إسلام العيوطي - حكاية أم فلسطينية

سألتُ الأمَّ عن همِِ ... وقد مزّقتُ كتماني
فقلت : فداكِ يا أمي ... أيعبسُ وَجهُكِ الحاني
فقالت : إنه الخسران .(م) .. قد أودى بأوطاني
سبيلُ الموت يكرهني ... وطولُ العمر يهواني
أريد لقاءَ أحبابي ... وعقّ الموت سلطاني
سأحكي قصتي وحدي ... ويشهد كل إنسانِِ
بأن الحق مسلوبُُ ... وأن الجبنَ كتماني
أنا أمُُ تعيش اليوم (م) ... فى سهدِِ وحرمانِِ
أرى طفلي هنا يحبو ... ويبسمُ وجهه الهاني
أراه حينما جذبوه (م). من جنبات أحضاني
فناداني كأول مرةِِ (م) سمعته آذاني
تجلت منه《أماهُ》 ... فأحرقني بنيراني
فكدتُ أُقَطِّع الأوصال (م).. من جذبي وبركاني
بفيض السِلم أرهقني ... فأسقطني وأعماني
بصاعقةِِ على وجهي ... وسكينِِ بوجداني
أفقت بصرخةِِ نفذت ... بأعماقي وشرياني
فآهِِ يا ابنتي من صرخةِِ (م). جاءت بحرماني
فلم أره سوى جسمِِ ... بلا رأسِِ بأكفان
فأغمدَ مديةً فى صدر ... أمِِ عمرُهَا فاني
حملتُ النصفَ من إبني ... وأرمقُ نِصفَهُ الثاني
أُخَيَّلُ أن ذا حلمٌِ ... وهذا فعل شيطانِِ
يمرُّ الوقت فى بطءِِ ... وأتلو بعض قرآنِِ
لعلَّ الإبن يوقظُني ... فأغمرُه بأحضاني
وأسقيه شذا عمري ... وأمسح دمعهُ القاني
أفاقتني يدُُ مُدّت ... لتقصيني بأحزاني
سألت اليدَّ قائلةً : ... أهذا وقع جدراني؟
أهذا الصخبُ من بيتي ؟ .. أهذا دمُ فتياني؟
يقينًا ! ليس ذا حلُما ... أحقًا ضاعَ عُنوانِي؟
ألا يا عُرْبَ أسألكم ... على إبني من الجاني؟!





تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...