صلاح عيد - مُقَابَلَةْ

منْ بعد دهرٍ صدفةً قابلتهُ

و العمر فوق المنكبينِ ثقيلا

أبصرتهُ يرنو إليَّ بدهشةٍ

و تعجبٍ يترقبُ التأويلا

وأَسَرَّ لي قولاً.. تَهامسَ: يا فَتَى

قَدْ شابَ شعركَ قد هَرِمتَ قليلا

أين النضارةُ ؟ لا أركَ كما مَضَىَ

أين البشاشة ُ؟ أَمْ غدوتَ بخيلا؟

أين ابتسامتك الجميلةَ ؟ فارقتْ

وجهاً تعوَّد أن يعيشَ جميلا

ما للصروفِ بحرْفِها قد سَطَّرتْ

ألماً أراهُ بِمُقْلَتَيْكَ دَلِيلا ؟

كم كُنتَ غضاً كالربيعِ مغرداً

و كأن قلبكَ للربعِ سَلِيلا

كالصبحِ كنت محلقاً.. متألقاً

و تشُع شمسُكَ بُكْرةً و أصِيلا

و إذا دنا ليلٌ وأرْخَى سِتْرَهُ

لاحتْ عِيُونُك بالدُجى قِنْدِيلا

كالفارسِ المِغْوَارِ كُنْتَ مُقاتلاً

و الأنَ سيفكَ لا يُجِيدُ صَلِيلا

و جوادكَ العَرَبِيُّ صارَ مُكَبلاً

ما عادَ يُطْلِقُ بالفضاءِ صَهِيِلا

فأجَبتهُ و قد ابتَسَمْتُ لقولهِ

هذا الزمانُ .. و دأبه التبديلا

نأتي إلى هذى الحياةِ براعمٌ

قد لا نُعَمِّرُ .. قدْ نعيشُ طويلا

نبكي و نَضحكُ لا نعي من أمرنا

إلا و نحنُ .. قد غدونا كهولا

و إلى الفنا نمضي و تسْبقُنا الخُطَا

لا نستطيعُ إلى الهروبِ سَبِيِلا

لسناَ جِبَالاً كيْ نظلَّ رواسياً

جِئْنا و في رَحِمِ المجيئِ رَحِيِلا

جئنا لنعبر للترابِ جحافلاً

جيلاً يُسَاقُ إلى المَنُونِ فَجِيِلا

لا شيء يبقى فالتحوُّل دَيّْدَنٌ

حتى الجماد.. تمرَّس التحويلا

**********

شعر/ صلاح عيد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...