رفعت وجهي قليلا...
أصابني خوف قاتل، و تملكني دوار شديد.
كانت مفاجأة رهيبة
***
في جوف النهار، تدب الأقدام المتكاثرة فوق أرض الطريق.
الجميع يغدون ويروحون، في تكرارية رتيبة،
في طريقي اليومي إلى عملي، ثمة مجموعات تحاصرني،...
تحيط بي من كل جانب، و كأنها تتوقني،
جماعات ملفوفة بوشاح غريب من الغموض المشوب بالفزع المبهم.
أغز في السير أدفع بقدمي.
على محطة الباص... الدقائق طويلة مملة... امتلأت بهرج وضجيج مزعج
كتل بشرية متزاحمة... متلاصقة ،.
جماعات منهم تلبث طويلا في انتظار الباص الذي يبدو، وكأنه لن يأتي أبدا ، وجماعات أخرى سرعان ما تتبدل وتتغير، ويظل الشيء الغريب الغامض الذي يلفهم جميعا، كما هو لا يتبدل!!
طفقوا يتكلمون عن بغداد، ودولة الخلافة، وكأنهم في انتظار عودة صدام حسين إلى الحكم مرة أخرى.
صحت بهم في دهشة :
صدام أعدمه الأمريكان في صبيحة عيد الأضحى.
لم ينصتوا إلى، واصلوا حديثهم العجيب ، جعلوا يصفون ،لقاء صدام حسين بمعمر القذافي، وكيف استقبلهما حسني مبارك، عند سفح الهرم الأكبر.
أصابني دوار، و أحسست ارتباكا شديدا، تساءلت في أعماقي، هل هو حلم ؟!
أم أنني انتقلت بألة الزمن إلى حقبة سابقة ؟!
كانوا يتكاثرون من حولي، بوقع أقدامهم الغليظة، الرتيبة المنبعثة من جنبات الطريق، وكأنهم يحاصرونني.
بغتة انبعث من أجسادهم دخان كثيف
أوشك من شدة انبعاثه، أن يظلم المكان ، طفق الدخان يتصاعد متخذا تكوينات عجيبة شبحية،
على شكل رؤساء وملوك العرب
طفقوا جميعا يتحدثون عن المشاجرة التي حدثت بين على عبدالله صالح ، وحافظ الأسد ، وكيف تنازعا معا، على الجلوس على الكرسي الفخم إلى جوار حسني مبارك.
وكيف فض الملك فيصل النزاع بينهما
بأن منح كل واحد منهما كرسيا فاخرا مطعما بالذهب والياقوت.
أخذوا ، يتحدثون عن مصر، وسوريا، والسودان، وفلسطين...
زعموا أنهم قد، اجتمعوا
بقادة العالم، وأنهم، قد اختاروا جمال عبد الناصر
قائدا لهم ،ورغم اعتراض تميم وأبيه ، إلا أنهم اتفقوا لأول مرة على أن يكون لهم جيش واحد، وحدود واحدة.
شمل الجميع حماسة الشديدة فانخرطوا يصفقون،
بغتة تجمعت الأشكال الشبحية لرؤساء الدول حتى شكلت سحابة كبيرة سرعان ما انفجرت محدثة دويا هائلا، بعدها تلاشى الدخان وتبددت كل الغيوم، وصارت السماء صافية
على الرغم من الحالة التي تملكتني من الدهشة المشوبة بريبة شديدة ، بيد أن عيني تسللت تبحث في ملامح كل من حولي ... تفرست في وجوههم... انتابني شعور من الخوف المقرون بالدهشة....
في خطوات سريعة مضطربة، تراجعت، محاولا الفرار.
قفزت في الباص المارق بجانبي في سرعة ومهارة احسد عليها.
استجمعت بعض نفسي، حين ظننت أنني قد نجحت في التخلص من كل من كانوا حولي، غير أنني صدمت حين وجدتهم أنفسهم جميعا حولي، ومن كل جانب ملامحهم الغريبة كانت تتوقني.
حاولت أن أفلت من حيز حصارهم، ولكن الحلقة كانت تضيق رويدا.
صرخت استنجد بأحد الرجال !!
كان منحنيا... منكسر الطول.
عندما مددت يدي له أن ينجدني، نصب قامته فاستطالت.
دققت قليلا في ملامحه... تعثرت نظراتي... كدت اصرخ عندما أيقنت أنه واحد منهم.
ألقيت بنفسي من الباص.....
بعد أن تنفست الصعداء،رفعت وجهي قليلا، وجعلت أتطلع إليهم من بعد...
لمحت جماهيرا حاشدة، مصطفة على جانبى الطريق!!
تملكني دوار شديد...
كانت مفاجأة رهيبة...
كانوا جميعا بلا رؤوس
صرخت بقوة :
أين ضاعت الأشباح، والأشكال، و الملامح؟!
أين الوجوه ؟!
