البروفسور نجيب جورج عوض - كأنَّ الشوارع لم تخرج منهم أبداً

ثمّة أشخاصٌ
تخرجهم الحياة من وضاعة الشوارع
فيتابعون العيش
كأنَّ الشوارع لم تخرج منهم أبدا
/
ثمّة أشخاصٌ
كلما ابتسمت الحياة لهم
ازدادوا خنوعاً للمخاوف
وعلكوا شكوكاً
حتى في نواياهم الخاصة.
/
ثمّة أشخاصٌ
تبهرهم المدينة
ويرعبهم التمدُّن،
تسحرهم شوارعها الواسعة
وساحاتها المغتسلة بالنور
وتستعبدهم دهاليز ذواتهم
بظلمتها الدامسة
وزواياها العطنة.
/
ثمّة أشخاصٌ
كلما عاشوا أطول في المدينة
استلقت أرواحهم
في سبات الهامش العميق.
/
ثمّة أشخاصٌ
تشبهني في هذه المدينة.
وثمةَ مدنٍ
تلقي عليَّ تحية الصباح
في وجوه تلك الأشخاص.



تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...