عبدالله البردوني - ثكلى بلا زائر»

بَـنَاتُ (عِـيسَى) و(ابْـنَةُ الـمَغرِبيْ)
لَــبِـسـنَ ألـــوَانَ الـرَّبـيـعِ الـصَّـبـيْ
رَجَـعـنَ بَـعـدَ (الـنَّـقشِ) مِـن بَـابِنَا
يَـركُـضْنَ، يَـضـحَكْنَ، بـلا مُـوْجِبِ
ومَـوْكَـبَت.(بلقِيسُ) مِــن صِـنـفِهَا
عَـشـرًا، و قَــادَت رِحـلـةَ الـمَوْكِبِ
ورُحـــنَ مِــن سُــوقٍ إلــى شَــارعٍ
عــلــى شَــظَـايَـا أعــيُــنِ الــعُـزَّبِ
يَـسخَرنَ حِـينًا مِـن هَـوَى مُـعجَبٍ
وتــــارَةً يَـبـحَـثـنَ عَـــن مُـعـجَـبِ
يُـبـدِيـنَ أطـــرَافَ الـحُـلـى عُـنّـوَةً
وغَــفْــلَــةً يُــسْــفِــرنَ لــلأجـنَـبـي
و(أمُّ نَــشـوَانَ) احـتَـلَـت فَـانْـثَنَتْ
حَــسـنَـاءَ بَــيـنَ الـبِـكـرِ و الـثَّـيِّـبِ
فَـكَـيفَ ألْـقَـى الـعِـيدَ يَـا والِـدِيْ؟!
أقــوَى مِــن الـنِّـسيَانِ ذِكـرَى أبـي
جَـاءَتْ قُـبَيلَ الأمـسِ أُمِّي (تُقَى)
فِـــي لَـهـفَةِ الأُمِّ، و عُـنـفِ الـغَـبِي
فَـاحـمَـرَّ مِـــن تَـقـبـيلِهَا مَـدمَـعِـي
وانــهَــدَّ مِــــن تَـربِـيـتِـهَا مَـنـكِـبي
وهَــدَّأَتْـنِـي أمــــس ( وَهَّــاسَــةٌ):
يــا بِـنْـتِيَ ارتَـاحِي غَـدًا واطـرَبي
لا تَــحْـرِمِـي طِـفـلَـيْـكِ عِـيـدَيـهمَا
لاقِـيـهِمَا فَـرحَـى.. ولَــوْ.. جَـرِّبـي
مـــا أنـــتِ أوْلَـــى مَــرأةٍ فَـارَقَـت
أبًـــا، جَـــرَى هـــذا لِـبـنْـتِ الـنَّـبي
ولَــفَّــنِـي لَـــيــلٌ كَـــسُــولٌ بـــــلا
قَــلـبٍ، بـــلا حُــلـمٍ، بـــلا كَـوْكَـبِ
وأصــبَـحَ الـعِـيـدُ.. فَــمَـاجَ الـصَّـبَا
مِــــن مَــلْـعَـبٍ دَارَ إلَــــى مَـلْـعَـبِ
وثَــرثَـرَ الـمِـذيَـاعُ مِـــلءَ الــمَـدَى
"يَــا عِـيدُ..يا عِـيدُ.." و لَـم يَـتعَبِ
واسْـتَـنْـطَقَ (الـحَـيْمِيْ) فُـتُـغرَافَهُ
وصَـــاحَ وابـنَـاهُ مَــعَ (الـقَـعطَبي)
لا.. لَـــنْ أُطِــيـقَ الـيَـومَ أمـوَاجَـهُ
مِــن صَـاخِـبٍ عَــالٍ إلَـى أصـخَبِ
أغـلَـقتُ بَــابَ الـبَـيتِ فِـي وَجـهِهِ
فَـانْـسَـلَّ مِـــن شُـبَّـاكِـهِ الأشــيَـبِ
هَــرَبـتُ مِــن تَـلْـوِيحِ كَـفَّـيهِ، مِــن
عَـيـنَـيهِ، فَـانـثَـالَ عَــلَـى مَـهـرَبـي
كَــيــفَ يَـــرَى ثَـكـلَـى بـــلا زَائِـــرٍ
وأيــــنَ مِـــن أَضــوَائِـهِ أخـتَـبـي؟
الــيَـومَ (عِــيـدُ اللهِ) يَـــا وَالِـــدِى
فَــأيـنَ أنــتَ الـيَـومَ تَـهـتَمُّ بــي؟!