أين الرؤوس؟!
أصابني خوف قاتل، و تملكني دوار شديد.
كانت مفاجأة رهيبة
***
في جوف النهار، تدب الأقدام المتكاثرة فوق أرض الطريق.
الجميع يغدون ويروحون، في تكرارية رتيبة،
في طريقي اليومي إلى عملي، ثمة مجموعات تحاصرني،...
تحيط بي من كل جانب، و كأنها تتوقني،
جماعات ملفوفة بوشاح غريب من الغموض المشوب بالفزع المبهم.
أغز في السير أدفع بقدمي.
على محطة الباص... الدقائق طويلة مملة... امتلأت بهرج وضجيج مزعج
كتل بشرية متزاحمة... متلاصقة ،.
جماعات منهم تلبث طويلا في انتظار الباص الذي يبدو، وكأنه لن يأتي أبدا ، وجماعات أخرى سرعان ما تتبدل وتتغير، ويظل الشيء الغريب الغامض الذي يلفهم جميعا، كما هو لا يتبدل!!
طفقوا يتكلمون عن بغداد، ودولة الخلافة، وكأنهم في انتظار عودة صدام حسين إلى الحكم مرة أخرى.
صحت بهم في دهشة :
صدام أعدمه الأمريكان في صبيحة عيد الأضحى.
لم ينصتوا إلى، واصلوا حديثهم العجيب ، جعلوا يصفون ،لقاء صدام حسين بمعمر القذافي، وكيف استقبلهما حسني مبارك، عند سفح الهرم الأكبر.
أصابني دوار، و أحسست ارتباكا شديدا، تساءلت في أعماقي، هل هو حلم ؟!
أم أنني انتقلت بألة الزمن إلى حقبة سابقة ؟!
كانوا يتكاثرون من حولي، بوقع أقدامهم الغليظة، الرتيبة المنبعثة من جنبات الطريق، وكأنهم يحاصرونني.
بغتة انبعث من أجسادهم دخان كثيف
أوشك من شدة انبعاثه، أن يظلم المكان ، طفق الدخان يتصاعد متخذا تكوينات عجيبة شبحية،
على شكل رؤساء وملوك العرب
طفقوا جميعا يتحدثون عن المشاجرة التي حدثت بين على عبدالله صالح ، وحافظ الأسد ، وكيف تنازعا معا، على الجلوس على الكرسي الفخم إلى جوار حسني مبارك.
وكيف فض الملك فيصل النزاع بينهما
بأن منح كل واحد منهما كرسيا فاخرا مطعما بالذهب والياقوت.
أخذوا ، يتحدثون عن مصر، وسوريا، والسودان، وفلسطين...
زعموا أنهم قد، اجتمعوا
بقادة العالم، وأنهم، قد اختاروا جمال عبد الناصر
قائدا لهم ،ورغم اعتراض تميم وأبيه ، إلا أنهم اتفقوا لأول مرة على أن يكون لهم جيش واحد، وحدود واحدة.
شمل الجميع حماسة الشديدة فانخرطوا يصفقون،
بغتة تجمعت الأشكال الشبحية لرؤساء الدول حتى شكلت سحابة كبيرة سرعان ما انفجرت محدثة دويا هائلا، بعدها تلاشى الدخان وتبددت كل الغيوم، وصارت السماء صافية
على الرغم من الحالة التي تملكتني من الدهشة المشوبة بريبة شديدة ، بيد أن عيني تسللت تبحث في ملامح كل من حولي ... تفرست في وجوههم... انتابني شعور من الخوف المقرون بالدهشة....
في خطوات سريعة مضطربة، تراجعت، محاولا الفرار.
قفزت في الباص المارق بجانبي في سرعة ومهارة احسد عليها.
استجمعت بعض نفسي، حين ظننت أنني قد نجحت في التخلص من كل من كانوا حولي، غير أنني صدمت حين وجدتهم أنفسهم جميعا حولي، ومن كل جانب ملامحهم الغريبة كانت تتوقني.
حاولت أن أفلت من حيز حصارهم، ولكن الحلقة كانت تضيق رويدا.
صرخت استنجد بأحد الرجال !!
كان منحنيا... منكسر الطول.
عندما مددت يدي له أن ينجدني، نصب قامته فاستطالت.
دققت قليلا في ملامحه... تعثرت نظراتي... كدت اصرخ عندما أيقنت أنه واحد منهم.
ألقيت بنفسي من الباص.....
بعد أن تنفست الصعداء،رفعت وجهي قليلا، وجعلت أتطلع إليهم من بعد...
لمحت جماهيرا حاشدة، مصطفة على جانبى الطريق!!
تملكني دوار شديد...
كانت مفاجأة رهيبة...
كانوا جميعا بلا رؤوس
صرخت بقوة :
أين ضاعت الأشباح، والأشكال، و الملامح؟!
أين الوجوه ؟!
أين الرؤوس؟!