ان نهرا من الليل
نام على فجوة الشمس
هبني عيونك كي لا أرى
وطنا يتهاوى أمامي كطير جريح
وهبني سكوتك كي لا أبث الحقيقة
هبني عواطفك المستريحة
كي اتغنى بموت بطيء،
واضحك للنار وهي تسيل لعابا على شفتي،
ان عرسا يقام لقتل الحقيقة خلف دخان التعاويذ، دعني ادافع عن جثة لقتيل ضعيف ٍ ، تدوّسها العاهرات وكل رجال بيوت الهوى ، وكلاب ٌ لصيد المجانين والفقراء . ان لي اخوة يجهلون القراءة والشمس والفرح الداخلي ، ويعترفون بأن إلها ًهو الخوف يحكم كل الخطايا وكل الذنوب ، ويعتقدون بأن السكوت عن الاثم اسمى الفضائل ، اني بهم اتشبث ، من حزنهم استمد انتظاري ، قفا ، ان عمرا من الشهداء يصير فما ً ، وقطارا من الموت يصرخ في هدنة الصمت ، ليلا من الذكريات يقص فصولاً ملوّحة بالسؤآل ، ويكتب قدّام كل جياع الخليج ، وكل النساء المباحات ، والكتب المستعارة ، والصحف الموسمية ، يعلن من هذه الفِكَر الزائفات براءته الكاملة ْ .
لاتنشّف دمي ، لاتخدّر عواطفي َ المشمئزة ، دعني اعلّم صوتي الصراخ ، أيمكن للمسرحية أن تستمر ، وللصدق أن يتهاوى الى الأبد المنتهي ، في دمي تستفيق البراعم خضراء مثل صغار الحمام ، وعيناي لاتذعنان لنوم تقدمه الآلة الزمنية ، اني خسرت رهان البقاء المؤقت ، لكنني ، كم أنا فرح بنعالي الذي سيدوس الخسارة والرابحين ، دمي أنا يتكلم ، يخرج من حفرة القبر ، لحمي الذي يتفسخ تحت سياط المذلة ، عذرا لمؤتمرات السلام التي ختمت فوق تقرير موتي ، ولم تكشف الستر عن وجهي المتآكل في الصمت ، ماذا تريد البغايا ؟ لكي تستعيد عذارتها المستباحة غير شراع ؟ وماذا يريد دمي غير ضوء ٍ لكي يتنفس ؟ قلت بعيني رأيت اللصوص – الخفافيش يسطون ليلا على معبد الحب ، يلتهمون المقالات والكتب الوطنية ، يستعملون أعز التعابير ، يحتفلون بأجمل أعيادنا ، وبأعماقهم روح آدولف هتلر ، انياب صلبانه الهمجية ، إني رأيتهم ُ يهزؤون بشعر حبيبي ، يرتبكون اذا سمعوا إسم لينين ، يحتقرون جميع المبادئ والشرعات ، سوى شرعة السوط يسلخ جلد الحقيقة ، والهمسات النقية ، والذعر يزحف في طرقات المدينة ، إني رأيتهم ُ يقرؤون كفاحي ، فلا تنس َ إني أقول احترس ، كبرت طفلة الخوف والتعب الزمني على جبهة الزعماء القدامى ، فناموا ، وشاخت عناوينهم في المفارز ، ماعاد يقلق حراس ليل المدينة اسم زعيم قديم ، تجاوزه الوقت ، وانطلقت فوق جثته عربات الجياع ، تفتش عن وطن ٍ آخر في المحطات ، تزرع أيامها في دروب العواصف ، إني أقول احترس ، أزهرت وردة النار في الثلج ، هل أزهرت ؟ سوف تزهر ، سوداء مثل عيون النساء الجميلات ، والحزن في كربلاء الصغيرة ، يحملها الفقراء على طهر أيامهم ، ويطوفون في كل أحيائها الساهرات برأس الحسين ، اذا بقي الرأس ، فانتظر الوردة المزهرة
أواخر تشرين ثاني 1973
نام على فجوة الشمس
