مقتطف لا تحزن...

يا أيها الإنسان لا تحزن.....
إذا كنت مؤمنا بالله وتعلم أن لهذا الكون رب عادل رحيم، فلماذا تقلق ؟!
هل نظرت يوما في مرآة وتأملت نفسك، إنك المخلوق الأجمل والأروع في هذه الدنيا العظيمة، إنك الذي كرمك الله ومنحنك كل النعم والرعاية الكاملة، منذ لحظة ميلادك وحتى مماتك، الله أعزك وأكرمك وجعل الكون كله مسخرا لك، و بمقدار قربك من ربك تزداد قوة وسعادة، وتمتثل لك كل المخلوقات طائعة ملبية، لا تنس أنك خليفة الله في الأرض...
هذا الرب العظيم الذي يبسط لك رحمته ويسعد بك إذا أتيته طائعا، ومهما بلغت ذنوبك ،إذا تبت، وطلبت عفوه سيغفر لك ويسامحك.
إن الله يمنحك فرصة التوبة والرجوع ويقبل عليك فرحا بعودتك إلا أن تجحد به، الله رحيم رحمن ولكنه أيضا، عظيم عزيز، لن يقبل أن تجحد به وتنكره، أو تنكر فضله ونعمه عليك، فلا تكن جاحدا، مع الله أو حتى مخلوقاته، فتلك كارثة كبرى.
وإذا علمت أن كل شئ في هذا الكون بميزان فهل هذا لا يطمئنك، ويجعلك تهدأ بالا وتسلم أمرك لله وحده، وأنت موقن أنه لن يتخلى عنك، ألا يكفيك أن يكون الله معك، فلا تطع الشيطان واسجد لله واقترب.......
إذا ظلمت أو شعرت بالمرارة، يوما فاعلم أن الله لن يضيع حقك، إن الله لابد أن ينصر المظلوم ويتنقم من الظالم في الدنيا والآخرة.
رزقك سيأتيك فهو الرزاق الكريم، فهو الذي خلقك وبسير لك الحياة على الأرض....
هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (15) فسافروا حيث شئتم من أقطارها ، وترددوا في أقاليمها وأرجائها في أنواع المكاسب والتجارات ، واعلموا أن سعيكم لا يجدي عليكم شيئا ، إلا أن ييسره الله لكم ; ولهذا قال : ( وكلوا من رزقه ) فالسعي في السبب لا ينافي التوكل كما قال الإمام أحمد :
حدثنا أبو عبد الرحمن ، حدثنا حيوة ، أخبرني بكر بن عمرو أنه سمع عبد الله بن هبيرة يقول : إنه سمع أبا تميم الجيشاني يقول : إنه سمع عمر بن الخطاب يقول : إنه سمع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول : " لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله ، لرزقكم كما يرزق الطير ، تغدو خماصا وتروح بطانا " .
وإليه النشور أي : المرجع يوم القيامة
الق بالك علي الله ،ولا تجزع أو تهتز فهو الذي خلقك وخلق الكون كله، إذا كنت تخشي الشيطان فتذكر أن الذي خلقه هو الله ، وتذكر أنه قال إن كيد الشيطان كان ضعيفا.
وتذكر أن الشيطان نفسه يهابك ويعمل لك ألف حساب.
تذكر أن الشيطان لم يحتمل حقيقة، أنك أعظم مخلوق،و فيك من روح الخالق.
الشيطان أعمته الغيرة منك، ومزقه الكبر، فعصي ربه وتنازل عن مكانته، التي كانت عظيمة...
فقد كان إبليس يلقب بطاووس الملائكة، لشدة وقوة عبادته للرحمن، حتي أنه اقترب من الله وحظي بمنزلة كبرى لم يحظ بها أحد من الملائكة، مما جعل جبريل ذلك الملك العظيم، يبكي عليه حزنا، حين نازعته نفسه بالكبر والمعصية للخالق ،فرفض السجود لأبيك آدم ولم يمتثل لأمر الله .
إبليس كان يعلم أنه بعصيانه هذا، قد يفقد كل شيء، ولكن نفسه الأمارة بالسوء لم تستطع تقبل فكرة أن يخلق الله من هو أعلى منه ....
تذكر أنت، أنك سيد هذا الكون، وتذكر أن تشكر ربك وتدعوه سرا أو جهرا، فهو أعلم بك منك، لأنه خالقك الذي جعل لك الأرض ذلولا.
وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ ۖ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (13) أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14)
عليك أن تسعي في الأرض، وتعمر وتبني وتتعلم، وسيأتيك رزقك فلا تنتظر من أحد غير الله أن يصلح حالك، ويرحمك ويهديك، ولا تلجأ إلى الشيطان الضعيف، بل خاف من في السماء ولا تأمن أن ينزل بك العقاب، فما يعجزه ذلك إنما هي رحمة، ومحبة لمخلوقه الذي جعله خليفة له، و سيدا علي كل المخلوقات.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...