رجل لا يشيخ أبداً.
عاشوراء سيد يزور الأرض مرة كل عام فيفرشها فرحا وحبورا.
عاشوراء أمير من أمراء الغيب لا يظهر أبدا………
ها أنت تقبل يا عاشوراء بلا شكل ولا جسد تجر جلاليبك المزركشة بلعب الصغار التي ابتكرتها مؤخراً تستقبلك المدن والبوادي، الدروب والأزقة، المقاهي ودور الصفيح، الأماكن الآهلة والفارغة …. كل بسيماه … تحط بطقوسك دفعة واحدة تستمريء التجوال بخطو الأولياء ذوي البركات .. تتزين لمقدمك السماء بتيجان النجوم والنيازك وأطواد متلاطمة من العتمة والنور.. تستسقي البعض من وهج نورك وبهار فيضك الهلامي.. ولعلك تستمع بنبض المجاذيب إلى رقص الصغيرات وهن يتأبطن طعاريج من طين وجلد خروف العيد تقول ما لا تقول الأرض والحيطان بطنين يتردد صداه عبر عتبات السهول ومدارات البراري الشاسعة …
النهار نهارك وذي الشمس الوضيئة تستلهم قيام الورى لتتحمس لتربص أشد إيقاعا بين عنانات السماء .. الصدى وليد اليوم بكل الأسواق والأمداء .. الرقص ميسم كل الأرض .. وأنت تسكن الأبدان تحيرها بِنَفَسِ إشراق غريب فتسعد لطقوس الحضرة وشرب أنخاب كؤوس سكبتها من شكوة معتقة حملتها من سفرة غيابك الطويل .. تقول صادحا بصوت يشبه صوت الريح:
ــ هيا اشربوا من قرب النور ..
فتتهيج الأرواح سادرة في التهدج والتوهج، سكرى بنفح الشراب السائغ مذاقه لذة للعاكفين على ممرات طيفك وأنت تلهج بسطوع نجم سنة لوزية مقمرة، يفضح ذلك تورد الأفق السماوي الذي بدا كسراج وهاج يوحي بحلول الأرواح و شطحاتها التي لا تنتهي.
جاء عيشور …
مات عيشور..
وعيشور ما يشبه عيشور. ..
بنات القبيلة تملأن الرحب بالصراخ تندبن موت عيشور الٍٍٍذي غادر البلاد ومن غير سابق إنذار، وقد قامت بضاحية النهر الصغير ضجة عارمة حسرة على الوفاة المفاجئة لعيشور .. مسيرة ضخمة تمتد من منبع النهر إلى مصبه يدا في يد تكريما لجنازة السيد الغالي عيشور مول الشاقور … أقام الناس الولائم ونصبوا الخيام و قرأوا الأوراد واعتكفوا صامتين أمام ضريح الولي الصالح سيدهم عياد السبع مول عشر نخلات، حفروا لحدا عميقا بين قبور الأسياد ودفنوا السيد عيشور باكين، مبتهلين بالدعوات ماسحين عبراتهم الحرى بأطراف أكمامهم ..
وقيل في أقصى القرية: إن السيد عيشور رجل يموت كل سنة ويحيى سنة أخرى بعد غياب طويل، وقيل يموت ليحل محله عيشور آخر يشبهه ..
وقال نفر غريب عن القبيلة: إنما عيشور هو ذاك العمر المسافر كل عام وكل يوم وكل ساعة ..
وقال الفقيه السيد المختار إن الميت الذي أقيمت حوله الدنيا ولم تقعد مجرد عظم من بقايا كتف كبش الأضحية …
أ ما حفار القبور فلم يؤكد الكلام أو ينفيه، التزم بالصمت فقط ..
) أعطيني حق بابا عيشور)
وأنت تركض في البراري شبحا أو تسري ليلا في فجوات الليل لا تلوي على شيء. والبنات يطفن شوارع المدينة مغردات، صادحات مثل عصافير الحدائق، يعشن تفاصيل اللحظة العيشورية بفرح طفولي لا تكدره مشاهد العالم التافهة..
