فى واحدة من الأمسيات الرائعة، كان هناك موظف حكومى لا يقل جمال وروعة عن تلك الليالى،يُدعى " إيفان ديميرتش تشيرفياكوف"، كان يجلس بالصف الثانى بأحد الصالات ، محدقا بمنظار الأوبرا الخاص به، فى عرض cloches de corneville
(هو عرض أوبرالى كوميدى، يتكون من ثلاث فصول، للمؤلف روبرت بلانكيت).
كان ايفان يتابع العرض بحماسة وسعادة شديدة،ولكن فجأة - دوما تقابلنا هذه الكلمة فى جميع القصص يستخدمها المؤلفون بكثره- لأن الحياة دائما ماتفاجئنا ودوما مليئة بالمفاجآت.
فجأة تقلص وجه ايفان ، وارتفعت عيناه ، واحتقنت انفاسه.. أزاح بخفة نظارة الأوبرا وأحنى جسده للأمام وعطس .
وانه ليس بأمر مستهجن أو غريب أن يعطس الجميع، يعطس الفلاحون، ورؤوساء الشرطه ، وحتى المستشارون السريون.. كل البشر يعطسون.
لم يكن تشيرفياكوف مرتبكا على الإطلاق، فقد مسح وجهه بمنديله الخاص، وكأى رجل مهذب بحث من حوله ليتأكد هل أزعج أحدهم بهذا العطس ، فجأة ساوره القلق فوجد رجل مسن يجلس بالصف الأول قبالته يجفف رأسه الأصلع ورقبته بقفازه ، ويتمتم بكلمات غير مفهومه وواضحة لنفسه.
تعرف تشيرفياكوف على الرجل ، أنه بريزالوف موظفا مدنيا بهيئة النقل العام.
قال تشيرفياكوف لنفسه:" لقد اصبته برزذاذ أنفى وانه ليس رئيسى بالعمل، ولكن على الإعتذار لهذا الفعل المحرج "
أقدم تشيرفياكوف نحو مقعد الجنرال منحنيا بهدوء هامسا فى أذن بريزالوف:" اعذرنى فخامتك لقد نثرت رذاذى عليك اثناء عطسى عن طريق الخطأ".
رد الرجل:" بعدم اكتراث .. لايهم.. لا يهم"
" استحلفكم بالله سموك لم أقصد ذلك"
رد بريزالوف فى حنق:" من فضلك أجلس ودعنى استمع إلى العرض".
شعر تشيرفياكوف بالحرج الشديد وابتسم ابتسامة حمقاء..واكمل المشاهدة والتحديق للعرض ولكن بلا أى غبطة أو سعادة.
بدأ القلق يعتريه وأثناء الاستراحه مر بجانب بريزالوف
بعد أن تغلب على خجله قائلا:" اعتذر من سيادتكم لم اقصد أن ابلل..
رد بريزالوف بحنق شديد:" لقد نسيت الأمر وانت لازلت تذكره!"
فردد تشيرفياكوف فى نفسه :" ان تلك النظره الخبيثة فى عيناه تنم انه لم ينسى بعد" .
انه قانون الطبيعة لم أقصد أن ابلله يجب علي أنا أوضح الأمر له، وان لم يظن الآن سيظن فيما بعد ذلك.
عند عودته إلى المنزل أخبر تشيرفياكوف زوجته أنه أساء التصرف، وقص عليها الحدث ، تخوفت زوجته فى بادئ الأمر ولكن عندما علمت أنه ليس برئيس عمله نظرت إلى الأمر بإستخاف،
اخبرته:" كان يجب عليك الاعتذار حتى لا يظن أنك لا تعلم عن التصرف الائق فى الحياة الاجتماعية العامة".
اخبرها تشيرفياكوف أنه فعل ذلك .
" هذا كل مافى الأمر ..لقد اعتذرت بالفعل عن سوء تصرفى، لكنه تعامل مع الأمر بطريقة غريبة، لم ينطق كلمة واحدة ! لم يكن هنالك متسع من الوقت للكلام".
ففى اليوم التالى ارتدى تشيرفياكوف حُلة جديدة وصفف شعره جيدا ، وذهب إلى مكتب بريزالوف ، عندما دخل إلى مكتب بريزالوف وجد ثلاث أشخاص بالمكان يتوسطهم بريزالزف، وكان بريزالوف يستمع إلى أصحاب القضايا والحاجات ، بينما يستمع إليهم ، رفع رأسه ليستمع إلى تشيرفياكوف
فأردف قائلا:" أعذرنى سعادتك
بالأمس فى قاعة أرديانا ، ان كنت تتذكرنى
لقد عطست عن طريق الخطأ وبللتك دون قصد".