تَـجـيئُنِي قَـبـلَ الـضُّحَى كَـي أرَى
أثـمَارَ حُـلْمِي فِـي الـسَّنَا الـمُذْهَبِ
تَـلْـتَـذُّ بـاسـمِـي تَـسـتَجِيدُ ابـنَـتِي
يُـتـمـتِمُ اْبــنِـي بـاسْـمِكَ الأعــذَبِ
تَــقُـولُ كَـعـكِـي لَـــمْ تَـــذُق مِـثـلَهُ
(كَـقَـهوَتِي) فِـي الـعُمرِ لَـم تَـشْرَبِ
يُــعِـيـدُنِـي تَــدْلِـيـلُـكَ الـمُـشـتَـهَى
صَـــبــيَّــةً كَــالــطَّـائِـرِ الأزْغَــــــبِ
زُوَّارُ جَـــارَاتِــي أَتَـــــوْا وانــثَـنَـوْا
وأنـــتَ لَـــمْ تُـقْـبـلْ ولَــم تَـذْهَـبِ
فَرُحتُ أُضْنِي البَحثَ فِيمَن مَضَى
أو مَــن أَتَــى عَـن وَجـهِكَ الـطَّيِّبِ
لِــــكُــــلِّ بــــنْـــتٍ وَالِـــــــدٌ أو أخٌ
إلاَّ أنَـــا.. يَـــا لَــيـتَ يَـــدرِي أبِــي
حَـتَّـى أبُــو (سُـعْدَى) أتَـى بَـعدَمَا
غَـــــابَ ثَــلاثِـيـنَ ولَــــم يَــكـتُـبِ
وعَــادَ مِــن (غَـانَـا) أخُــو (زَهْـرَةٍ)
وعَــمُّ (أروى) عَــادَ مِــن (يَـثْرِبِ)
أبــــي.. أتَــــدرِي مَــــن يُــنَــادِي؟
أمَــا تَـشـتَمُّ ريــحَ الــدَّارِ كَـالـغُيَّبِ
عَــمِّـي الـــذي أوْصَـيْـتَـهُ لا تـسَـل
عَـــن فَــرخَـةٍ فِــي ذِمَّــةِ الـثَّـعْلَبِ
لَــوْ شَــمَّ كَـفِّـي لاحـتَسَى خَـاتَمِي
لَـو مَـسَّ رجـلِي لاحـتوَى جَـورَبِي
فِـــــي آخـــــرِ الـسَّـبـعِـين، لَــكِـنَّـهُ
أصـبَـى إلــى الـلَّـدْغِ مِـن الـعَقرَبِ
ومِــتَّ أنــتَ الـغَـضُّ، وابْـنُ الـبِلَى
كَـالـبَـغْلِ، يـــا لَـلـمَـوقِفِ الأغـــرَبِ
كَـيـفَ نَـجَـا الـلِّـصُّ, و مَـاتَ الـذي
يَـسْـتَـغـفِرُ اللهَ و لَــــمْ يُــذْنِـبِ ؟!
عَـفْـوَا.. فَــلا تَــدرِي، ولا عِـلمَ لِـي
كَـيـفَ يُـعَـادِي الـمَوتُ أو يَـجتَبِي



البردوني
ديوان: #مدينة_الغد
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...