بهاء المري - نــُـور..

هُمومٌ كدُجَى الليل حلَّت
ولَون الرَّماد غلَّف الأجواء
وآمالٌ في هَدأة العًمر ولَّت
وغيمٌ في العيون كغَيم الشتاء
وضبابٌ جاثمٌ فوق الصدور
يُبدد الآمالَ يَكتُم الأنفاس
كأنَّ الأرض بَخلت بخُضرتها
أو ضَنَّت السماءُ بالماء
وما عادَ للأشياء رَونقها
ولا عاد في النفوس إباء
حتى الظلام ما عادت له رَهبة
ولا للضياءِ ضياء
****
وبينما كانت ظلالُ اليأس وارفةً
وجذوره في نَماء
والنفس حَيرَى بين عَواصفٍ وأنواء
لاح في الأُفْق نورٌ
جاء يَتهادى كبِنت شُعيبٍ
يمشى على استحياء
صافٍ صفاءَ الضياءِ
ونَقىٌّ كملائِك السماء
كالرُّبَى الخُضر يسرُّ الناظرينَ
رشيق الخطو كالظِباء
مُبهجًا كأزاهير الربيع
مُسعدًا كاللحن البديع كالغناء
سكنَ السويداءَ من القلب
وتمكَّن منه فَور اللقاء
هَدهَْدَ النفسَ طيَّب الخاطر أزاحَ عَناء
طرد َمن القلب هُمومَهُ
كما يَطرد الأشباحَ الضياء
ملأ الكونَ بَهجةً
بلغ السُرور عناء السماء
نشرَ في الكون عبيرًا
أعاد للحياة بهاء










تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...