" يالتفاهات ماذا تريدنى أن افعل لك ؟ قالها بريزالوف موجها كلامه إلى زائره"
تشحب وجه تشيرفياكوف وفكر قائلا انه غاضب ياإلهى لن يتكلم الآن ، يجب أن أوضح له الأمر.
بعد أن انتهى بريزالوف من مخاطبة آخر زائر، اقترب منه تشيرفياكوف متمتما أرجو أن تقبلوا اعتذاراتى، وهذا من واقع شعورى بالأسى والندم، فأنا لم أقصد أن أبلل رأسك تلك الليلة.
اعتلى وجه بريزالوف نظرة غاضبة وأزاح بقوة تشيرفياكوف اللحوح فاتحا الباب متجها به للخارج.
ردد بريزالوف:" انك تسخر منى يا سيدى!"
أية سخرية تكمن هنا!؟ ردد تشيرفياكوف لا يوجد أى سخرية على الإطلاق!
أنه موظف كبير ومع ذلك يجد صعوبة فى فهم طريقتى للاعتذار، لن اعتذر لهذا المتغطرس مرة أخرى سأكتب له رسالة .ولن أذهب إليه مرة أخرى.
فكر تشيرفياكوف كثيرا وهو عائدا لمنزلة فى صياغة رسالة جيدة، وظل يفكر ويفكر كيف يكتب رساله ولكنه توصل إلى أنه سيذهب بالغد ليعتذر منه ويوضح الأمر.
فى الغد تمتم تشيرفياكوف :" لقد تجرأت على سيادتكم بالأمس وأزعجتكم ولكننى لم يكن بنيتى على الإطلاق أن أسخر منكم كما تفضلت سيادتكم وطعنتنى بهذا القول، لقد عطست عن طريق الخطأ ولم اقصد أن ..
قاطعه بريزالوف بصرخة، وارتعد وجهه وازداد حنقه قائلا :" اخرج من هنا!"
رد تشيرفياكوف:" ماذا! وتخدر جسده بالكامل.
ردد بريزالوف وهو يدق الأرض بقدميه اخرج من هنا!
شعر تشيرفياكوف بأن شئ ما يؤلمه فى معدته وأن أحشائه تتمزق ، وخرج إلى الباب وهو لا يرى ولا يسمع شيئا ، خرج إلى الشارع يجرجر قدميه ، وصل إلى منزله ودون أن يخلع عنه حُلته ، استلقى على كنبته .. ومات!!.
(هو عرض أوبرالى كوميدى، يتكون من ثلاث فصول، للمؤلف روبرت بلانكيت).
كان ايفان يتابع العرض بحماسة وسعادة شديدة،ولكن فجأة - دوما تقابلنا هذه الكلمة فى جميع القصص يستخدمها المؤلفون بكثره- لأن الحياة دائما ماتفاجئنا ودوما مليئة بالمفاجآت.
فجأة تقلص وجه ايفان ، وارتفعت عيناه ، واحتقنت انفاسه.. أزاح بخفة نظارة الأوبرا وأحنى جسده للأمام وعطس .
وانه ليس بأمر مستهجن أو غريب أن يعطس الجميع، يعطس الفلاحون، ورؤوساء الشرطه ، وحتى المستشارون السريون.. كل البشر يعطسون.
لم يكن تشيرفياكوف مرتبكا على الإطلاق، فقد مسح وجهه بمنديله الخاص، وكأى رجل مهذب بحث من حوله ليتأكد هل أزعج أحدهم بهذا العطس ، فجأة ساوره القلق فوجد رجل مسن يجلس بالصف الأول قبالته يجفف رأسه الأصلع ورقبته بقفازه ، ويتمتم بكلمات غير مفهومه وواضحة لنفسه.
تعرف تشيرفياكوف على الرجل ، أنه بريزالوف موظفا مدنيا بهيئة النقل العام.
قال تشيرفياكوف لنفسه:" لقد اصبته برزذاذ أنفى وانه ليس رئيسى بالعمل، ولكن على الإعتذار لهذا الفعل المحرج "
أقدم تشيرفياكوف نحو مقعد الجنرال منحنيا بهدوء هامسا فى أذن بريزالوف:" اعذرنى فخامتك لقد نثرت رذاذى عليك اثناء عطسى عن طريق الخطأ".
رد الرجل:" بعدم اكتراث .. لايهم.. لا يهم"
" استحلفكم بالله سموك لم أقصد ذلك"
رد بريزالوف فى حنق:" من فضلك أجلس ودعنى استمع إلى العرض".
