباح ..الى ” خور الزبير ” * بدت لي .. مدينة أشباح .. فراغ بلا حدودوريح عاوية !! أشعرتني بأنني وحدي فانتابني خوف مجهول , ولولا بعض الحيوانات والناس وشبح سيارة عابرة لشعرت بالرعب وكأنها النهاية !
هذا شيء لم احس به من قبل , ألا أنني صرت كلما نهضت من النوم تهاجمني الهواجس فأنا وشقيقتي .. نحيا. ..!
أحيانا .. افكر بخوف في أن استيقظ مرة ..فأجدها ميتة !؟”
لقد فرض علينا ان نتقبل سيرة الحياة , اذ لم يعد هناك ما يثير قلقنا , لاننا فقدنا الامل في رؤية العالم كما حلمنا به !!
لقد ضيعتنا الدراسات والافكار والذكريات .. وكان الامس اكثر رحمة من الحاضر!! هل لاننا كبرنا ؟
– ما الذي يثيرك في عالمنا هذا؟ حتى يبدو المجتمع قاسيا وكأنه هوالذي حمل الكثير من التمرد والتغير والثورات..؟
– لقد حملت القوى الفكرية و الاحزاب السياسية علىمر العصور .. أعباء التحدي والانقلاب على المجتمع , الا أنها نقلت الينا العنف ايضا , وهو ما أثر في كل الاطراف.. لذا كانت المواجهة قاسية عندما لم يتعرف المجتمع الى سر انقلاب الفنان والكاتب عليه ؟ قد أسيىء الفهم ؟ لاننا في الشرق لاحدود لآرائنا المتزمتة ؟ ( مثل هذا الرأي يبقى محّيرأ في عالم ” محمود ” !! لان المجاملة هي – العدسة اللامّة – في شخصيته, فهو رغم تشككه فيما يكتبه الآخرون من ”شعروأدب وفن “ عزوف عن المواجهة’ لاعتقاده بان ذلك يخرب الصداقات !!
أن نتاجات’ قليلة .. مع ما يقرأ من دراسات ونقد وروايات والسر في ذلك يكمن في النقد ؟ اذ كلما اقدم على عمل ما ..شغله التفكير والبحث ! ماذا سيقال .. عني ؟ وماذا سيكتب .. عني ؟
الشك!! هو الذي أطرّ فكره وجعله قلقا وبذلك أقترب من ” محمود البريكان ” رغم تفاوت الطبيعة الاجتماعية والسلوكية بينهما ! و ” لمحمود عبد الوهاب ” شروخ زجاحية لا يريدها ان تحسب عليه او تثير عليه المعجبين , أنه يحس بالمجاملة التي تحيط به فيرفض تكذيبهاّ!!
هذه السحابة الصيفية هي ” مقصلة الخوف ” عنده .. بسبب بحثه عن الكمال. فيما يكتب ..فهو يبحث وينقب وينحت الكلمة .. مرات ومرات قبل أن تستقر على الورق ! فهو لايريد أحدا من المحيطين حوله .. أن يشير اليه كما هو يفعل عندما يقرأ رواية أو يسمع شعرا؟ ومثل هذا التطهر أوقعه في المتاهة التي ظل يعاني منها رغم هالة التكريم وألاعجاب التي تثأر حوله ؟ ومع ان تجربة ”محمود عبد الوهاب“القصصية قد جاوزت ” نصف قرن ” بين الممرات الادبية وكتابة القصة .. ألا أنه توقف زمنا!!
أمام ( القطار الصاعد والشباك والساحة) كأنضج عملين قصصيين في أوائل القرن الماضي فلم يحاول أجتيازهما الا في مرحلة الثمانينيات وما بعدها ؟ رغم عدم وجود عوائق اساسية أو مبررات مقنعة لذلك التوقف , ألا انه استمر بالطواف متمتعا بالماضي قد نكون مخطئين في تبريراتنا ولكن ما من شيء الا وله سبب ؟ فالتيارات الحديثة وتشكيلات القصة القصيرة كان لها ان تتجاوز الزمن .. ألا ان ” محمود عبد الوهاب” ظل متشاغلا يتابع تكنيكات القصة الجديدة .. يقارن ويحلل دون بدائل أو نصوص يمكنها من تحقيق ذلك التوازن.