هبني عيونك كي لا أرى
وطنا يتهاوى أمامي كطير جريح
وهبني سكوتك كي لا أبث الحقيقة
هبني عواطفك المستريحة
كي اتغنى بموت بطيء،
واضحك للنار وهي تسيل لعابا على شفتي،
ان عرسا يقام لقتل الحقيقة خلف دخان التعاويذ، دعني ادافع عن جثة لقتيل ضعيف ٍ ، تدوّسها العاهرات وكل رجال بيوت الهوى ، وكلاب ٌ لصيد المجانين والفقراء . ان لي اخوة يجهلون القراءة والشمس والفرح الداخلي ، ويعترفون بأن إلها ًهو الخوف يحكم كل الخطايا وكل الذنوب ، ويعتقدون بأن السكوت عن الاثم اسمى الفضائل ، اني بهم اتشبث ، من حزنهم استمد انتظاري ، قفا ، ان عمرا من الشهداء يصير فما ً ، وقطارا من الموت يصرخ في هدنة الصمت ، ليلا من الذكريات يقص فصولاً ملوّحة بالسؤآل ، ويكتب قدّام كل جياع الخليج ، وكل النساء المباحات ، والكتب المستعارة ، والصحف الموسمية ، يعلن من هذه الفِكَر الزائفات براءته الكاملة ْ .
لاتنشّف دمي ، لاتخدّر عواطفي َ المشمئزة ، دعني اعلّم صوتي الصراخ ، أيمكن للمسرحية أن تستمر ، وللصدق أن يتهاوى الى الأبد المنتهي ، في دمي تستفيق البراعم خضراء مثل صغار الحمام ، وعيناي لاتذعنان لنوم تقدمه الآلة الزمنية ، اني خسرت رهان البقاء المؤقت ، لكنني ، كم أنا فرح بنعالي الذي سيدوس الخسارة والرابحين ، دمي أنا يتكلم ، يخرج من حفرة القبر ، لحمي الذي يتفسخ تحت سياط المذلة ، عذرا لمؤتمرات السلام التي ختمت فوق تقرير موتي ، ولم تكشف الستر عن وجهي المتآكل في الصمت ، ماذا تريد البغايا ؟ لكي تستعيد عذارتها المستباحة غير شراع ؟ وماذا يريد دمي غير ضوء ٍ لكي يتنفس ؟ قلت بعيني رأيت اللصوص – الخفافيش يسطون ليلا على معبد الحب ، يلتهمون المقالات والكتب الوطنية ، يستعملون أعز التعابير ، يحتفلون بأجمل أعيادنا ، وبأعماقهم روح آدولف هتلر ، انياب صلبانه الهمجية ، إني رأيتهم ُ يهزؤون بشعر حبيبي ، يرتبكون اذا سمعوا إسم لينين ، يحتقرون جميع المبادئ والشرعات ، سوى شرعة السوط يسلخ جلد الحقيقة ، والهمسات النقية ، والذعر يزحف في طرقات المدينة ، إني رأيتهم ُ يقرؤون كفاحي ، فلا تنس َ إني أقول احترس ، كبرت طفلة الخوف والتعب الزمني على جبهة الزعماء القدامى ، فناموا ، وشاخت عناوينهم في المفارز ، ماعاد يقلق حراس ليل المدينة اسم زعيم قديم ، تجاوزه الوقت ، وانطلقت فوق جثته عربات الجياع ، تفتش عن وطن ٍ آخر في المحطات ، تزرع أيامها في دروب العواصف ، إني أقول احترس ، أزهرت وردة النار في الثلج ، هل أزهرت ؟ سوف تزهر ، سوداء مثل عيون النساء الجميلات ، والحزن في كربلاء الصغيرة ، يحملها الفقراء على طهر أيامهم ، ويطوفون في كل أحيائها الساهرات برأس الحسين ، اذا بقي الرأس ، فانتظر الوردة المزهرة
أواخر تشرين ثاني 1973
رياض البكري الشاعر العراقي الثائر الشهيد
ryadh-albakri.blogspot.com