لم يتعرض توفيق الحكيم للصراع العربي الإسرائيلي في مسرحه بشكل مباشر إلا في مسرحية واحدة قصيرة؛ هي مسرحية ميلاد بطل، وقد كتب توفيق الحكيم هذه المسرحية بعد هزيمة العرب في حرب ٤٨، وقيام دولة إسرائيل مباشرة؛ أي في نفس ذلك العام الذي حدثت فيه هذه الحوادث.
وفي هذه المسرحية يصور لنا توفيق الحكيم بطولة بعض المصريين سواء منهم العسكريين أم المدنيين خلال هذه الحرب مع العدو الصهيوني، وقد أظهر لنا توفيق الحكيم في هذه المسرحية بطولة فتاة من المدنيين، كانت تعيش حياة مرفهة، ولكنها حين حدثت هذه الحرب تطوعت في الهلال الأحمر، وعملت ممرضة في مستشفى عسكري؛ لإسعاف الجنود الذين يحتاجون للعلاج بسبب تعرضهم للإصابة في تلك الحرب.
وكذلك يبرز توفيق الحكيم في هذه المسرحية بطولة بعض العسكريين الذين خاضوا هذه الحرب ضد الصهاينة، وذلك من خلال عرضه لضابط مصري قتل عدة جنود يهود في هذه الحرب، وأصيب خلال ذلك إصابة خفيفة، فنقل لهذه المستشفى التي تعمل فيها تلك الفتاة ممرضة، وخلال علاج ذلك الضابط في هذه المستشفى بواسطة هذه الممرضة يحدث بينه وبينها قصة حب عفيفة، ويطلب إليها أن تهديه مشبكا ذهبيا معها؛ ليحتفظ به بعد عودته لأرض المعركة، وتهديه هذه الفتاة ذلك المشبك الذهبي.
ويعود ذلك الضابط لأرض المعركة بعد تمام شفائه، ويطلب ذلك الضابط إلى قائده أن يسمح له وحده بالتوجه لحصن يوجد فيه عساكر من الإسرائيليين؛ ليتأكد من أن العسكريين اليهود المتواجدين في ذلك الحصن جادين في الاستسلام، كما لوحوا بذلك، ويترك ذلك الضابط المشبك الذهبي الذي أخذه من تلك الفتاة مع ذلك القائد؛ ليسلمه لتلك الفتاة لو قتل خلال تلك العملية التي طلب أن يخوضها وحده حرصا على سلامة باقي زملائه، ويحدث بعد ذلك أن يغدر اليهود - كعهدهم دائما في الغدر - ويقتلون ذلك الضابط البطل، وتنتهي هذه المسرحية.
ولا شك أنها مسرحية جيدة، وقد مزجت بين بطولة العسكريين والمدنيين خلال حرب ٤٨، وكذلك صورت تجربة حب رقيقة بين ضابط وفتاة تطوعت للعمل بالتمريض خلال هذه الحرب، ونحن نعرف أن أعمق قصص الحب وأصدقها هي التي تحدث في أوقات الأزمات والمحن، لا سيما خلال الحروب، كما صورت ذلك بعض المسرحيات والأفلام العالمية.
وربما كانت الملحوظة الوحيدة على هذه المسرحية ما فيها من بعض الخطابة والمباشرة في التعبير عن أهمية مواصلة مواجهة العدو وضرورة مقاومته، هذا مع علمنا أن هذه الخطابة وتلك المباشرة تكونان ضروريتين أحيانا في مثل هذه النوعية من المسرحيات؛ لبث الهمم في الناس لمواجهة الأعداء خلال هذه الحروب التي تدعو لمواجهة العدو المغتصب للأرض ، والمتباهي بقوته.
وفي باقي مسرحيات توفيق الحكيم التي أشار فيها للحرب نراه يتكلم فيها عن الحرب بمنطلق إنساني، ويدعو فيها لإيقاف الحروب التي تشعلها بعض الدول العظمى بغرض السيطرة على بلاد أخرى؛ لفرض سيطرتها عليها، ولسلب خيراتها، كما نرى هذا في مسرحية صلاة الملائكة، ومسرحية تقرير قمري، ومسرحية الدنيا رواية هزلية.
وتوفيق الحكيم في مسرحياته التي يدعو فيها لإيقاف تلك الحروب ويدعو فيها للسلام يبدو غير مستشعر إمكانية أن يسود البشرية سلام عادل - إلا في مسرحية واحدة هي مسرحية أشواك السلام - لأنه يرى أن أطماع قادة بعض الدول العظمى لن تنتهي؛ ولهذا فإنه يصبح من المستحيل تحقق السلام العادل على الأرض في الوقت الحالي أو في المستقبل، كما صور هذا في مسرحية رحلة إلى الغد، ومسرحية الشيطان في خطر، وفي مسرحيات أخرى.