وأنت يا صاحب الشاقور، ترفع علمك السامي في كل ربوة و جبل و تغزو الهواء فرحا كمضياف عربي عريق ..
)أعطيني حق بابا عيشور عمر جيبك ما يخوى (
والعيون مترددة تعكس تلاطم التيارات البشرية المتدفقة عبر الشوارع والردهات المعتمة، تعكس أيضا تراكم الســــــــــــــــــلع و شجارات الصغار حول المحسنين الذين يوزعون ما تيسر من أموالهم على المحتاجين من طالبي حق بابا عيشور، ريال أصفر، أو تمر أحمر، أو تين يابس أسود..
ترى، من له الحق في المطالبة بدمك يا بابا عيشور ؟
هل هو اليهودي ذي اللحية المربعة الثلجية الذي يطوف الأزقة ويدق أبواب الدور مطالبا بحساب العام بشكل كوميدي ساخر ؟
أم هو » السبع بولبطاين « ذو المظهر المفزع للغاية والذي تشيب الولدان لرؤيته وتضع كل حامل ما بطنها فور رؤية صورته المشوهة ؟
أم هم الصبية المولعون بهداياك من لعب البلاستيك والحديد والنار، المطاردون للريال الأصفر في جيوب المارة من ذوي الأريحية ؟
أم هو الراوي صاحب المزاج المتلون المقتفي لأثرك عبر الذاكرة والخيال والواقع..
هل يصلك الآن رشاش الماء المتطاير من أسطل المياه الجوفية وصنابير الدور التي يصوبها مراهقون من فتيان وفتيات العصر النووي صوب أهداف إنسانية عابرة من أمام وخلف العتبات والأبواب والرتاجات ؟
هل كنت لحظتئذ تسكن الماء الذي انصب فجأة مثل صبيب مطر عاصف على الكاتب وهو يعبر الرصيف المقابل للعمارة الوحيدة في شارع الجبل الأخضر الذي تقطنه عفاريت سيدنا سليمان ) ذكرنا السمن والعسل ( … و إلا فما السر في إحساسه بذلك الشعور الغريب وهو يستقبل راضيا مرضيا حفنات الماء المتفجرة من نافذة علوية..
) لا يخفي الكاتب كونه تذكر وصية جدته القديمة : احض راسك يا وليدي من الكهانات ، راهم يعوموك بما الضبع وما وضوء الحمار ودم فارة الخيل وماهم .. تولي تابعهم ابحال الكلب .. (
تهدر أمواه وأمواه .. تهدر خطى وخطى .. وتهدر لغات ولهجات وألحان وغناء وطقوس جنائزية.. تأتي الأرواح المتمردة ولا تأتي صورتك الموزعة في الدم والخلايا .. فأي خيط رفيع هذا الذي يربطك بالماء ؟؟
الماء يعرف الطريق إلى الكاتب
الكاتب يعرف من أين يأتي الماء
الماء يعرف الماء ..
فهل أنت يا مول الشاقورـ الكاتب
أقصد ــ والعهدة على الرواة دائما ــ هل تعرف الكاتب الذي وجد مضرجا بالماء والوحل قبالة النافذة العلوية التي تطل على عمارة جلول بوعسرية ؟
عفوا بابا عيشور أنا لا أتهمك … أنا أمزح ..
بابا عيشور المحترم :
غبت وعدت خمسا وخمسين مرة و لا شيء يتبدل مثلما وعدتني.
الدخان يتصاعد من حمم البراكين
النار تنبع من فوهات مجنونة
الأيادي تتأرجح في السماء
نساء ترتلن مواويل الفراق
سماء تمطر الدمع والبارود الأزرق
طق طق طق موسيقى أبدية
والدم الدم الدم …..
أوه ..هل رأيت مرة لون الدم ؟
وأنا منذ خمس وخمسين عيدا لم أر سوى حمم الدم و سحب الدخان ، وأنت تذهب و تجيء تموت وتحيى وكلما عدت تجدني أنتظر .
لعبة نارية أعوض بها الحجر
لتر حليب أمحو به مذاق الأوار..