شعر تشيرفياكوف بالحرج الشديد وابتسم ابتسامة حمقاء..واكمل المشاهدة والتحديق للعرض ولكن بلا أى غبطة أو سعادة.
بدأ القلق يعتريه وأثناء الاستراحه مر بجانب بريزالوف
بعد أن تغلب على خجله قائلا:" اعتذر من سيادتكم لم اقصد أن ابلل..
رد بريزالوف بحنق شديد:" لقد نسيت الأمر وانت لازلت تذكره!"
فردد تشيرفياكوف فى نفسه :" ان تلك النظره الخبيثة فى عيناه تنم انه لم ينسى بعد" .
انه قانون الطبيعة لم أقصد أن ابلله يجب علي أنا أوضح الأمر له، وان لم يظن الآن سيظن فيما بعد ذلك.
عند عودته إلى المنزل أخبر تشيرفياكوف زوجته أنه أساء التصرف، وقص عليها الحدث ، تخوفت زوجته فى بادئ الأمر ولكن عندما علمت أنه ليس برئيس عمله نظرت إلى الأمر بإستخاف،
اخبرته:" كان يجب عليك الاعتذار حتى لا يظن أنك لا تعلم عن التصرف الائق فى الحياة الاجتماعية العامة".
اخبرها تشيرفياكوف أنه فعل ذلك .
" هذا كل مافى الأمر ..لقد اعتذرت بالفعل عن سوء تصرفى، لكنه تعامل مع الأمر بطريقة غريبة، لم ينطق كلمة واحدة ! لم يكن هنالك متسع من الوقت للكلام".
ففى اليوم التالى ارتدى تشيرفياكوف حُلة جديدة وصفف شعره جيدا ، وذهب إلى مكتب بريزالوف ، عندما دخل إلى مكتب بريزالوف وجد ثلاث أشخاص بالمكان يتوسطهم بريزالزف، وكان بريزالوف يستمع إلى أصحاب القضايا والحاجات ، بينما يستمع إليهم ، رفع رأسه ليستمع إلى تشيرفياكوف
فأردف قائلا:" أعذرنى سعادتك
بالأمس فى قاعة أرديانا ، ان كنت تتذكرنى
لقد عطست عن طريق الخطأ وبللتك دون قصد".
" يالتفاهات ماذا تريدنى أن افعل لك ؟ قالها بريزالوف موجها كلامه إلى زائره"
تشحب وجه تشيرفياكوف وفكر قائلا انه غاضب ياإلهى لن يتكلم الآن ، يجب أن أوضح له الأمر.
بعد أن انتهى بريزالوف من مخاطبة آخر زائر، اقترب منه تشيرفياكوف متمتما أرجو أن تقبلوا اعتذاراتى، وهذا من واقع شعورى بالأسى والندم، فأنا لم أقصد أن أبلل رأسك تلك الليلة.
اعتلى وجه بريزالوف نظرة غاضبة وأزاح بقوة تشيرفياكوف اللحوح فاتحا الباب متجها به للخارج.
ردد بريزالوف:" انك تسخر منى يا سيدى!"
أية سخرية تكمن هنا!؟ ردد تشيرفياكوف لا يوجد أى سخرية على الإطلاق!
أنه موظف كبير ومع ذلك يجد صعوبة فى فهم طريقتى للاعتذار، لن اعتذر لهذا المتغطرس مرة أخرى سأكتب له رسالة .ولن أذهب إليه مرة أخرى.
فكر تشيرفياكوف كثيرا وهو عائدا لمنزلة فى صياغة رسالة جيدة، وظل يفكر ويفكر كيف يكتب رساله ولكنه توصل إلى أنه سيذهب بالغد ليعتذر منه ويوضح الأمر.
فى الغد تمتم تشيرفياكوف :" لقد تجرأت على سيادتكم بالأمس وأزعجتكم ولكننى لم يكن بنيتى على الإطلاق أن أسخر منكم كما تفضلت سيادتكم وطعنتنى بهذا القول، لقد عطست عن طريق الخطأ ولم اقصد أن ..
قاطعه بريزالوف بصرخة، وارتعد وجهه وازداد حنقه قائلا :" اخرج من هنا!"
رد تشيرفياكوف:" ماذا! وتخدر جسده بالكامل.
ردد بريزالوف وهو يدق الأرض بقدميه اخرج من هنا!
شعر تشيرفياكوف بأن شئ ما يؤلمه فى معدته وأن أحشائه تتمزق ، وخرج إلى الباب وهو لا يرى ولا يسمع شيئا ، خرج إلى الشارع يجرجر قدميه ، وصل إلى منزله ودون أن يخلع عنه حُلته ، استلقى على كنبته .. ومات!!.