ـ 1 ـ
هذه تونسُ...
بيْتٌ واحد يكفي لأنْ يؤويَ كلَّ الشعبِّ
قلبٌ واحد يكفي لأنْ ينبض في ما زاد مرّاتٍ
على مليون قلبِ
بسمةٌ واحدة تهتف يا أرضا نُحِبُّ ابتسمي
قُبلةٌ واحدةٌ من شفة واحدة أوْ شقتيْنْ
تجعل الخضراءَ في أكبادنا بستانَ عِشْقٍ
وغرامٍ مَلحَميٍّ
ـ 2 ـ
هذه تونسُ ...
لا قرطاج تنسى عِشقَها الأوّلَ..
لا بنزرتَ تُخفي مجدَها الأبْسَلَ ..
لا سوسةَ تُقصي بحرَها الأجملَ ..
لا قفصة تُلْغي كدّها الأطْوَلَ ..
لا .. لا المدن الكبرى ولا الصغرى ولا
حتى القرى عنها تغضّ النّظَر..
أنها أمٌّ ومَن أرْهِق أمًّا خسِرَ
ـ 3 ـ
هذه تونسُ عَيْنُ الأرضِ
من ألْفٍ وألْفِ بعْد ألفٍ
لم تنَمْ وقْتَا..
ولا أغمضَها عَصْفٌ
ولا قَصْفٌ..
ولا زحْفٌ ..
ولا خَوْفٌ ..
هي العيْن التي لو أغْمِضتْ تنطفئُ الأنجُمُ
يسْوَدّ القمَرْ
تفقد الشّمْسُ البَصَرْ
ويغور البحْرُ .. يصفَرّ الشّجَرْ.
ـ 4 ـ
هذه تونسُ
إنْ أخلصَ مَنْ فيها لها قالتْ خُذوا ما في ترابي ومياهي
فلكم أرجوحةُ في أُفُقي
ولكم وعْدٌ بأن أجعلُكمْ في عُنُقي
طائرا ..
لا رُوح لي إلا هواكمْ
وبكم ما امتدّ بي دهرٌ أباهي
يا إلهي !
هل أنا أنتمْ ؟
أمْ أنتمْ كلُّ ما يزرع دفئا في أنا
فلماذا صار هذا الدفء ثلجا
ها هنا إذْ حالف الآن الهُنا ؟
واستبدّت أنفسُ سوداءُ تحيى منذ عشْرٍ
كيْ تخونَ الوطَنَ
غيْر أني لا أرى فيكم سوى أنْ تخرجوني
من غريقٍ
فلقدْ صَلْصل طَميُ في جفوني .
ـ 5 ـ
هذه تونسُ
وهذا تِيهُها
هل تُرى أَضحك أمْ أبكي ؟..
فًمِي لا يُفصحُ
واقعي حُزْنٌ وحزْني
لا يراه الفَرَحُ
وأنا أدْأب كيْ أحيى
وتحيى نَملة تأكل من خُبزي..
ويحيى القطّ في بيْتي..
وتحيى الخُسْفساءْ .
كيْ أبيتَ الليل لا يفسد عند النوْم لي وِدٌّ
كما أُفْسِد وِدٌّ في بلادي
بين مَن سمّاهُم الدستورُ في لحظة سَطْوٍ رُؤساءْ .
فإذا وزّعني صبْح على ساعاتِ وقتي
ومَشتْ رِجْلايَ بين النّاسِ في صمْتِ
وسارت في طريقي
خُطواتِ " السّعداءِ التّعَساءْ"
صحتُ : منْ يُنْقذْ دمي الفائرَ مِن هذا النّقيضْ ؟
فأرُشّ الليلُ بالأحلامِ..
أوْ أطْرِدُ ذئبَ اللّغْزِ كْي أغتالَ تمْساحَ الغموضْ .