لحظة أمان تنسيني سرمدية الهلع ..
فهل تستطيع كلما عدت أن تشم رائحة الدم ..؟
خمس وخمسين سفرة وأنت لا تسمعني ..تسمع فقط طق طق طق .. وترى لون الدم فتضحك وتبكي وتذهب ..وأنا طفل بلا لعب ..بلا حليب ..بلا ” حق بابا عيشور ” بلا شعالة .. بلا زمزم .. بلا “سبع مول البطاين ” .
كل ” زمزم ” وأنا : حجر حجر حجر ..
كل ” شعالة ” وأنا طق طق طق ..
رحماك بابا عيشور : اعطيني حقي ….
مسيرة النسوة تصدح بصوت متهدج باك يشبه ترنيمة بلبل جريح :
عيشور يا عيشور بُومْدِيجَة
مات .مات وخلا اخديجة
يسكتن. فتتسع دائرتهن لتظهر بين أجساد ناحلة مكدودة فتاة بثوب الحداد يشــــق الضيم بمخالب من حديد أطرافــهــا و خديها وينفلت من تفاريج فم باك بصوت مترنم:
عَيْشُورِي آ عيشوري
عْلِيك دَلِّيتْ اشْعُورِي
يتدلى النجم وتبقى اخديجة ساهرة تندب حظها التعس وتنتظر قدوم المشبوح ، عساها تنعم بهاتف منه أو زيارة من روحه . وقد روى بعد ليال مرت ، السيد ” عليوات ” العليم بأنساب القبيلة إنه لا وجود لفتاة اسمها ” اخديجة ” في سجلات ذاكرته .. لكن بنات القبيلة يتبرمن من روايته هاته ويعتبرنه واشيا ليس إلا …
بابا عيشور بطل حكائي عريق.
اخديجة عاشقة ولهانة مخلصة
عيشور راوية ذائع الصيت .
فلا تُصدقـــــــــــــوه…….
* إبراهيم الحجري، نهايات لحلم وحيد (قصص قصيرة)
عاشوراء سيد يزور الأرض مرة كل عام فيفرشها فرحا وحبورا.
عاشوراء أمير من أمراء الغيب لا يظهر أبدا………
ها أنت تقبل يا عاشوراء بلا شكل ولا جسد تجر جلاليبك المزركشة بلعب الصغار التي ابتكرتها مؤخراً تستقبلك المدن والبوادي، الدروب والأزقة، المقاهي ودور الصفيح، الأماكن الآهلة والفارغة …. كل بسيماه … تحط بطقوسك دفعة واحدة تستمريء التجوال بخطو الأولياء ذوي البركات .. تتزين لمقدمك السماء بتيجان النجوم والنيازك وأطواد متلاطمة من العتمة والنور.. تستسقي البعض من وهج نورك وبهار فيضك الهلامي.. ولعلك تستمع بنبض المجاذيب إلى رقص الصغيرات وهن يتأبطن طعاريج من طين وجلد خروف العيد تقول ما لا تقول الأرض والحيطان بطنين يتردد صداه عبر عتبات السهول ومدارات البراري الشاسعة …
النهار نهارك وذي الشمس الوضيئة تستلهم قيام الورى لتتحمس لتربص أشد إيقاعا بين عنانات السماء .. الصدى وليد اليوم بكل الأسواق والأمداء .. الرقص ميسم كل الأرض .. وأنت تسكن الأبدان تحيرها بِنَفَسِ إشراق غريب فتسعد لطقوس الحضرة وشرب أنخاب كؤوس سكبتها من شكوة معتقة حملتها من سفرة غيابك الطويل .. تقول صادحا بصوت يشبه صوت الريح:
ــ هيا اشربوا من قرب النور ..
فتتهيج الأرواح سادرة في التهدج والتوهج، سكرى بنفح الشراب السائغ مذاقه لذة للعاكفين على ممرات طيفك وأنت تلهج بسطوع نجم سنة لوزية مقمرة، يفضح ذلك تورد الأفق السماوي الذي بدا كسراج وهاج يوحي بحلول الأرواح و شطحاتها التي لا تنتهي.