حتى أصدر مجموعته القصصية “رائحة الشتاء ” وكأنها عصارة للايام .. ومع أن المجموعة ضمت صورا تشكيلية , رسومات سينمائية الا أنها لم تأ ت بجديد وسط طوفان الافكار ؟ وعلى طبيعة الناقد العراقي أستمرت التقويمات النقدية بما أحتوته من مجاملات! ثم سكتت الضجة ! وكان لنا ان نتساءل هل أنتهى العرض ؟ أو ان النقاد ينتظرون أشياء أخرى جديدة
اذ ليس من المعقول في عالمنا أن يتخلص الكاتب و الشاعر من النقد في جانبيه السلبي والايجابي من كشف للهفوات والاخطاء حتى ولو كانت غير مجدية !
وهذا ماكان له أن يطرح ..التساؤل الاخر
هل أن” محمود عبد الوهاب ومحمد خضير ” كانا خارج النقد .؟ أو ان هناك فرضية متوارثة تجعلهما في مأمن من ذلك ..؟ أن النقد الشخصي الموجه .. يمكنه ان يفرض الصورة التي يريد .. عندما تكون هناك التزامات وهي الصوره ألاقرب ..التي تغطي الحقيقة وتقربها من المجاملة نعرف جيدا بان قصص
” تشيخوف ” وأحاديثه أنما كان ينتقيها من راكبي العربات ومن هؤلاء استمد اسلوبه الساخر المعّبر الذي كشف فيه معاناة وآلام الشعب الروسي,.هذه الصوره تتغاير عند ” محمود “لأن التنافر بين واقعيته المثيرة ونظرته الساخرة للواقع والاشخاص .. تجعل مدى الارتباط بينهما مجهولا ! إذ يبقى لونه القصصي بعيدا عن مسيرته اليومية فيرفض مثل هذا الاقتران ؟ ولو أستطاع
” محمود ” الجمع بينهما لتجاوز الشكلية في قصصه التي ظهرت كعلامات ولوحات لم تكتمل .. تغيب عندما نبتعد عنها” هو يستيقظ فجرا يقرأ .. يتأمل . يقرأو يقرأ ..(هو قارىء من الدرجة الاولى وناقد راصد يمكنه أم يعيد الشكل ولكن .. ) ” أنا استمتع بما اسمع ..أريد ان أتعرّف الى العالم أكثر حتى حلمت بان يكو ن لنا عمرين !! أربعون سنة للتأمل والمعرفة .. والنصف الاخر للتجربة والكتابة !و لو أفترضنا وقوع مثل ذلك؟ فهل كان ” محمود ” جادا فيما يحلم به ؟” لقد أعتدنا منذ سنوات ان نسمع الصحافة والنقاد المتنورين وجمهوراً من اللاهثين وراء الشعارات يصنفون الشعراء والادباء بين ” مبدع وصانع ّ الا أننا وحتى الان مازلنا نتساءل أين تقف حدود الابداع ؟ هل أن ” محمود عبد الوهاب ” مبدعا أو صانعا للصور ؟أنه يحاول جادا أن ينتقي باسلوب أدبي معنى للصورة السينمائية الا أن المسحة التشكيلية التي يتوقف عندها .. تباعد ما يريد تأطيره , فيقع وسط عملية خلق آلية تباعد عنه الابداع ! والمشكلة ترجع دائما الى التوقف غير المبرر عنده ؟ ولكن ” محمود عبد الوهاب .. يبقى علامة مضيئة في وسطنا ! مهما حاولنا الهرب منها! أن علينا أن نتحمل وجهه النظر هذه أو غيرها لان الرأي مثلما أمنا يبقى مقدسا لان البدء كان للكلمة
“ست سنوات ” !! ليس ذلك بالكثير في عالمنا القلق ..المتكّسر .. عالم البارود والذبائح البشرية والخوف والتيه !”
كان ذلك قد حدث عندما حل” محمود ” وسطنا ؟ والبصرة تلمّلم جروحها وتبدد ما ابقته الحرب . .