ـ 6 ـ
جاعت الحرة
لا مطمور روما فيه قمح ُ
لا على الزيتون في أرجوحة ساحلُها يغفو ويصحوُ
لا من الفسفاط عزّتُ مُدنٌ وازدان كدْحُ
والذي ورّط جيبي في سؤالٍ ضجّ بي
أيّ ٌحبْل يعصم الدينارَ من حُمّى هبوطٍ لولبي؟
ـ 7ـ
هذه تونسُ
مَن يطعِمها ؟
جاعت الحرّة فلْيَسمحْ ـ إذنْ ـ قلبي
بأنْ أخشى عليها من لصوصِ جوّعوها
أنهم ما يُشبه الأبناءُ لكنْ
عندما حنّتْ عليهم روّعوها
وهي إذْ تأسَف عمّا اقترفتْ طيبَتُها
سوف لن تأكلَ من ثدْيٍ
ولن تشرب إلاّ
من كؤوسٍ أترِعتْ منَ عرَقِ
عَرقِ الطين الذي أضنى فؤوسا
تحت حرّ الشمس أو عند اسوداد الشّفَقِ
إنها تزرع طعم الخبْز فلتمنحْ طعاما للجياعْ
عندما ينضج خبزُ
إنها تكْسر بؤس الناسِ فلتسْلَمْ رؤوسٌ من صداعْ
إنها تبحث عن كنزٍ وإذْ يُقطع كفَّا سارقٍ
يُفتحُ كنْزُ
ـ 8 ـ
هذه تونسُ
ريح الشرق ساقت مطرًا
فلْتعْلُ قامات النخيلْ
وعلى الريح التي تحمل رملا وسَمومًا
أنْ تزولْ
إن أرضًا نحن من طينتها تسقي عروق الطين فينا
فإذا حاول فيها عطشٌ أن يحتوينا
فجّرتْ أعماقَها فانسابَ ماءْ
وجرتْ فينا الدّماءْ
نحن يا تونسَ صرنا شجَرًا
في حقلكِ الأفْيحُ
أوْ ما نحن كنّا قد أردنا أنْ يكونَ
علّها نُثْمٍرُ كيْ يُثمرَ منكِ الغدُ فيها
ـ 9 ـ
هذه تونسُ
صحْوٌ وضبابْ
ومياهٌ وترابْ
ويدٌ تفتح بابًا عندما يُغلق بابْ
سوف لنْ أيأسَ مّما لا يليق الآن فيها
عندما توقظ من يأس بَنيها
علّها تَسكنهم أو يسكنوها
أوْ معًا في كل صوْبٍ
يرشفون الضوءَ .. إنّ الضوْءَ عذْبُ
ـ 10 ـ
هذه تونسُ
فلْتحضنْ بشوْقٍ ما تُحبُّ
وإلى غاياتها يمتدّ درْبُ
وعلى إيقاعها يرقص شعبُ
ولها يضحك ربُّ
المتلوي يوم الأربعاء 28 جويلية 2021
www.facebook.com
هذه تونسُ...
بيْتٌ واحد يكفي لأنْ يؤويَ كلَّ الشعبِّ
قلبٌ واحد يكفي لأنْ ينبض في ما زاد مرّاتٍ
على مليون قلبِ
بسمةٌ واحدة تهتف يا أرضا نُحِبُّ ابتسمي
قُبلةٌ واحدةٌ من شفة واحدة أوْ شقتيْنْ
تجعل الخضراءَ في أكبادنا بستانَ عِشْقٍ
وغرامٍ مَلحَميٍّ
ـ 2 ـ
هذه تونسُ ...
لا قرطاج تنسى عِشقَها الأوّلَ..
لا بنزرتَ تُخفي مجدَها الأبْسَلَ ..
لا سوسةَ تُقصي بحرَها الأجملَ ..
لا قفصة تُلْغي كدّها الأطْوَلَ ..
لا .. لا المدن الكبرى ولا الصغرى ولا
حتى القرى عنها تغضّ النّظَر..
أنها أمٌّ ومَن أرْهِق أمًّا خسِرَ
ـ 3 ـ
هذه تونسُ عَيْنُ الأرضِ
من ألْفٍ وألْفِ بعْد ألفٍ
لم تنَمْ وقْتَا..
ولا أغمضَها عَصْفٌ
ولا قَصْفٌ..
ولا زحْفٌ ..
ولا خَوْفٌ ..
هي العيْن التي لو أغْمِضتْ تنطفئُ الأنجُمُ
يسْوَدّ القمَرْ
تفقد الشّمْسُ البَصَرْ
ويغور البحْرُ .. يصفَرّ الشّجَرْ.
ـ 4 ـ
هذه تونسُ
إنْ أخلصَ مَنْ فيها لها قالتْ خُذوا ما في ترابي ومياهي
فلكم أرجوحةُ في أُفُقي
ولكم وعْدٌ بأن أجعلُكمْ في عُنُقي
طائرا ..
لا رُوح لي إلا هواكمْ
وبكم ما امتدّ بي دهرٌ أباهي
يا إلهي !
