صلاح عبد العزيز - يا من هناك..

السماء هوة السقوط فيها بلا رجوع
ما يعنى أن تظل على الأرض تأكل من خشاشها كقطة
خير من أن تظل معلقا
ولا تصلح أحيانا أن يمزقها طائر بجناحيه
ولا الهواء
السماء خدعة الكهنة والتجار والمرابين
أبسط ما يبدو أن تجرى إليها
وعند خط الأفق
لا تجد ظلك الهارب ولا قلبك المرتبك
أحتفظ بالمسافة بينى وبين السراب
أعرف مقدار ما تغله الحقول
ارتب ليوم مجاعة توشك جدرانها أن تضيق
ستنبت الصحراء وتفرخ أحجارها
جاء فيضان قصير
الجوع بين فكيه يمضغ شعوبا بكاملها
والجنون إن يكن متاحا لكثيرين لم يكن لى
لم أهوى إليه ولم أقترب من سرابه
وضعنا الجثث على أسوار المدينة
لما رأوها البدو ظنوا الجنود
لم نرق أى دم على الحدود
هكذا ابتعدوا ومن بواباتنا دخلوا آمنين
كنا أنبياء الأرض وآلهتها
أوفينا الكيل إلى أن مرت السنون العجاف
الجثث التي وضعناها كانت قشا يطرد الغربان
من يريد منع مياهنا لا يعرف اننا تحت قشرة النهر
يد تمتد أعلى من جباله واليد الأخرى تحتها
يمكن أن يكون الوضع مقلوبا
الجنون هكذا
ما إن يعرفك حتى تحلم حلما خائبا
بأن تقيم سدا كل قدرتك فيه لا تكفى أن نزول
يكفى أنك ستغرق ولن ينقذك غيرى
يا من هناك
من يستطيع أن يمنع
الطمى المسافر عبر التاريخ
صنعت من الحجارة أضرحة ومن الطمى فخارا
به أنهار لا تنفد
أستطيع أن أدك جبلا
نسى العالم أننى سيد
من الطمى والحجارة كان تاريخى الممتد
وليكن
الصبر أحيانا على الأذى فن لا يجيده الآخرون
فلتنظرى يا مزيلة الجبال ويا من تحبيننى
قوتك فى يدى
ومعى حربتك
ومع ذلك أنت السلام الأبدى
#
صلاح عبد العزيز-مصر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...