يفاجئني الوقتُ مثلَ غزالٍ طليقٍ
فأصحو على حلمٍ غامضٍ
وقناديلَ من فضّة الدمعِ في أعينِ الحالمينَ
فوق بلاط الشوارعِ
بين انفتاحِ الضياءِ
وبين سكوتِ الظلامْ .ـ
يفاجئني الوقتُ دونَ مواعيدَ
يُشعلُ في جسدِ الصمتِ
نار الكلامْ .ـ
يفاجئني في الميادينِ
شكلُ الجموعِ التي تتبدلُ
والطرقاتُ
السّماءُ
المساءُ الذي يتبدلُ
والنهرُ
حتى الميادينَ تفتحُ اعينَها
تتأملُ اسماءَها من جديدٍ
وتطلق للحبِّ سربَ حَمامْ .ـ
يفاجئني في الميادينِ
أني أفاجئُ نفسي
بِكَمِّ من الفَشَل المُختبي خلفَ
نظارتَيَّ وأنَّ الذينَ يسيرونَ حوليَ
كانوا دُمىً
وتماثيلَ من شمعِ هذا الزَّمانْ .ـ
تفاجئني في الميادينِ
تلك العماراتُ
والأذرعُ الجانبيةُ للطرقاتِ
وكيفَ تحوَّلَ كشكُ السيجائرِ
من هيكلٍ خشبيِّ الملامحِ
والسقفِ
حتى تكهربِ مثل العفاريت
أمسى كقاعدةٍ للتحركِ شرقا
وغربا
شمالا
جنوبا
يفاجئني في الميادينِ
هذا الضبابُ
الذي يتمسحُ بالكائناتِ
وهذا الذّهولُ
الذي يتناثرُ من أعينٍ
لا تكادُ تصدِّقُ افعالَها
وانواعُ من ثمرِ الفقراءِ الحَيِيِّ ,ـ
وماء من المسجد المتَّكي
خلفَ ناصيةٍ الفندقِ الملكيِّ القديمِ
يُفاجئني في الميادينِ
أنَّ الزمانَ كما قيلَ وهمٌ
وان المكانَ كما قيل زعمٌ
وأن نجومَ الحقيقةِ تولد في شبكاتِ العقولِ
التي تدفعُ الأذرعَ اليابساتِ الى ( ديزلٍ ) منْ قُوىً
فتحوِّلُ هذي العيونَ
التي خاطَها النومُ بالشمعِ
حتى تصيرَ شموساً
وتجعلُ منْ صوت انثى رقيقٍ
بيانَ التحوّلِ نحو انفلاقٍ يهزُّ المَدى
فيصيرُ المكانْ .ـ
نهايةَ عصرٍ قديم تأرَّخَ بالجوعِ
والقهرِ
والقتلِ
يكتبهُ الشهداءُ
الذين يموتونَ عمْداً
يموتونَ كي يُغضبوا قاتليهمْ
يموتونَ عشقاً
وهم يرحلونَ ببناطيلَ جينزٍ ممزقةٍ
وبقايا مشاريعَ
تكنسُها في الليالي البنادقُ
والبلطجيةُ
او شقةُ في تخومِ الأماني
يضيعُها عاشقان يَتيهانِ بين المقاول
والبنكِ
حتى يضيع الزمان ,ـ
على موعد من دخانْ .ـ
ترى ما الذي يجعل الموت حلوا
سوى انه الحَلُ
والكيُّ بالنار افضل من الفِ مصلٍ ..ـ
تفاجئني امةٌّ
كنت احسب ان دماها غدت مثل وحل الرمادْ .ـ
يُفاجئني دمُها المتناثرُ فوق الرَّصيفِ
وكيف تحوَّلَ في كفِّ طفلٍ فصار مدادْ .ـ
** ـ
يفاجئني الوقتُ
لكنني بِتُّ أخشى من الوقتٍ ان يستديرَ
ويلعبَ لعبتَهُ الثعلبيةَ خلفَ الكواليسِ
وبين ظلال الطريقْ .ـ
ويقلقني الوقتُ
لا آمنُ الوقتَ
لكنني سأناورُهُ قبلَ ان يتمرَّد ثانيةً
ثم يُشعلُ في الارض نارَ الحريقْ .ـ
____________________
القيت في بيت الشعر المصري ونشرت في صفحة ادب بصحيفة الاهرام المصرية بتاريخ 23 ابريل /2012 م
فأصحو على حلمٍ غامضٍ
وقناديلَ من فضّة الدمعِ في أعينِ الحالمينَ