– لقد أرهقني التجوال!.. كل يوم تحت سقف جديد ! ها أنا ؟ اعيد ترتيب كتبي ..اوراقي .. ومن يدري فكم ستستمر رحلة الضياع هذه حتى أعاود الهجرة من جديد ؟
“ذهبت هذا الصباح ..الى ” خور الزبير ” * بدت لي .. مدينة أشباح .. فراغ بلا حدودوريح عاوية !! أشعرتني بأنني وحدي فانتابني خوف مجهول , ولولا بعض الحيوانات والناس وشبح سيارة عابرة لشعرت بالرعب وكأنها النهاية !
هذا شيء لم احس به من قبل , ألا أنني صرت كلما نهضت من النوم تهاجمني الهواجس فأنا وشقيقتي .. نحيا. ..!
أحيانا .. افكر بخوف في أن استيقظ مرة ..فأجدها ميتة !؟”
لقد فرض علينا ان نتقبل سيرة الحياة , اذ لم يعد هناك ما يثير قلقنا , لاننا فقدنا الامل في رؤية العالم كما حلمنا به !!
لقد ضيعتنا الدراسات والافكار والذكريات .. وكان الامس اكثر رحمة من الحاضر!! هل لاننا كبرنا ؟
– ما الذي يثيرك في عالمنا هذا؟ حتى يبدو المجتمع قاسيا وكأنه هوالذي حمل الكثير من التمرد والتغير والثورات..؟
– لقد حملت القوى الفكرية و الاحزاب السياسية علىمر العصور .. أعباء التحدي والانقلاب على المجتمع , الا أنها نقلت الينا العنف ايضا , وهو ما أثر في كل الاطراف.. لذا كانت المواجهة قاسية عندما لم يتعرف المجتمع الى سر انقلاب الفنان والكاتب عليه ؟ قد أسيىء الفهم ؟ لاننا في الشرق لاحدود لآرائنا المتزمتة ؟ ( مثل هذا الرأي يبقى محّيرأ في عالم ” محمود ” !! لان المجاملة هي – العدسة اللامّة – في شخصيته, فهو رغم تشككه فيما يكتبه الآخرون من ”شعروأدب وفن “ عزوف عن المواجهة’ لاعتقاده بان ذلك يخرب الصداقات !!
أن نتاجات’ قليلة .. مع ما يقرأ من دراسات ونقد وروايات والسر في ذلك يكمن في النقد ؟ اذ كلما اقدم على عمل ما ..شغله التفكير والبحث ! ماذا سيقال .. عني ؟ وماذا سيكتب .. عني ؟
الشك!! هو الذي أطرّ فكره وجعله قلقا وبذلك أقترب من ” محمود البريكان ” رغم تفاوت الطبيعة الاجتماعية والسلوكية بينهما ! و ” لمحمود عبد الوهاب ” شروخ زجاحية لا يريدها ان تحسب عليه او تثير عليه المعجبين , أنه يحس بالمجاملة التي تحيط به فيرفض تكذيبهاّ!!
هذه السحابة الصيفية هي ” مقصلة الخوف ” عنده .. بسبب بحثه عن الكمال. فيما يكتب ..فهو يبحث وينقب وينحت الكلمة .. مرات ومرات قبل أن تستقر على الورق ! فهو لايريد أحدا من المحيطين حوله .. أن يشير اليه كما هو يفعل عندما يقرأ رواية أو يسمع شعرا؟ ومثل هذا التطهر أوقعه في المتاهة التي ظل يعاني منها رغم هالة التكريم وألاعجاب التي تثأر حوله ؟ ومع ان تجربة ”محمود عبد الوهاب“القصصية قد جاوزت ” نصف قرن ” بين الممرات الادبية وكتابة القصة .. ألا أنه توقف زمنا!!
