هذا نمط من الكتابة لم نعهده في أدبنا العربي منذ المسند وقتبان، ما من وسيلة لإستيعابه إلا بقرائته، حمل إليّ( أبوبراء) يوما جملة من اوراق الانترنت فيها هذا الطراز من الكتابة بتوقيع "وجيه عباس"، فقلت فيها بعد مطالعتها: هذا رجل يتستر بإسم مستعار ينفث خلاله ما بنفسه، وفوجئت ذات يوم بمن يتقدم لمصافحتي قائلاً: أنا وجيه عباس!
يوم أهداني وجيه كتاب(عولمة) وجدت نفسي منكبّاً على قراءته بنَفَسِ واحد متصل: أكثر من 1000 صفحة في عدة أيام!.
في شبابي بكيت وأنا أقرأ سطوراً من (أدولف ولدي) لبنجامين كونستانس، وفي عام 60 ضحكت وأنا أقرأ لثربانتس (دون كيخوته) وتذكرت قول أحد العواهل: من يقرأ ويضحك فلابد أن يكون مجنوناً أو أنه يقرأ كيخوته!، وعندما قرأت(العولمة) بكيت وضحكت،وهو أمر لم يسبق أن حدث لي.
هذا كتاب سياسة ورواية وشعر لم يؤلّف مثله كتاب ولم يسبق إليه سابق، ما هذه الطاقة الهائلة التي إحتوتها حروف وجيه عباس وما هذا النفس الحار المتدفق من فم بركان هذا الكاتب المتعدد القدرات؟ من أين إقتبس هذا الرجل هذه القدرة الكبرى على الوصول إلى أعماق النفس البشرية وسبر أغوارها والغوص في أقيانوسها؟
انه لم يكتب ماكتب لإثارة الإعجاب بمواهبه وقدراته،ولا للكسب والمغنم، ولكنه كتب ما كتب بحمية من يكوي الجرح الناغر بالنار قبل أن يتلوث،هذه السخرية الموجعة بالظلم والطغيان، وهذا العنف في مواجهة الكذب والخيانة،هذا الإحتقار للعسف وهذا الحب للإنسان؟
من أين إستمد وجيه عباس هذه الروح المتوثبة التائقة للعدل والنزاهة، المعادية للأنانية والنذالة والبطش؟ تلك من أسرار النفس التي تتوق إلى عالم عادل آمن حر، تلك الأسرار التي قدمت للتعبير عن كنهها هذه القدرات العجيبة لهذا الكاتب، الشاعر، الروائي، السياسي، الانساني.
إعتدت أن أؤشر بقلم الرصاص بدائرة للأغاليط التي أتعثر بها عند قراءتي كتاباً ما، ولكن مع كتاب وجيه عباس، لم أفعل ذلك،فأي جدوى من رصد بعض أغاليط السهو في كتاب رجل يقول عن نفسه أنه كائن مكرس لفضح الجهالة والظلم والدعوة الى الجمال والحق والصحة؟
أسفاً على قلمي الذي لم يعد ينساب في مدوناته كما كان، فقد أثقلته حمولة ثمانين عاماً من مكابدة الظلم وإمتراء البؤس ومعاناة المسغبة ومقاومة البطش والطغيان، لو أتيح لي أن أعد قائمة بالكتب التي إستثارت فكري وعواطفي، لوضعت (العولمة) بين تلك الكتب،وكما قالت (الأوبزرفر) عني في السبعينات "الرجل الذي قرأ 10 آلاف كتاب"، ولو إستطاعت عيناي المتعبتان ، لقرأت العولمة للمرة الثالثة كما فعلت مع (الحرب والسلم) و(البؤساء)،ولكن واأسفاه، فغرغرة الحروف تحول دون ذلك.
وجيه عباس،الرجل والانسان، صاحب اليراعة الذكية، القاتلة، الشفيق، المحسن، المسيء، الرؤوف، المدمر، الملتوي، ألماً لألم الآخرين، المحب للناس بأكثر من حبه لنفسه، هذه اليراعة الآسية، تحوّل حربة قتالة عندما تجد نفسها بمواجهة عدو الإنسان وأمام اللصوص والكذابين والدجالين العور الغادرين.