فوق بلاط الشوارعِ
بين انفتاحِ الضياءِ
وبين سكوتِ الظلامْ .ـ
يفاجئني الوقتُ دونَ مواعيدَ
يُشعلُ في جسدِ الصمتِ
نار الكلامْ .ـ
يفاجئني في الميادينِ
شكلُ الجموعِ التي تتبدلُ
والطرقاتُ
السّماءُ
المساءُ الذي يتبدلُ
والنهرُ
حتى الميادينَ تفتحُ اعينَها
تتأملُ اسماءَها من جديدٍ
وتطلق للحبِّ سربَ حَمامْ .ـ
يفاجئني في الميادينِ
أني أفاجئُ نفسي
بِكَمِّ من الفَشَل المُختبي خلفَ
نظارتَيَّ وأنَّ الذينَ يسيرونَ حوليَ
كانوا دُمىً
وتماثيلَ من شمعِ هذا الزَّمانْ .ـ
تفاجئني في الميادينِ
تلك العماراتُ
والأذرعُ الجانبيةُ للطرقاتِ
وكيفَ تحوَّلَ كشكُ السيجائرِ
من هيكلٍ خشبيِّ الملامحِ
والسقفِ
حتى تكهربِ مثل العفاريت
أمسى كقاعدةٍ للتحركِ شرقا
وغربا
شمالا
جنوبا
يفاجئني في الميادينِ
هذا الضبابُ
الذي يتمسحُ بالكائناتِ
وهذا الذّهولُ
الذي يتناثرُ من أعينٍ
لا تكادُ تصدِّقُ افعالَها
وانواعُ من ثمرِ الفقراءِ الحَيِيِّ ,ـ
وماء من المسجد المتَّكي
خلفَ ناصيةٍ الفندقِ الملكيِّ القديمِ
يُفاجئني في الميادينِ
أنَّ الزمانَ كما قيلَ وهمٌ
وان المكانَ كما قيل زعمٌ
وأن نجومَ الحقيقةِ تولد في شبكاتِ العقولِ
التي تدفعُ الأذرعَ اليابساتِ الى ( ديزلٍ ) منْ قُوىً
فتحوِّلُ هذي العيونَ
التي خاطَها النومُ بالشمعِ
حتى تصيرَ شموساً
وتجعلُ منْ صوت انثى رقيقٍ
بيانَ التحوّلِ نحو انفلاقٍ يهزُّ المَدى
فيصيرُ المكانْ .ـ
نهايةَ عصرٍ قديم تأرَّخَ بالجوعِ
والقهرِ
والقتلِ
يكتبهُ الشهداءُ
الذين يموتونَ عمْداً
يموتونَ كي يُغضبوا قاتليهمْ
يموتونَ عشقاً
وهم يرحلونَ ببناطيلَ جينزٍ ممزقةٍ
وبقايا مشاريعَ
تكنسُها في الليالي البنادقُ
والبلطجيةُ
او شقةُ في تخومِ الأماني
يضيعُها عاشقان يَتيهانِ بين المقاول
والبنكِ
حتى يضيع الزمان ,ـ
على موعد من دخانْ .ـ
ترى ما الذي يجعل الموت حلوا
سوى انه الحَلُ
والكيُّ بالنار افضل من الفِ مصلٍ ..ـ
تفاجئني امةٌّ
كنت احسب ان دماها غدت مثل وحل الرمادْ .ـ
يُفاجئني دمُها المتناثرُ فوق الرَّصيفِ
وكيف تحوَّلَ في كفِّ طفلٍ فصار مدادْ .ـ
** ـ
يفاجئني الوقتُ
لكنني بِتُّ أخشى من الوقتٍ ان يستديرَ
ويلعبَ لعبتَهُ الثعلبيةَ خلفَ الكواليسِ
وبين ظلال الطريقْ .ـ
ويقلقني الوقتُ
لا آمنُ الوقتَ
لكنني سأناورُهُ قبلَ ان يتمرَّد ثانيةً
ثم يُشعلُ في الارض نارَ الحريقْ .ـ
____________________
القيت في بيت الشعر المصري ونشرت في صفحة ادب بصحيفة الاهرام المصرية بتاريخ 23 ابريل /2012 م
الشاعر امجد محمد سـعيد
فتية التحرير أمجد محمد سعيد القاهرة **** شفقٌ منْ دمٍ ودموعٍ على شكلِ قلبٍ نبيّْ . ـ ها هو الآن يطلق ألوانهُ...
www.baytalmosul.com