أمام ( القطار الصاعد والشباك والساحة) كأنضج عملين قصصيين في أوائل القرن الماضي فلم يحاول أجتيازهما الا في مرحلة الثمانينيات وما بعدها ؟ رغم عدم وجود عوائق اساسية أو مبررات مقنعة لذلك التوقف , ألا انه استمر بالطواف متمتعا بالماضي قد نكون مخطئين في تبريراتنا ولكن ما من شيء الا وله سبب ؟ فالتيارات الحديثة وتشكيلات القصة القصيرة كان لها ان تتجاوز الزمن .. ألا ان ” محمود عبد الوهاب” ظل متشاغلا يتابع تكنيكات القصة الجديدة .. يقارن ويحلل دون بدائل أو نصوص يمكنها من تحقيق ذلك التوازن.
حتى أصدر مجموعته القصصية “رائحة الشتاء ” وكأنها عصارة للايام .. ومع أن المجموعة ضمت صورا تشكيلية , رسومات سينمائية الا أنها لم تأ ت بجديد وسط طوفان الافكار ؟ وعلى طبيعة الناقد العراقي أستمرت التقويمات النقدية بما أحتوته من مجاملات! ثم سكتت الضجة ! وكان لنا ان نتساءل هل أنتهى العرض ؟ أو ان النقاد ينتظرون أشياء أخرى جديدة
اذ ليس من المعقول في عالمنا أن يتخلص الكاتب و الشاعر من النقد في جانبيه السلبي والايجابي من كشف للهفوات والاخطاء حتى ولو كانت غير مجدية !
وهذا ماكان له أن يطرح ..التساؤل الاخر
هل أن” محمود عبد الوهاب ومحمد خضير ” كانا خارج النقد .؟ أو ان هناك فرضية متوارثة تجعلهما في مأمن من ذلك ..؟ أن النقد الشخصي الموجه .. يمكنه ان يفرض الصورة التي يريد .. عندما تكون هناك التزامات وهي الصوره ألاقرب ..التي تغطي الحقيقة وتقربها من المجاملة نعرف جيدا بان قصص
” تشيخوف ” وأحاديثه أنما كان ينتقيها من راكبي العربات ومن هؤلاء استمد اسلوبه الساخر المعّبر الذي كشف فيه معاناة وآلام الشعب الروسي,.هذه الصوره تتغاير عند ” محمود “لأن التنافر بين واقعيته المثيرة ونظرته الساخرة للواقع والاشخاص .. تجعل مدى الارتباط بينهما مجهولا ! إذ يبقى لونه القصصي بعيدا عن مسيرته اليومية فيرفض مثل هذا الاقتران ؟ ولو أستطاع
” محمود ” الجمع بينهما لتجاوز الشكلية في قصصه التي ظهرت كعلامات ولوحات لم تكتمل .. تغيب عندما نبتعد عنها” هو يستيقظ فجرا يقرأ .. يتأمل . يقرأو يقرأ ..(هو قارىء من الدرجة الاولى وناقد راصد يمكنه أم يعيد الشكل ولكن .. ) ” أنا استمتع بما اسمع ..أريد ان أتعرّف الى العالم أكثر حتى حلمت بان يكو ن لنا عمرين !! أربعون سنة للتأمل والمعرفة .. والنصف الاخر للتجربة والكتابة !و لو أفترضنا وقوع مثل ذلك؟ فهل كان ” محمود ” جادا فيما يحلم به ؟” لقد أعتدنا منذ سنوات ان نسمع الصحافة والنقاد المتنورين وجمهوراً من اللاهثين وراء الشعارات يصنفون الشعراء والادباء بين ” مبدع وصانع ّ الا أننا وحتى الان مازلنا نتساءل أين تقف حدود الابداع ؟ هل أن ” محمود عبد الوهاب ” مبدعا أو صانعا للصور ؟أنه يحاول جادا أن ينتقي باسلوب أدبي معنى للصورة السينمائية الا أن المسحة التشكيلية التي يتوقف عندها .. تباعد ما يريد تأطيره , فيقع وسط عملية خلق آلية تباعد عنه الابداع ! والمشكلة ترجع دائما الى التوقف غير المبرر عنده ؟ ولكن ” محمود عبد الوهاب .. يبقى علامة مضيئة في وسطنا ! مهما حاولنا الهرب منها! أن علينا أن نتحمل وجهه النظر هذه أو غيرها لان الرأي مثلما أمنا يبقى مقدسا لان البدء كان للكلمة