المهدي الحمروني - بلادٌ على مزاج البين

يا قدري العنيف والنافذ
ياجنوني الطفل
ياحبيبتي العدوّة
ومرضعتي القاسية
كلما تصحّرت أمومتك لكفالتي
أرِثُك كإسم
وأستخلفك كديانة
ياااا كل كلي
الكثير بلا حدٍّ كالمدى
يا بلادي
أيتها المختلفة في سطوة اجتياحك
أيتها القربى النافرة والحقة
أنت لست مجرد حب
معجزتك تستلب إيماني
حُرمَتُك تتملك عبوديتي
كيف يسعني تغيير فصيلك في دمي؟
فدون حضارتك
لا أزال أرقص كالزنوج حول نارهم في فكتوريا
والأنهار تمضي بعيدةً وحزينةً إلى البحر
فيا رسولتي اليتيمة ..
هلّا أنبئتِني عن صدى هزيعي
في هِضاب الليل الموشَّح بالعواء
البيداءُ كما هي
على مزاج البين منذ أزلها
دون مضارب للمكوث
ولا حواضن للوصل
الأساطير والممالك والدول والأديان
محض مومياءات ومقابر في ذاكرة الرمل
كتمائم الدهر في مزمار خيال السارد
حصانةً عن كل ما يتهددني بانتزاعك مني
أُسبِّح بأسمائك بلا سكينة
أطوف بك بلا طمأنينة
أتطلّع إليك كصدىً لخفقانٍ سحيق
وأنت في أعلى جبلٍ إلى سماء العرش
كنسرةٍ فاتنة
فخذيني للعناق بصلة رحمٍ عاشق
كما تُؤخذ الحياة بالماء والهواء
أنا المُهدَّدُ بفقدانك دائمًا
في تداعي أسئلة المنافي العطشى
سلي الله عن ولائي سيخبرك
الملائكة عن عقيدتي فيك ستشهد لي
انا المسحوق في ملكوتك
الفخور بجنونى بك
أذوب كالمتعبد إليك
وأُثوى
كجنديٍّ مجهولٍ
بلا
سيرة
___________________________
ودّان. 3 آيار 2021 م

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...