علي خليفة
www.facebook.com
وفي هذه المسرحية يصور لنا توفيق الحكيم بطولة بعض المصريين سواء منهم العسكريين أم المدنيين خلال هذه الحرب مع العدو الصهيوني، وقد أظهر لنا توفيق الحكيم في هذه المسرحية بطولة فتاة من المدنيين، كانت تعيش حياة مرفهة، ولكنها حين حدثت هذه الحرب تطوعت في الهلال الأحمر، وعملت ممرضة في مستشفى عسكري؛ لإسعاف الجنود الذين يحتاجون للعلاج بسبب تعرضهم للإصابة في تلك الحرب.
وكذلك يبرز توفيق الحكيم في هذه المسرحية بطولة بعض العسكريين الذين خاضوا هذه الحرب ضد الصهاينة، وذلك من خلال عرضه لضابط مصري قتل عدة جنود يهود في هذه الحرب، وأصيب خلال ذلك إصابة خفيفة، فنقل لهذه المستشفى التي تعمل فيها تلك الفتاة ممرضة، وخلال علاج ذلك الضابط في هذه المستشفى بواسطة هذه الممرضة يحدث بينه وبينها قصة حب عفيفة، ويطلب إليها أن تهديه مشبكا ذهبيا معها؛ ليحتفظ به بعد عودته لأرض المعركة، وتهديه هذه الفتاة ذلك المشبك الذهبي.
ويعود ذلك الضابط لأرض المعركة بعد تمام شفائه، ويطلب ذلك الضابط إلى قائده أن يسمح له وحده بالتوجه لحصن يوجد فيه عساكر من الإسرائيليين؛ ليتأكد من أن العسكريين اليهود المتواجدين في ذلك الحصن جادين في الاستسلام، كما لوحوا بذلك، ويترك ذلك الضابط المشبك الذهبي الذي أخذه من تلك الفتاة مع ذلك القائد؛ ليسلمه لتلك الفتاة لو قتل خلال تلك العملية التي طلب أن يخوضها وحده حرصا على سلامة باقي زملائه، ويحدث بعد ذلك أن يغدر اليهود - كعهدهم دائما في الغدر - ويقتلون ذلك الضابط البطل، وتنتهي هذه المسرحية.
ولا شك أنها مسرحية جيدة، وقد مزجت بين بطولة العسكريين والمدنيين خلال حرب ٤٨، وكذلك صورت تجربة حب رقيقة بين ضابط وفتاة تطوعت للعمل بالتمريض خلال هذه الحرب، ونحن نعرف أن أعمق قصص الحب وأصدقها هي التي تحدث في أوقات الأزمات والمحن، لا سيما خلال الحروب، كما صورت ذلك بعض المسرحيات والأفلام العالمية.
وربما كانت الملحوظة الوحيدة على هذه المسرحية ما فيها من بعض الخطابة والمباشرة في التعبير عن أهمية مواصلة مواجهة العدو وضرورة مقاومته، هذا مع علمنا أن هذه الخطابة وتلك المباشرة تكونان ضروريتين أحيانا في مثل هذه النوعية من المسرحيات؛ لبث الهمم في الناس لمواجهة الأعداء خلال هذه الحروب التي تدعو لمواجهة العدو المغتصب للأرض ، والمتباهي بقوته.
وفي باقي مسرحيات توفيق الحكيم التي أشار فيها للحرب نراه يتكلم فيها عن الحرب بمنطلق إنساني، ويدعو فيها لإيقاف الحروب التي تشعلها بعض الدول العظمى بغرض السيطرة على بلاد أخرى؛ لفرض سيطرتها عليها، ولسلب خيراتها، كما نرى هذا في مسرحية صلاة الملائكة، ومسرحية تقرير قمري، ومسرحية الدنيا رواية هزلية.
وتوفيق الحكيم في مسرحياته التي يدعو فيها لإيقاف تلك الحروب ويدعو فيها للسلام يبدو غير مستشعر إمكانية أن يسود البشرية سلام عادل - إلا في مسرحية واحدة هي مسرحية أشواك السلام - لأنه يرى أن أطماع قادة بعض الدول العظمى لن تنتهي؛ ولهذا فإنه يصبح من المستحيل تحقق السلام العادل على الأرض في الوقت الحالي أو في المستقبل، كما صور هذا في مسرحية رحلة إلى الغد، ومسرحية الشيطان في خطر، وفي مسرحيات أخرى.
علي خليفة
علي خليفة
علي خليفة is on Facebook. Join Facebook to connect with علي خليفة and others you may know. Facebook gives people the power to share and makes the world more open and connected.