صلاح عيد - طيُوفْ

أَعِيِشُ على طيوفِ الأمسِ تأْتِي
فَتَبْعَثُني جَدِيِداً منْ رُفَاتِي
كفينيقِ الرمادِ أعودُ حَيَّاً
لتَنْسَلِخَ الحَيَاةُ مِنَ المَمَاتِ
يَجِيء خَيَالَهَا أكْسِيرُ روّْحِي
فيَصْنَعُ سالفاتِ المُعْجِزاتِ
و يؤْنِسُ وِ حْدَتِي و يُنِيرُ لَيليِ
بقنديلٍ و يوقظُ أغنياتي
طيوفٌ من سَنا الماضي تجلَّتْ
فأضْحَتْ حاضري.. أضْحَتْ حَيَاتِي
هي الذِّكْرىَ التي لاحتْ لِعَيْنِي
فَكَانَتْ دوْحَتِي صوْبَ الفَلاَةِ
و كانَتْ في عُبَابِ البَحْرِ نَجْمِي
و كانت مَأْمَنِي .. طوْقَ النجاةِ
نسيت بقربها مَنْ كانَ حَوْلِي
كَرَاهِبُها أُرَنِّم همهماتي
و أحرقُ مُهْجَتِي فيها بُخُوراً
فتملأُ صَبْوَتِي شَتَّى الجِهَاتِ
لذاكَ الْحَد قد صارتْ لقلبي
كَقِبلةِ ناسكٍ عِنْدَ الصَلَاَةِ
بِشَرْنَقَةِ الحَنِيِنِ أَعِيِشُ صَباً
سَجِينَ تَجَارِبيِ و تَأَمُلاتِي
فيا طيفَ الحبيبةِ عُدْ إليْها
وأبْلِغْها بأن الشوقَ عَاتِي
بغَيْرِ وجودِهَا أحْيا أَسِيراً
لأوْهَامي .. ألُوكُ تَخَيُلاَتِي
هي الماضِي الذي مَازَالَ يَأْتِي
ليَجْمَعَني جديداً منْ شَتَاتِيِ
هي الترياقُ لي مِنْ كُل سقمٍ
وفي مِرْآتِها أبْصَرْتُ ذَاتِي
هي الآن الذي يَحْيَا بِأمْسِي
هي الأمسُ الذي كالفجرِ آتي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...