ابن نباتة السعدي - يا هند يا ذات البرى والخلخال

يا هندُ يا ذَاتَ البُرى والخَلخَالْ
باللهِ هل سركِ أَنّى ذو مَالْ
وانَّهُ من أُعطياتِ البُخَّالْ
وانَّ لي كلَّ عَلاّةٍ شِمْلالْ
تَقْطَعُ غِيطانَ الفَلا وتَخْتَالْ
مُرتدياتٍ بالسَّرابِ والآلْ
وما رعى بَقلَ الحِمى من هُمَّالْ
وكلَ رَحبِ المِنخَرين ذيَّالْ
لاحِقَ كَشْحي سُرَّةٍ بأطَالْ
يكفيكَ حَلي بالمَلا وتَرحَالْ
وحِيلتي والمرءُ غيرُ مُحْتَالْ
موجَ الخُطُوبِ واصطِفاقَ الزُّلالْ
لا حلَّ حيّ أَبداً بمحلالْ
والدَّارُ قد غيرها بِذي الضَالْ
كرُّ الشهورِ واختلافُ الأَحْوَالْ
جَادَلَ كلَّ مكفهِرٍ هَطَّالْ
وَشَعْشَعَانيُّ الوميضِ جَلْجَالْ
ذَكَرتَنا عهدَ الشَّبابِ والحَالْ
وعُنجهياتِ لَداتٍ اغفَالْ
بانُوا ولم أُخبرُهم بالأفعَالْ
ونَصرُهمُ بالسَّيفِ غيرِ الأَقْوَالْ
وآسفٍ يقطَعُ عمرَ الآجَالْ
وفتيةٍ من السِّلاحِ أعْطَالْ
نَبهتُهم قبلَ العُطاسِ والفَالْ
فقامَ كلُّ وَشْوشِيٍ مُحْتَالْ
كأَنَّهُ صدرُ الحُسامِ القَصَّالْ
لم يخطرِ الغُمض لهُ على بَالْ
يَمْسَحُ عطْفي سَوذَنِيقٍ هَطَّالْ
على الرؤوسِ مرةً والأكفَالْ
فارغُ كفٍّ طَرفُهُ في أشغَالْ
انْ عَدِمَ الطيرُ سَطَا بالأوعَالْ
يطلُبها من أَسفلٍ ومن عَالْ
فعل الغبيِّ وهو زَوْلُ الأَزوالْ
وكل كاسي السَّاقِ حالي السِّرْبَالْ
شَبا المنون وسِلاحُ الآجالْ
طغرنُها التركي هولُ الأَهوَالْ
اذا رآه ذو الشباكِ المُغْتَالْ
بَشَّرَ بؤسَ جَدِّهِ بالاقبَالْ
وراعها من غَلَلٍ وأَغيَالْ
فُطسُ الأُنوفُ رَهَجَاتُ الأَوصَالْ
عاينَ سرباً قد دنتْ لأَسْمَالْ
فصَّلَ مِنها مائةً في مِنْوَالْ
لم يَحْظَ الاَّ بالأَخيرِ الجَوَّالْ
وعادَ محمودَ الضحى والأَوصَالْ
يُصلحُ راء الصدرِ منه والدَّالْ
به غَنَينَا عن طِرادِ الآجَالْ
وعن بناتِ أَعوجٍ والعُقَّالْ
يُثِرْنَ في آثارِهنَّ القَسْطَالْ
وعن مَعوناتِ السلوقي البتَّالْ
يتبعُها ما السَّمهري العَسَّالْ
هَبْطَ السُّيُولِ وثَنايا الأَجبَالْ
أعلى