دعاني مرة لزيارته في قرية (كوشو كوي) حيث يملك قطعة ضئيلة من الارض ومنزلاً أبيض من طابقين، واطلعني علي ضيعته المتواضعة وهو يحدثني طيلة الوقت حديثا ينبض بالحيوية..
قال:- لو ملكت مالا وفيرا لاقمت هنا مصحة من أجل المرضي من معلمي القرية .. نعم .. بودي لو أنشأت بناء يملؤه الضياء .. أتفهمني ؟ .. فيض من النور مع نوافذ عريضة وسقوف عالية ، ولصنعت مكتبة رائعة وزودت المكان بكل أدوات الموسيقي، وبخلية نحل وحديقة للخضر والفاكهة ، ولسوف أجري دراسات لقواعد اللغة وطبقات الجو وغير ذلك .. أنه ينبغي علي المدرس أن يلم بكل شيء .. بكل شيء يا صديقي .
ثم سكت فجأة وسعل ورنا الي من جانب عينيه وأبتسم ابتسامته الحلوة الرقيقة .. ابتسامة ذات سحر لا يقاوم تحمل الانسان علي تتبع كلماته باهتمام كبير.
ثم أسترسل قائلاً: هل يسئمك أن تصغي إلي أحلامي؟ . أني أعشق الكلام عنها ، وددت لو كنت تدرك تماماً احتياج الريف الروسي الي المعلمين من ذوي الخبرة والكفاءة، فنحن في روسيا علينا أن نخلق ظروفاً خارقة للمدرسين في اقرب وقت مستطاع ما دمنا ندرك أن الشعب لم ينل ثقافة عامة .. انهارت الدولة كما ينهار بيت شيد من طوب لم يكتمل نضجه ، ان المعلم ينبغي أن يكون ممثلاً وفناناً ومحباً لعمله من أعماق قلبه، ومدرسونا انصاف مثقفين يذهبون الي القرية تحدوهم رغبة الذاهبين الي المنفي، انهم صرعي الجوع واليأس يعيشون في خوف دائم من فقدان مقومات الحياة، وكان ينبغي علي المدرس في القرية أن يتبوأ المكانة الأولي وأن يكون في مقدوره أن يجيب علي كل الاسئلة التي يوجهها اليه الفلاحون حتي يغرس في نفوسهم احتراما لهيبته كفيلاً بأن يمنع كل مخلوق من الصياح في وجهه أو النيل من كرامته كما هي عادة القرويين في ريفنا سواء كانوا رجل البوليس أو البقال الغني أو القسيس أو صاحب المدرسة أو ذلك الموظف الكبير الذي يدعو نفسه مفتش المدرسة ولكنه لا يهتم بتحسين احوال الدراسة بقدر ما يكرس اهتمامه لتنفيذ منشورات المنطقة والكتب الدورية، انه من السخف ان يتقاضي رجل استدعي لتثقيف الشعب مرتبا هزيلاً .. تصور .. مهمة تثقيف أمة! . أنه مما يرهق النفس بما لا يطاق ان نري المعلم يسير بيننا في أسمال رثة ويرتعد من البرد في درسة رطبة مظلمة ويستنشق السموم التي تفوح من مدافيء سيئة التهوية ولا غرابة اذن ان يصاب بالبرد وأن يصبح في سن الثلاثين كتلة تعسة من الامراض والروماتيزم وذات الرئة، أن كل هذا كفيل بأن يشعرنا بالخزي، فمدرسونا يعيشون تسعة أشهر أو عشرة عيشة الرهبان أو المنبوذين، لا يجدون مخلوقاً يكلمونه وانهم ليصابون بالتبلد من استمرار الوحدة ومن خلو ايديهم من الكتب وحياتهم من المسرات، فاذا تطاولوا أو جرأوا علي دعوة الاصدقاء لزيارتهم، ظن الناس أن تلك الدعوة لا تحمل أي معني للمودة ... تلك الكلمة الحمقاء التي يخيف بها الماكرون الاغبياء .. ان كل هذا ليثير الاشمئزاز .. انه نوع من السخرية بالآدميين الذين يقومون بعمل له أهمية خطيرة ، دعني أخبرك يا صديقي أني اشعر بالقلق والاضطراب كلما التقيت بمدرس .. من اجل خجله وضعفه وكأني أنا نفسي مسئول بطريقة ما عن حالته التعسة.
