أسراب الطيور التي هاجرت القرية بعد الجفاف عادت إلى اعشاشها في زمن الخريف، الشمس الساطعة تغازل في الحقول، السماء الزرقاء و الغيوم المتفرقة نزلت منها المطر و ارتوت الأرض بعد التعب، امتدت في ربوعها الحشائش الخضراء كستها جمال تسر الناظرين، بين الجداول و السهول هبت النسائم و الدعاش تنفست الجناين و الشجر، العصافير تغني، تحلق الفراشات تقطفن الرحيق من الزهور و الورود ، تتمايل القناديل و السنابل، الشبع ملأ البطون حد التخمة، الحيوانات الأليفة تلهو و تقفز بارتياح، النساء يجدن فن الطبخ من خيرات الحصاد، العذارى يغنن أغاني الحب و الأحلام أثناء في طريقهن لجلب المياه من الآبار، الشباب يتجولون نهارآ بين المراعي الخضراء و المزارع، و في المساء يلبون دعوات المناسبات الاجتماعية في القرية و القرى المجاورة، يتغنون على إيقاع التصفيق و الطبول يقفزون بهمة و نشاط كأنهم يريدون أن يلامسوا السماء، الشيوخ و أتباعهم في حلقات الذكر ينشدون الله صدقآ و إيمانا، منظر القرية في فصل الخريف كطفلة بريئة لبست الثوب الجديد في يوم العيد، لم يكن هناك خبر يعكر مزاج أهل القرية و يملأ سماءها الصافية بالدخان.
في يوم ما أتى شخص غريب إلى القرية، وسوس للعم عثمان في أذنيه الكبيرتين، اخذ عصاته مسرعاً و اصبح يغلي من الغضب، يسب و يلعن في ابنه الغائب الحاضر، همس في أذن زوجته فطومه فأصبحت تبكي بحرقة و تضرب بيدها خد على خد، تبكي و تصرخ بجنون هستيري (واي وليدي.. وليدي خرب.. وليدي تلف)حتى بحت صوتها من الحزن ولد العم عثمان الذي فعل فعلته المشينة لم يسبق فعلها احد في القرية، اول ما ظهر لم يسلم من شتائم النساء و زجر الرجال قيدوه بالحبال، اقتادوه إلى مجلس كبير القوم كمجرم خائن، بعد مشاورات طويلة بين الشد و الحذب قرروا بالإجماع إبعاده من القرية حتى يكون عبرة و عظة لكل أولاد القرية، الكل رحب بالقرار بصدر رحب حتى لا تنتقل عدوته إلى شباب القرية.
الا الحبيبة الحزينة عشة لم تكن تعرف السبب الحقيقي كانت بين الشك و الدهشة لابعاده من القرية.
سألت أمها باستحياء بارد قائلة : موسى سوى شنو يا أمي؟
اجابتها : قالوا صار تعيس
ردت :سجمي كيفن يعني؟
الأم : قالوا شرب السجائر تلاف الرجال جاب الفضيحة لامو و ابو.
ارسل موسى إلى خلوة نائية لحفظ القرآن الكريم، لم يألف وحشة المكان و أختلاف الطعام و الابتعاد من الحبيبة لكنه مجبور لمعايشة الواقع الجديد، هناك أخبرهم الشيخ يحيى أن هذا الفعل مس من عمل الشيطان،
بعد مدة ذهب موسى ليسمع ما حفظ بعض من سور القرآن الكريم للعريف مساعد الشيخ، لكنه اذهل عندما فاحت من أنفاسه رائحة الجعة (ألمريسة) .
بعد فترة قرر موسى مع بعض من رفاقه الهروب من المسيد ، خططوا للامر بدقة متناهية حتى لا ينكشف أمرهم تسللوا عند منتصف الليل رغم المخاطر و نباح الكلاب الضالة هربوا إلى المجهول، بعد عناء و تعب وصلوا إلى قلب المدينة الكبيرة، صدموا بالعمارات الشاهقة و الأضواء البراقة تجولوا في شوارعها أكلوا بقايا الطعام من سلات المطاعم و الحاويات، المدينة التي ظنوها ملاذآ امنآ لهم صارت ورطة كبيرة، خابت أحلامهم الضائعة فارتدت إليهم إلى كابوس مزعج،
موسى و رفاقه تفرقت بهم تيه السبل في شوارع المدينة الكبيرة تعرف على أصدقاء جدد من مختلف أنحاء البلاد متشردون أطلقوا عليهم أهل المدينة اسم (الشماسة ) موسى مازال محتفظ بلهجته المحلية كل مرة يدخل إلى السجن ولا يتعلم منه شيئاً، ثم يرجع مرة أخرى إلى فضاء الجريمة، فيعود إلى السجن مكبل اليدين بجريمة أخرى، و لكن هذه المرة دخل إلى السجن و بدآ يقرأ في الوجوه، أدرك ياما في السجن مظاليم هنا كثير من الشرفاء قست إليهم الحياة بسبب ظروفهم الاجتماعية والاقتصادية.