جاء عيشور …
مات عيشور..
وعيشور ما يشبه عيشور. ..
بنات القبيلة تملأن الرحب بالصراخ تندبن موت عيشور الٍٍٍذي غادر البلاد ومن غير سابق إنذار، وقد قامت بضاحية النهر الصغير ضجة عارمة حسرة على الوفاة المفاجئة لعيشور .. مسيرة ضخمة تمتد من منبع النهر إلى مصبه يدا في يد تكريما لجنازة السيد الغالي عيشور مول الشاقور … أقام الناس الولائم ونصبوا الخيام و قرأوا الأوراد واعتكفوا صامتين أمام ضريح الولي الصالح سيدهم عياد السبع مول عشر نخلات، حفروا لحدا عميقا بين قبور الأسياد ودفنوا السيد عيشور باكين، مبتهلين بالدعوات ماسحين عبراتهم الحرى بأطراف أكمامهم ..
وقيل في أقصى القرية: إن السيد عيشور رجل يموت كل سنة ويحيى سنة أخرى بعد غياب طويل، وقيل يموت ليحل محله عيشور آخر يشبهه ..
وقال نفر غريب عن القبيلة: إنما عيشور هو ذاك العمر المسافر كل عام وكل يوم وكل ساعة ..
وقال الفقيه السيد المختار إن الميت الذي أقيمت حوله الدنيا ولم تقعد مجرد عظم من بقايا كتف كبش الأضحية …
أ ما حفار القبور فلم يؤكد الكلام أو ينفيه، التزم بالصمت فقط ..
) أعطيني حق بابا عيشور)
وأنت تركض في البراري شبحا أو تسري ليلا في فجوات الليل لا تلوي على شيء. والبنات يطفن شوارع المدينة مغردات، صادحات مثل عصافير الحدائق، يعشن تفاصيل اللحظة العيشورية بفرح طفولي لا تكدره مشاهد العالم التافهة..
وأنت يا صاحب الشاقور، ترفع علمك السامي في كل ربوة و جبل و تغزو الهواء فرحا كمضياف عربي عريق ..
)أعطيني حق بابا عيشور عمر جيبك ما يخوى (
والعيون مترددة تعكس تلاطم التيارات البشرية المتدفقة عبر الشوارع والردهات المعتمة، تعكس أيضا تراكم الســــــــــــــــــلع و شجارات الصغار حول المحسنين الذين يوزعون ما تيسر من أموالهم على المحتاجين من طالبي حق بابا عيشور، ريال أصفر، أو تمر أحمر، أو تين يابس أسود..
ترى، من له الحق في المطالبة بدمك يا بابا عيشور ؟
هل هو اليهودي ذي اللحية المربعة الثلجية الذي يطوف الأزقة ويدق أبواب الدور مطالبا بحساب العام بشكل كوميدي ساخر ؟
أم هو » السبع بولبطاين « ذو المظهر المفزع للغاية والذي تشيب الولدان لرؤيته وتضع كل حامل ما بطنها فور رؤية صورته المشوهة ؟
أم هم الصبية المولعون بهداياك من لعب البلاستيك والحديد والنار، المطاردون للريال الأصفر في جيوب المارة من ذوي الأريحية ؟
أم هو الراوي صاحب المزاج المتلون المقتفي لأثرك عبر الذاكرة والخيال والواقع..
هل يصلك الآن رشاش الماء المتطاير من أسطل المياه الجوفية وصنابير الدور التي يصوبها مراهقون من فتيان وفتيات العصر النووي صوب أهداف إنسانية عابرة من أمام وخلف العتبات والأبواب والرتاجات ؟
هل كنت لحظتئذ تسكن الماء الذي انصب فجأة مثل صبيب مطر عاصف على الكاتب وهو يعبر الرصيف المقابل للعمارة الوحيدة في شارع الجبل الأخضر الذي تقطنه عفاريت سيدنا سليمان ) ذكرنا السمن والعسل ( … و إلا فما السر في إحساسه بذلك الشعور الغريب وهو يستقبل راضيا مرضيا حفنات الماء المتفجرة من نافذة علوية..
