صلاح عيد - كَالبَدْرِ أو أنْقَى

لمَّا بّدّا وّجْهُهَا = كالبدرِ بَلْ أنْقَى
لم أدرْ ما قدْ سَبَا =مِنِي و مَا استبْقَى ؟
رَأيْتُ سِحْراً لَها = قَدْ زانَ طَلّْتَهَا
أشَبَّ نارَ الجَوىَ = كَيْ أكْتَوِىِ حَرْقَا
و صِرْتُ في حِيِرَةٍ = ظلَّتْ تؤرِّقُني
أهذا حُلْمُ الكَرَى = أمْ واقعاً حَقَّا
حيناً أرى طيفُهَا = كالنجمِ مُرْتَحِلاً
أو تَدْنُو لي تَارَةً = من مُهْجَتِي الوُثْقَى
فبَاتَ قَلْبِي بِهَا = كَلَّاً و مُنْشَغِلَاً
عَنْ الورىَ شَأْنهُ = كالصَبِّ أوْ أشْقَىَ
قَدْ صَارَ فِي حُبِها = طَوْعَاً لِفِتْنَتِهَا
لا يَرْتَجِي مخْرَجَاً = مِنْهَا و لاَعِتْقَا
ما عادَ فِي خُلْدِه = زادٌ ولا ظَمَأٌ
أهكذا حَالُهُ = مَنْ صَادَفَ العِشْقاَ ؟
يَهِيِمُ فِي سَيْرِهِ = لا يَدْرِي وِجْهَتُهُ
غرباً سَتَمْضِى بِهِ = دُنْيَاهُ أمْ شَرْقَا
إنْ لاحَ طَيْفٌ = لَهَا يَعْدُو ليُدْرِكهُ
فإذْ بهِ قَدْ نَأىَ = لِيُجَاوِزَ البَرْقَا
هيَّ السرابُ له = فيِ عَرْضِ قَاحِلةٍ
يظن ماءً بِه = قدْ فَاضَ و انْشَقَا
لما دَنَا نَحْوَه = غاضَتْ منَابِعهُ
فما ارتوىَ قطرةً = مِنْهُ و مَا اسْتَسْقَى

*********

شعر/ صلاح عيد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...