تعرف موسى على مزارع من الجزيرة حط به القدر إلى السجن بسبب الديون و العجز بعد ما فشل الموسم الزراعى، كلهم من أبناء الريف تأثر موسى بصاحبه الجديد تعلم منه كثير من الأشياء الجميلة لم يتعلمه من قبل، يقدم له النصيحة بيسر ضبطه إلى واجهة الخير مما فجر فيه الطاقة الإيجابية، داخل السجن بقلبه الحنين موسى يبكي الليالي عندما يسمع عن اخبار الحرب في منطقته حزنآ و اشفاقآ على والديه و أهله الكرام.
بعد خمسة سنوات خرج موسى من السجن انسان اخر مرفوع الرأس عالي الهمة سلك درب الخير و النور، أثناء خروجه من السجن لمح رجل عجوز اشعث اغبر بالي الثياب رق قلبه اقترب إليه ليتصدق بعملته المعدنية في صحن الشحاد، خفق قلبه ارتعش جسمه رفع حاجب الدهشة يا إلهي؟ إنه والده عثمان الثرى بلغ به الكبر و تبدل الحال اسواء ما يكون، والده الذي كان يمتلك مئات القطيع و أراضي من الجناين المثمرة، لم ينجو من عائلته الكبيرة الا هو، أصبح نازحآ و شحاذآ على طرقات المدينة، نظر إلى إلى إبنه اقرقت عينيه بالدموع، اليافع الذي نفى من القرية بسبب سجارة صار صبي مفتول العضلات، مسح موسى دموع والده ثم ارتمي في حضنه، بدآ الوالد يبوح له بكلمات حزينة عن الحرب الأهلية اللعينة القرية التي كانت تنام على جفن الأماني صارت حطام، كل البيوت احترقت كل المواشي و الطيور هلكت و بعضها هاجرت من غير رجعة، الأهالي دفعوا فاتورة باهظة الثمن، كثير من الأرواح البريئة زهقت لم ترحم الكبير ولا الصغير و لا حتى الشجر ، كل الأشياء صارت وقودآ للحرب قضى على الأخضر و اليابس، مات من مات و هرب من هرب، صارت القرية تحت الرماد، وضع موسى يده في ظهر والده المحدب و أمسك يده باليد الأخرى و ذهبا نحو المجهول بخطوات حزينة نحو نضال يومي في ذمة الحياة أملها في كف القدر .
في يوم ما أتى شخص غريب إلى القرية، وسوس للعم عثمان في أذنيه الكبيرتين، اخذ عصاته مسرعاً و اصبح يغلي من الغضب، يسب و يلعن في ابنه الغائب الحاضر، همس في أذن زوجته فطومه فأصبحت تبكي بحرقة و تضرب بيدها خد على خد، تبكي و تصرخ بجنون هستيري (واي وليدي.. وليدي خرب.. وليدي تلف)حتى بحت صوتها من الحزن ولد العم عثمان الذي فعل فعلته المشينة لم يسبق فعلها احد في القرية، اول ما ظهر لم يسلم من شتائم النساء و زجر الرجال قيدوه بالحبال، اقتادوه إلى مجلس كبير القوم كمجرم خائن، بعد مشاورات طويلة بين الشد و الحذب قرروا بالإجماع إبعاده من القرية حتى يكون عبرة و عظة لكل أولاد القرية، الكل رحب بالقرار بصدر رحب حتى لا تنتقل عدوته إلى شباب القرية.
الا الحبيبة الحزينة عشة لم تكن تعرف السبب الحقيقي كانت بين الشك و الدهشة لابعاده من القرية.
سألت أمها باستحياء بارد قائلة : موسى سوى شنو يا أمي؟
اجابتها : قالوا صار تعيس
ردت :سجمي كيفن يعني؟
الأم : قالوا شرب السجائر تلاف الرجال جاب الفضيحة لامو و ابو.