سلام عليك ياوجيه عباس فأنت حريٌّ بكتاب كامل يؤلف فيك وعنك،وليس بسطور صفحات يدبجها عجوز من الغابرين مثل صاحب التوقيع.10 آلاف كتاب"،ولو إستطاعت عيناي المتعبتان واطفي، لوضعت (العولمة)بين تلك الكتب، وكما قالت (الأوبزرفر) عني في السبعينات "الرجل الذي قرأ"
يوم أهداني وجيه كتاب(عولمة) وجدت نفسي منكبّاً على قراءته بنَفَسِ واحد متصل: أكثر من 1000 صفحة في عدة أيام!.
في شبابي بكيت وأنا أقرأ سطوراً من (أدولف ولدي) لبنجامين كونستانس، وفي عام 60 ضحكت وأنا أقرأ لثربانتس (دون كيخوته) وتذكرت قول أحد العواهل: من يقرأ ويضحك فلابد أن يكون مجنوناً أو أنه يقرأ كيخوته!، وعندما قرأت(العولمة) بكيت وضحكت،وهو أمر لم يسبق أن حدث لي.
هذا كتاب سياسة ورواية وشعر لم يؤلّف مثله كتاب ولم يسبق إليه سابق، ما هذه الطاقة الهائلة التي إحتوتها حروف وجيه عباس وما هذا النفس الحار المتدفق من فم بركان هذا الكاتب المتعدد القدرات؟ من أين إقتبس هذا الرجل هذه القدرة الكبرى على الوصول إلى أعماق النفس البشرية وسبر أغوارها والغوص في أقيانوسها؟
انه لم يكتب ماكتب لإثارة الإعجاب بمواهبه وقدراته،ولا للكسب والمغنم، ولكنه كتب ما كتب بحمية من يكوي الجرح الناغر بالنار قبل أن يتلوث،هذه السخرية الموجعة بالظلم والطغيان، وهذا العنف في مواجهة الكذب والخيانة،هذا الإحتقار للعسف وهذا الحب للإنسان؟
من أين إستمد وجيه عباس هذه الروح المتوثبة التائقة للعدل والنزاهة، المعادية للأنانية والنذالة والبطش؟ تلك من أسرار النفس التي تتوق إلى عالم عادل آمن حر، تلك الأسرار التي قدمت للتعبير عن كنهها هذه القدرات العجيبة لهذا الكاتب، الشاعر، الروائي، السياسي، الانساني.
إعتدت أن أؤشر بقلم الرصاص بدائرة للأغاليط التي أتعثر بها عند قراءتي كتاباً ما، ولكن مع كتاب وجيه عباس، لم أفعل ذلك،فأي جدوى من رصد بعض أغاليط السهو في كتاب رجل يقول عن نفسه أنه كائن مكرس لفضح الجهالة والظلم والدعوة الى الجمال والحق والصحة؟
أسفاً على قلمي الذي لم يعد ينساب في مدوناته كما كان، فقد أثقلته حمولة ثمانين عاماً من مكابدة الظلم وإمتراء البؤس ومعاناة المسغبة ومقاومة البطش والطغيان، لو أتيح لي أن أعد قائمة بالكتب التي إستثارت فكري وعواطفي، لوضعت (العولمة) بين تلك الكتب،وكما قالت (الأوبزرفر) عني في السبعينات "الرجل الذي قرأ 10 آلاف كتاب"، ولو إستطاعت عيناي المتعبتان ، لقرأت العولمة للمرة الثالثة كما فعلت مع (الحرب والسلم) و(البؤساء)،ولكن واأسفاه، فغرغرة الحروف تحول دون ذلك.
وجيه عباس،الرجل والانسان، صاحب اليراعة الذكية، القاتلة، الشفيق، المحسن، المسيء، الرؤوف، المدمر، الملتوي، ألماً لألم الآخرين، المحب للناس بأكثر من حبه لنفسه، هذه اليراعة الآسية، تحوّل حربة قتالة عندما تجد نفسها بمواجهة عدو الإنسان وأمام اللصوص والكذابين والدجالين العور الغادرين.
سلام عليك ياوجيه عباس فأنت حريٌّ بكتاب كامل يؤلف فيك وعنك،وليس بسطور صفحات يدبجها عجوز من الغابرين مثل صاحب التوقيع.10 آلاف كتاب"،ولو إستطاعت عيناي المتعبتان واطفي، لوضعت (العولمة)بين تلك الكتب، وكما قالت (الأوبزرفر) عني في السبعينات "الرجل الذي قرأ"