قال:- لو ملكت مالا وفيرا لاقمت هنا مصحة من أجل المرضي من معلمي القرية .. نعم .. بودي لو أنشأت بناء يملؤه الضياء .. أتفهمني ؟ .. فيض من النور مع نوافذ عريضة وسقوف عالية ، ولصنعت مكتبة رائعة وزودت المكان بكل أدوات الموسيقي، وبخلية نحل وحديقة للخضر والفاكهة ، ولسوف أجري دراسات لقواعد اللغة وطبقات الجو وغير ذلك .. أنه ينبغي علي المدرس أن يلم بكل شيء .. بكل شيء يا صديقي .
ثم سكت فجأة وسعل ورنا الي من جانب عينيه وأبتسم ابتسامته الحلوة الرقيقة .. ابتسامة ذات سحر لا يقاوم تحمل الانسان علي تتبع كلماته باهتمام كبير.
ثم أسترسل قائلاً: هل يسئمك أن تصغي إلي أحلامي؟ . أني أعشق الكلام عنها ، وددت لو كنت تدرك تماماً احتياج الريف الروسي الي المعلمين من ذوي الخبرة والكفاءة، فنحن في روسيا علينا أن نخلق ظروفاً خارقة للمدرسين في اقرب وقت مستطاع ما دمنا ندرك أن الشعب لم ينل ثقافة عامة .. انهارت الدولة كما ينهار بيت شيد من طوب لم يكتمل نضجه ، ان المعلم ينبغي أن يكون ممثلاً وفناناً ومحباً لعمله من أعماق قلبه، ومدرسونا انصاف مثقفين يذهبون الي القرية تحدوهم رغبة الذاهبين الي المنفي، انهم صرعي الجوع واليأس يعيشون في خوف دائم من فقدان مقومات الحياة، وكان ينبغي علي المدرس في القرية أن يتبوأ المكانة الأولي وأن يكون في مقدوره أن يجيب علي كل الاسئلة التي يوجهها اليه الفلاحون حتي يغرس في نفوسهم احتراما لهيبته كفيلاً بأن يمنع كل مخلوق من الصياح في وجهه أو النيل من كرامته كما هي عادة القرويين في ريفنا سواء كانوا رجل البوليس أو البقال الغني أو القسيس أو صاحب المدرسة أو ذلك الموظف الكبير الذي يدعو نفسه مفتش المدرسة ولكنه لا يهتم بتحسين احوال الدراسة بقدر ما يكرس اهتمامه لتنفيذ منشورات المنطقة والكتب الدورية، انه من السخف ان يتقاضي رجل استدعي لتثقيف الشعب مرتبا هزيلاً .. تصور .. مهمة تثقيف أمة! . أنه مما يرهق النفس بما لا يطاق ان نري المعلم يسير بيننا في أسمال رثة ويرتعد من البرد في درسة رطبة مظلمة ويستنشق السموم التي تفوح من مدافيء سيئة التهوية ولا غرابة اذن ان يصاب بالبرد وأن يصبح في سن الثلاثين كتلة تعسة من الامراض والروماتيزم وذات الرئة، أن كل هذا كفيل بأن يشعرنا بالخزي، فمدرسونا يعيشون تسعة أشهر أو عشرة عيشة الرهبان أو المنبوذين، لا يجدون مخلوقاً يكلمونه وانهم ليصابون بالتبلد من استمرار الوحدة ومن خلو ايديهم من الكتب وحياتهم من المسرات، فاذا تطاولوا أو جرأوا علي دعوة الاصدقاء لزيارتهم، ظن الناس أن تلك الدعوة لا تحمل أي معني للمودة ... تلك الكلمة الحمقاء التي يخيف بها الماكرون الاغبياء .. ان كل هذا ليثير الاشمئزاز .. انه نوع من السخرية بالآدميين الذين يقومون بعمل له أهمية خطيرة ، دعني أخبرك يا صديقي أني اشعر بالقلق والاضطراب كلما التقيت بمدرس .. من اجل خجله وضعفه وكأني أنا نفسي مسئول بطريقة ما عن حالته التعسة.
Bei Facebook anmelden
Melde dich bei Facebook an, um dich mit deinen Freunden, deiner Familie und Personen, die du kennst, zu verbinden und Inhalte zu teilen.
www.facebook.com