مقتطف شريف محيي الدين إبراهيم - الفصل الأخير من رواية شارع العزب

الفصل الأخير

لا أنا يوسف ولا أنتم نساء .
وستبصر، أنك يوما كنت تطرق كل الأبواب، تهفو لرائحة عطري، و بقايا دخان، وستفتح كل الأدراج وكل خزائن الإنس، واللجان.

تبحث في قصاصات من ورق، وحروف من كلمات صدق، أو بهتان وستفتش حتى في طعامي أو بقايا لقهوة، في فنجان، وستسأل:

أين الإنسان.

حتى يأتيك، عراف الأزمان.

سيحدثك عني.

سيمنحك صورة لن تعرفها وحقيقة،لم تبصرها، سيعطيك زهرة، وقلما و مدادا من بحر الأيام، وسيخبرك أنك، ما كنت يوما وحدك.

ولكنك كنت تصارع وحشا وتفجر بركانا.

و سيمنحك، كتابا مكتوب فيه، أنني كنت يوما في كل مكان.

عفوا...

فأنا النجم، الذي ليس هوى.

بل قلتم أنه تصاعد بكم إلى السماء.

لا أنا مختال، ولا فخور ولا أنا الذي قلت لمن يعرفني: يهيم في كل واد، يتوه في الصحاري بين الجبال، والتلال..

حائر ولكنه يبدو كما النسر يحلق في إباء.

لعلكم ، الذين كنتم، تروون عني الأساطير، و الحكايات وتسطرون اسمي، على أضرحة المقابر وأعمدة المعابد،في كتب الحب، والتاريخ، والكيمياء.

ويحيني تلاميذكم في الطابور كل صباح، و يحكي عني العجائز وتسهر العذارى، في خدرها لا تنام.

عفوا.

أنا لم أقل...

فلا أنا يوسف ولا أنتم نساء .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...