أول من لقب به الشاعر القُطَاميّ، وهو عُمَيْر ين شُيَـيم (خاله الأخطل- ت. 747 م).
ورد في الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني (ج 24، ص 22- دار الفكر) أن سبب اللقب هو قوله عن نفسه:
صريعُ غوانٍ راقهنَّ ورُقنَه
لدنْ شبَّ حتى شاب سود الذوائبِ
والبيت من قصيدة مطلعها:
نأتْكَ بليلى نيّـةٌ لم تقاربِ
وما حبُّ ليلى من فؤادي بذاهب
(البغدادي: خزانة الأدب- الشاهد الثاني عشر بعد الخمسمائة، ج7، ص 86):
ويضيف البغدادي: "وقد لقب القطامي صريع الغواني بهذا البيت، وهو أول من لقب به، وقد ذكر في الأوليات، ثم لقب به مسلم بن الوليد".
اشتهر اللقب على أنه لمسلم بن الوليد- الشاعر العباسي (ت. 823 م)
قيل أن الخليفة -هارون الرشيد هو الذي لقبه بهذا اللقب.
والقصة تقول إن مسلم بن الوليد انبرى ينشد الرشيد، فيستحسن منه ما حكاه من وصف شراب ولهو ودماثة وغزل، وأمر له بمال وأن يكون له مجلس خلوة.
أعجب الرشيد بقصيدته التي مطلعها:
أديرا عليّ الكأس لا تشربا قبلي
ولا تطلبا من عند قاتلتي ذَحلي
وما العيش إلا أن تروح مع الصبا
صريع حميّا الكأس والأعين النجل
فسمّاه "صريع الغواني".
انظر: ابن قتيبة: الشعر والشعراء، ج2، ص 832.
تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج13، ص 96
لكن الشاعر- من جهة أخرى- يشرح لنا سببًا آخر للقبه، فهو يقول بوضوح عن سبب ما يُدعى به:
إن وردَ الخدود والحدَق النُّجلَ
وما في الثغور من أقحوانِ
واعوجاجَ الأصداغِ في ظاهر الخدِّ
وما في الصدور من رمّانِ
تركتني بين الغواني صريعًا
فلهذا أُدعَى صريعَ الغواني
تتكرر كلمتا (صريع) و (الغواني) كثيرًا في شعره مما يعزز اللقب.
من جهة أخرى نقرأ في كتب الأدب أنه في مرحلة معينة كان يكره اللقب:
ورد في الأغاني (ج 19، ص 50) أنه تاب فأخذ يكره اللقب ويرفضه، بل ألقى بشعره في البحر:
" قال الحسين: وحدثني جماعة من أهل جرجان أن راوية مسلم جاء إليه بعد أن تاب ليعرض عليه شعره، فتغافله مسلم، ثم أخذ منه الدفتر الذي في يده، فقذف به في البحر، فلهذا قلّ شعره، فليس في أيدي الناس منه إلا ما كان بالعراق، وما كان في أيدي الممدوحين من مدائحهم.
قال الحسين: وحدثني الحسين بن دعبل، قال: قال أبي لمسلم: ما معنى ذلك:
لا تدعُ بي الشوق إني غير معمودِ
قال: لا تدعُني صريع الغواني فلست كذلك؛ وكان يلقب هذا اللقب وكان له كارهًا".
إضافات:
* البيت في الرواية هو مطلع قصيدة له:
لا تدعُ بي الشوق إني غير معمودِ
نهى النُّهى عن هوى الهِيفِ الرعاديد
ومن أجمل ما في هذه القصيدة وصف الكريم:
يجود بالنفس إن ضنَّ الجوادُ بها
والجود بالنفسِ أقصى غايةِ الجودِ
(انظر شرح ديوان صريع الغواني)- سلسلة ذخائر العرب، ص 152.
* جرى تهاجٍ بين صريع الغواني وبين العباس بن أحنف، فقد ذكر في كتب الأدب أن العباس قال عنه "هذا صريع الغيلان لا الغواني"، فهجاه مسلم بن الوليد.
م.ن، ص 258.
لم يعجب أحد الشعراء أن مسلمًا يُلقّب- صريع الغواني، فهجاه:
فيا ريح السَّذاب أشد بغضًا
إلى الحيّاتِ منكَ إلى الغواني
(الجاحظ: الحيوان، ج3، ص 500)
وبعد،
فمن أجمل الكتب لدراسة مسلم بن الوليد كتاب (شرح ديوان صريع الغواني)- دار المعارف، القاهرة- 1985 بتحقيق العلامة سامي الدهان، فقد جمع شعره وحققه، وكتب ترجمة الشاعر، وجمع ما ورد من أخباره في كل كتاب من كتب التراث التي ذكرت الشاعر، فكان الكتاب موسوعة عنه.
كذلك حقق الديوان في مخطوطاته المختلفة بالإضافة إلى الفهارس للأعلام والبلدان والكتب والشواهد الشعرية واالقوافي.
