عبد الواحد السويّح - قبّة المجنون..

اليومَ أصبحتُ كعادتي
ولكن بسكّين في الصدر
(جوسيه أنخل بالينته)



مِن مختلف الطّرق يأتون، بشتّى الملابس يطوفون..
- قبّة من؟
- قبّة المجنون.
وتنفجرُ الكوامنُ الصّامدةُ بما خبّأتْهُ لها الرّياحُ. كيْف نمنعُ تداخلَ الأشياءِ من تلاشٍ مرعبٍ؟
- قبّة من؟
- قبّة المجنون.
يا ليتني ما لعنتُ الشّيطانَ القاطنَ جيْبي يومَ أعلنتِ وصاياكِ عليَّ قبلَ اللّعنةِ وقلتِ يا عينيَّ اقتربْ، وخلعتُ ثيابي وتوسّدتُ فخذيْكِ وبدأنا:
- قبّة من؟
- قبّة المنارة.
- ما الّذي فيها؟
- جرحُ ماضينا وصهيلُ العبارة.
أيّ عبارة أنتِ؟ تدفّقُ رغائبِ الخيلِ المتروكةِ في أشلائي، صهيلٌ يلاغي صهيلاً، بِاسْمِ اللّه تبيّنتُكِ وقلتُ روحي بها سُررتُ.
ولا يا خليلي، الشِّركُ بكَ للحبِّ نصرٌ لنا وفائضُ الثّواب عن اتّساع جُبّتي أهبه لهم، أيّ دعارة هم؟ الّذين قطّعوا أوراقي في سنوات آتيةٍ وقالوا كلامَ الماضي بكلّ عنجهيّة، ما الّذي سويّتُه لهم سوى أن ذهبتُ إلى أنّهم إليَّ راجعون!
الظّالمون الآتون لن أتمّ عليكم نعمتي قبل أن تثأروا لي من نهديْها، لا أقوى على نهديْهاَ.
أُعيدُ:
كذا وكذا وكذا وكان لا مثيل لحليبها في البلاد. قلتُ قد تكون الّتي أبحثُ عنها، وفعلا عزمتُ على الرضاعة منها.
استرقتُ اللّحظات الإلهيّةَ لأحصلَ على كثير من ال.... فشلِ. قالوا (ما) شاء اللّهُ عليهم: مجنون.
كما أنتِ تفطمينني الآنَ لأموتَ إلى الأبد وأتوقّفَ كما لم أتوقّفْ أبدا.
وداعا يا زلهى إنّي ههنا طاسٌ مقعورٌ ألملمُ خطوطي من قبب وحدها ستذكرني وتفتح لي أبوابَها آخرَ ندمي.
أذنت السّاعةُ وجفَّ البحرُ وسبّحت لي خطوط اللّيل.
لملمتكَ، لململمتكِ، لملمتكم، ولم لم أكن. وداعا..
وداعا بالثّلاث.




تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...