) لا يخفي الكاتب كونه تذكر وصية جدته القديمة : احض راسك يا وليدي من الكهانات ، راهم يعوموك بما الضبع وما وضوء الحمار ودم فارة الخيل وماهم .. تولي تابعهم ابحال الكلب .. (
تهدر أمواه وأمواه .. تهدر خطى وخطى .. وتهدر لغات ولهجات وألحان وغناء وطقوس جنائزية.. تأتي الأرواح المتمردة ولا تأتي صورتك الموزعة في الدم والخلايا .. فأي خيط رفيع هذا الذي يربطك بالماء ؟؟
الماء يعرف الطريق إلى الكاتب
الكاتب يعرف من أين يأتي الماء
الماء يعرف الماء ..
فهل أنت يا مول الشاقورـ الكاتب
أقصد ــ والعهدة على الرواة دائما ــ هل تعرف الكاتب الذي وجد مضرجا بالماء والوحل قبالة النافذة العلوية التي تطل على عمارة جلول بوعسرية ؟
عفوا بابا عيشور أنا لا أتهمك … أنا أمزح ..
بابا عيشور المحترم :
غبت وعدت خمسا وخمسين مرة و لا شيء يتبدل مثلما وعدتني.
الدخان يتصاعد من حمم البراكين
النار تنبع من فوهات مجنونة
الأيادي تتأرجح في السماء
نساء ترتلن مواويل الفراق
سماء تمطر الدمع والبارود الأزرق
طق طق طق موسيقى أبدية
والدم الدم الدم …..
أوه ..هل رأيت مرة لون الدم ؟
وأنا منذ خمس وخمسين عيدا لم أر سوى حمم الدم و سحب الدخان ، وأنت تذهب و تجيء تموت وتحيى وكلما عدت تجدني أنتظر .
لعبة نارية أعوض بها الحجر
لتر حليب أمحو به مذاق الأوار..
لحظة أمان تنسيني سرمدية الهلع ..
فهل تستطيع كلما عدت أن تشم رائحة الدم ..؟
خمس وخمسين سفرة وأنت لا تسمعني ..تسمع فقط طق طق طق .. وترى لون الدم فتضحك وتبكي وتذهب ..وأنا طفل بلا لعب ..بلا حليب ..بلا ” حق بابا عيشور ” بلا شعالة .. بلا زمزم .. بلا “سبع مول البطاين ” .
كل ” زمزم ” وأنا : حجر حجر حجر ..
كل ” شعالة ” وأنا طق طق طق ..
رحماك بابا عيشور : اعطيني حقي ….
مسيرة النسوة تصدح بصوت متهدج باك يشبه ترنيمة بلبل جريح :
عيشور يا عيشور بُومْدِيجَة
مات .مات وخلا اخديجة
يسكتن. فتتسع دائرتهن لتظهر بين أجساد ناحلة مكدودة فتاة بثوب الحداد يشــــق الضيم بمخالب من حديد أطرافــهــا و خديها وينفلت من تفاريج فم باك بصوت مترنم:
عَيْشُورِي آ عيشوري
عْلِيك دَلِّيتْ اشْعُورِي
يتدلى النجم وتبقى اخديجة ساهرة تندب حظها التعس وتنتظر قدوم المشبوح ، عساها تنعم بهاتف منه أو زيارة من روحه . وقد روى بعد ليال مرت ، السيد ” عليوات ” العليم بأنساب القبيلة إنه لا وجود لفتاة اسمها ” اخديجة ” في سجلات ذاكرته .. لكن بنات القبيلة يتبرمن من روايته هاته ويعتبرنه واشيا ليس إلا …
بابا عيشور بطل حكائي عريق.
اخديجة عاشقة ولهانة مخلصة
عيشور راوية ذائع الصيت .
فلا تُصدقـــــــــــــوه…….
* إبراهيم الحجري، نهايات لحلم وحيد (قصص قصيرة)