ارسل موسى إلى خلوة نائية لحفظ القرآن الكريم، لم يألف وحشة المكان و أختلاف الطعام و الابتعاد من الحبيبة لكنه مجبور لمعايشة الواقع الجديد، هناك أخبرهم الشيخ يحيى أن هذا الفعل مس من عمل الشيطان،
بعد مدة ذهب موسى ليسمع ما حفظ بعض من سور القرآن الكريم للعريف مساعد الشيخ، لكنه اذهل عندما فاحت من أنفاسه رائحة الجعة (ألمريسة) .
بعد فترة قرر موسى مع بعض من رفاقه الهروب من المسيد ، خططوا للامر بدقة متناهية حتى لا ينكشف أمرهم تسللوا عند منتصف الليل رغم المخاطر و نباح الكلاب الضالة هربوا إلى المجهول، بعد عناء و تعب وصلوا إلى قلب المدينة الكبيرة، صدموا بالعمارات الشاهقة و الأضواء البراقة تجولوا في شوارعها أكلوا بقايا الطعام من سلات المطاعم و الحاويات، المدينة التي ظنوها ملاذآ امنآ لهم صارت ورطة كبيرة، خابت أحلامهم الضائعة فارتدت إليهم إلى كابوس مزعج،
موسى و رفاقه تفرقت بهم تيه السبل في شوارع المدينة الكبيرة تعرف على أصدقاء جدد من مختلف أنحاء البلاد متشردون أطلقوا عليهم أهل المدينة اسم (الشماسة ) موسى مازال محتفظ بلهجته المحلية كل مرة يدخل إلى السجن ولا يتعلم منه شيئاً، ثم يرجع مرة أخرى إلى فضاء الجريمة، فيعود إلى السجن مكبل اليدين بجريمة أخرى، و لكن هذه المرة دخل إلى السجن و بدآ يقرأ في الوجوه، أدرك ياما في السجن مظاليم هنا كثير من الشرفاء قست إليهم الحياة بسبب ظروفهم الاجتماعية والاقتصادية.
تعرف موسى على مزارع من الجزيرة حط به القدر إلى السجن بسبب الديون و العجز بعد ما فشل الموسم الزراعى، كلهم من أبناء الريف تأثر موسى بصاحبه الجديد تعلم منه كثير من الأشياء الجميلة لم يتعلمه من قبل، يقدم له النصيحة بيسر ضبطه إلى واجهة الخير مما فجر فيه الطاقة الإيجابية، داخل السجن بقلبه الحنين موسى يبكي الليالي عندما يسمع عن اخبار الحرب في منطقته حزنآ و اشفاقآ على والديه و أهله الكرام.
بعد خمسة سنوات خرج موسى من السجن انسان اخر مرفوع الرأس عالي الهمة سلك درب الخير و النور، أثناء خروجه من السجن لمح رجل عجوز اشعث اغبر بالي الثياب رق قلبه اقترب إليه ليتصدق بعملته المعدنية في صحن الشحاد، خفق قلبه ارتعش جسمه رفع حاجب الدهشة يا إلهي؟ إنه والده عثمان الثرى بلغ به الكبر و تبدل الحال اسواء ما يكون، والده الذي كان يمتلك مئات القطيع و أراضي من الجناين المثمرة، لم ينجو من عائلته الكبيرة الا هو، أصبح نازحآ و شحاذآ على طرقات المدينة، نظر إلى إلى إبنه اقرقت عينيه بالدموع، اليافع الذي نفى من القرية بسبب سجارة صار صبي مفتول العضلات، مسح موسى دموع والده ثم ارتمي في حضنه، بدآ الوالد يبوح له بكلمات حزينة عن الحرب الأهلية اللعينة القرية التي كانت تنام على جفن الأماني صارت حطام، كل البيوت احترقت كل المواشي و الطيور هلكت و بعضها هاجرت من غير رجعة، الأهالي دفعوا فاتورة باهظة الثمن، كثير من الأرواح البريئة زهقت لم ترحم الكبير ولا الصغير و لا حتى الشجر ، كل الأشياء صارت وقودآ للحرب قضى على الأخضر و اليابس، مات من مات و هرب من هرب، صارت القرية تحت الرماد، وضع موسى يده في ظهر والده المحدب و أمسك يده باليد الأخرى و ذهبا نحو المجهول بخطوات حزينة نحو نضال يومي في ذمة الحياة أملها في كف القدر .