محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - لم يكن الأمر معقدا ابداً

لم يكن الأمر معقدا ابداً، كان يُناسب أمانينا الصغيرة كضفائر اغنية من رذاذ، مازلت تتساءلين عن موضع الخلل في النص، كان الخلل في الشاعر الذي كنته، الشاعر الذي يحاول دائماً ممازحة الاطراف الحادة للعواطف، كمحصن من الجرح
مازلت غير قادر على فهم دينامية هذه الجغرافية، هذه النكتة الثقيلة التي تُدعى سخرية القدر
بالأمس القريب كنا قادرين على عجن المساء، وكنا قادرين حتى على تقليد الخالق
فكنا نقول لعجينة المساء المطوية كذاكرة العائدين من الحرب (كن)
هكذا يستوي المساء لافعى لطيفة ويلتهم الأحزان البائته من طاولة الوطن المخصي
بالأمس القريب، وانا أعني بالأمس جميع الايام التي ابتلعها الغياب، الايام المصابة باورام التكرار الخبيثة
ربما تضحكين حين أقول أن هذا العالم فارغ، فارغ برغم الأحزمة العسكرية التي تدهس صغار الأمنيات، برغم الفريشة الذين يبيعون الزحام للعابرين ليشتروا يومهم، برغم الحكايات المخيفة عن الأرض والرب والجحيم المحتمل
لأن هذا العالم ليس به سوى انا وانت وآخرين، وانا هنا أشير إلى الآخرين كفرد، ذلك أن الآخرين هم الأشخاص الذين يجاورون فواجعنا هم الذين يضحكون على هذا الخبل
وهذا الضياع
ثم يواصلون ركضهم خلف آخرين قد يعنون لهم أكثر
هنا
في تمام المنفى الاختياري، ونحن نذبح الوقت للاضية، نذبح الصمت ، ونضمد صغار الذنوب بالخطايا الكبرى،. التلصص على نوافذ الغيب
والبحث عنا
هنا في تمام الفواجع، جرائم القتل التي نتناولها كما نتناول أخبار الطقس، رجل مزقه رصاص قادر، رجل فقد عقله ووقف يصدم رأسه بالجدار أمام أنظار صغار الخيبات
نتسلي بقصص عن الناجين من الموت بنصف كرامة
في هذا الخبل، وهذا الجنون الذي يسحبني نحو دهاليز مظلمة، عن وحشية هذا الآدمي مني
حين تضيق النوافذ وتقذفني الغرفة نحو التعري أمام سيل الذكريات، انزل نحو الكأس
لاتخيلك عارية تماماً حافية الوجه والذاكرة، ناعمة الحلم، نقية مثل ليل النبوءة
اتخيلك بذلك الصفاء
الصفاء الذي يكلفني أكثر من زجاجة، أكثر من نافذة، وأكثر من ضوء التغابي
عارية تماماً
تشيدين الصباحات في ليل الغُربة، تُهربين للفراش ألمُحاك باقطان من الإبر، تُهربين الطمأنينة والسلام
والقدر على البكاء
ربما ليس الوقت ملائما للكتابة، ربما هو الكأس يجعلنا أكثر هشاشة، ربما احتاج لزجاجة أخرى تجبرني على النوم


عزوز





تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...