ورد في الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني (ج 24، ص 22- دار الفكر) أن سبب اللقب هو قوله عن نفسه:
صريعُ غوانٍ راقهنَّ ورُقنَه
لدنْ شبَّ حتى شاب سود الذوائبِ
والبيت من قصيدة مطلعها:
نأتْكَ بليلى نيّـةٌ لم تقاربِ
وما حبُّ ليلى من فؤادي بذاهب
(البغدادي: خزانة الأدب- الشاهد الثاني عشر بعد الخمسمائة، ج7، ص 86):
ويضيف البغدادي: "وقد لقب القطامي صريع الغواني بهذا البيت، وهو أول من لقب به، وقد ذكر في الأوليات، ثم لقب به مسلم بن الوليد".
اشتهر اللقب على أنه لمسلم بن الوليد- الشاعر العباسي (ت. 823 م)
قيل أن الخليفة -هارون الرشيد هو الذي لقبه بهذا اللقب.
والقصة تقول إن مسلم بن الوليد انبرى ينشد الرشيد، فيستحسن منه ما حكاه من وصف شراب ولهو ودماثة وغزل، وأمر له بمال وأن يكون له مجلس خلوة.
أعجب الرشيد بقصيدته التي مطلعها:
أديرا عليّ الكأس لا تشربا قبلي
ولا تطلبا من عند قاتلتي ذَحلي
وما العيش إلا أن تروح مع الصبا
صريع حميّا الكأس والأعين النجل
فسمّاه "صريع الغواني".
انظر: ابن قتيبة: الشعر والشعراء، ج2، ص 832.
تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج13، ص 96
لكن الشاعر- من جهة أخرى- يشرح لنا سببًا آخر للقبه، فهو يقول بوضوح عن سبب ما يُدعى به:
إن وردَ الخدود والحدَق النُّجلَ
وما في الثغور من أقحوانِ
واعوجاجَ الأصداغِ في ظاهر الخدِّ
وما في الصدور من رمّانِ
تركتني بين الغواني صريعًا
فلهذا أُدعَى صريعَ الغواني
تتكرر كلمتا (صريع) و (الغواني) كثيرًا في شعره مما يعزز اللقب.
من جهة أخرى نقرأ في كتب الأدب أنه في مرحلة معينة كان يكره اللقب:
ورد في الأغاني (ج 19، ص 50) أنه تاب فأخذ يكره اللقب ويرفضه، بل ألقى بشعره في البحر:
" قال الحسين: وحدثني جماعة من أهل جرجان أن راوية مسلم جاء إليه بعد أن تاب ليعرض عليه شعره، فتغافله مسلم، ثم أخذ منه الدفتر الذي في يده، فقذف به في البحر، فلهذا قلّ شعره، فليس في أيدي الناس منه إلا ما كان بالعراق، وما كان في أيدي الممدوحين من مدائحهم.
قال الحسين: وحدثني الحسين بن دعبل، قال: قال أبي لمسلم: ما معنى ذلك:
لا تدعُ بي الشوق إني غير معمودِ
قال: لا تدعُني صريع الغواني فلست كذلك؛ وكان يلقب هذا اللقب وكان له كارهًا".
إضافات:
* البيت في الرواية هو مطلع قصيدة له:
لا تدعُ بي الشوق إني غير معمودِ
نهى النُّهى عن هوى الهِيفِ الرعاديد
ومن أجمل ما في هذه القصيدة وصف الكريم:
يجود بالنفس إن ضنَّ الجوادُ بها
والجود بالنفسِ أقصى غايةِ الجودِ
(انظر شرح ديوان صريع الغواني)- سلسلة ذخائر العرب، ص 152.
* جرى تهاجٍ بين صريع الغواني وبين العباس بن أحنف، فقد ذكر في كتب الأدب أن العباس قال عنه "هذا صريع الغيلان لا الغواني"، فهجاه مسلم بن الوليد.
م.ن، ص 258.
لم يعجب أحد الشعراء أن مسلمًا يُلقّب- صريع الغواني، فهجاه:
فيا ريح السَّذاب أشد بغضًا
إلى الحيّاتِ منكَ إلى الغواني
(الجاحظ: الحيوان، ج3، ص 500)
وبعد،
فمن أجمل الكتب لدراسة مسلم بن الوليد كتاب (شرح ديوان صريع الغواني)- دار المعارف، القاهرة- 1985 بتحقيق العلامة سامي الدهان، فقد جمع شعره وحققه، وكتب ترجمة الشاعر، وجمع ما ورد من أخباره في كل كتاب من كتب التراث التي ذكرت الشاعر، فكان الكتاب موسوعة عنه.
كذلك حقق الديوان في مخطوطاته المختلفة بالإضافة إلى الفهارس للأعلام والبلدان والكتب والشواهد الشعرية واالقوافي.