هل أنا أنتمْ ؟
أمْ أنتمْ كلُّ ما يزرع دفئا في أنا
فلماذا صار هذا الدفء ثلجا
ها هنا إذْ حالف الآن الهُنا ؟
واستبدّت أنفسُ سوداءُ تحيى منذ عشْرٍ
كيْ تخونَ الوطَنَ
غيْر أني لا أرى فيكم سوى أنْ تخرجوني
من غريقٍ
فلقدْ صَلْصل طَميُ في جفوني .
ـ 5 ـ
هذه تونسُ
وهذا تِيهُها
هل تُرى أَضحك أمْ أبكي ؟..
فًمِي لا يُفصحُ
واقعي حُزْنٌ وحزْني
لا يراه الفَرَحُ
وأنا أدْأب كيْ أحيى
وتحيى نَملة تأكل من خُبزي..
ويحيى القطّ في بيْتي..
وتحيى الخُسْفساءْ .
كيْ أبيتَ الليل لا يفسد عند النوْم لي وِدٌّ
كما أُفْسِد وِدٌّ في بلادي
بين مَن سمّاهُم الدستورُ في لحظة سَطْوٍ رُؤساءْ .
فإذا وزّعني صبْح على ساعاتِ وقتي
ومَشتْ رِجْلايَ بين النّاسِ في صمْتِ
وسارت في طريقي
خُطواتِ " السّعداءِ التّعَساءْ"
صحتُ : منْ يُنْقذْ دمي الفائرَ مِن هذا النّقيضْ ؟
فأرُشّ الليلُ بالأحلامِ..
أوْ أطْرِدُ ذئبَ اللّغْزِ كْي أغتالَ تمْساحَ الغموضْ .
ـ 6 ـ
جاعت الحرة
لا مطمور روما فيه قمح ُ
لا على الزيتون في أرجوحة ساحلُها يغفو ويصحوُ
لا من الفسفاط عزّتُ مُدنٌ وازدان كدْحُ
والذي ورّط جيبي في سؤالٍ ضجّ بي
أيّ ٌحبْل يعصم الدينارَ من حُمّى هبوطٍ لولبي؟
ـ 7ـ
هذه تونسُ
مَن يطعِمها ؟
جاعت الحرّة فلْيَسمحْ ـ إذنْ ـ قلبي
بأنْ أخشى عليها من لصوصِ جوّعوها
أنهم ما يُشبه الأبناءُ لكنْ
عندما حنّتْ عليهم روّعوها
وهي إذْ تأسَف عمّا اقترفتْ طيبَتُها
سوف لن تأكلَ من ثدْيٍ
ولن تشرب إلاّ
من كؤوسٍ أترِعتْ منَ عرَقِ
عَرقِ الطين الذي أضنى فؤوسا
تحت حرّ الشمس أو عند اسوداد الشّفَقِ
إنها تزرع طعم الخبْز فلتمنحْ طعاما للجياعْ
عندما ينضج خبزُ
إنها تكْسر بؤس الناسِ فلتسْلَمْ رؤوسٌ من صداعْ
إنها تبحث عن كنزٍ وإذْ يُقطع كفَّا سارقٍ
يُفتحُ كنْزُ
ـ 8 ـ
هذه تونسُ
ريح الشرق ساقت مطرًا
فلْتعْلُ قامات النخيلْ
وعلى الريح التي تحمل رملا وسَمومًا
أنْ تزولْ
إن أرضًا نحن من طينتها تسقي عروق الطين فينا
فإذا حاول فيها عطشٌ أن يحتوينا
فجّرتْ أعماقَها فانسابَ ماءْ
وجرتْ فينا الدّماءْ
نحن يا تونسَ صرنا شجَرًا
في حقلكِ الأفْيحُ
أوْ ما نحن كنّا قد أردنا أنْ يكونَ
علّها نُثْمٍرُ كيْ يُثمرَ منكِ الغدُ فيها
ـ 9 ـ
هذه تونسُ
صحْوٌ وضبابْ
ومياهٌ وترابْ
ويدٌ تفتح بابًا عندما يُغلق بابْ
سوف لنْ أيأسَ مّما لا يليق الآن فيها
عندما توقظ من يأس بَنيها
علّها تَسكنهم أو يسكنوها
أوْ معًا في كل صوْبٍ
يرشفون الضوءَ .. إنّ الضوْءَ عذْبُ
ـ 10 ـ
هذه تونسُ
فلْتحضنْ بشوْقٍ ما تُحبُّ
وإلى غاياتها يمتدّ درْبُ
وعلى إيقاعها يرقص شعبُ
ولها يضحك ربُّ
المتلوي يوم الأربعاء 28 جويلية 2021
Log into Facebook
Log into Facebook to start sharing and connecting with your friends, family, and people you know.