هشام حربى - الــــرؤية..

ولقد رأيتكِ مرةً والقلبُ يضحكُ فى شعاعِ الشمسِ ، أبهى مِن تنزُّلِ قطرةِ المطرِ المعتّقِ
و التى حافظتُ أن تبقَى على كفَّىّ ألقيها على بعض الكتابة كى تعيد نداوةَ الحرفِ
، الحروف عيوننا ، والصوت تفصيل الملامح ، كلما أغمضتُ عينى زاد نورُ الوجهِ إشراقاً ، وصرتُ أخاف من سريان تحديقى ، أعالج منذ أن سرنا حريقى ، كنتُ أعرف ومضةَ القلب التى كانت تضيئ مسيرتى ، وبها نزلتُ الماءَ ألهث ماشيا والماء حولى بهجةٌ ، والسور من صدف اللآلئ حاجزٌ ينهارُ ، حين يشف لايصف ، العيون على طريقٍ صرتُ أعرف سمته بالوصف ، أقرأ كلما أغمضتُ عينى بسمةً جفتْ ، وأنفخُ فى بهاءٍ ذاهلٍ فيجيبنى باشارةٍ ، لألاحظ الزهرَ الذى يزوى ، وتلك خطيئة الأجيال حين تمر ، بينهما جدارٌ فاصلٌ لايبغيان ، أمر محتفظاً بكفكِ ، ربما تهب الحروفُ تلامساً ، ولعلنا من شدة الفيح اختلسنا نجمةً وعرفتُ أن طريقتى فى السير ومضٌ منك ، نقطع رحلةً لأرى بهاءَ الوجهِ ، تتبعنى السحابةُ تحملُ الوجهين حين نمثلُ المرئيَّ والرؤيا بنورٍ ، فى فضاءٍ قد عبرنا حاجز الإحراق ، وامتزج السحاب المخملى بدمعةِ الفرحِ التى ندّته ، قلتُ أراكِ منذ تبدلت كلُّ الحواسِ وصرتُ قلباً ذائباً ، وأراكِ تستمعين عزفَ القلبِ بالترتيلِ ، صرنا نبصرُ الرائى بفيضِ محبةٍ جمعَتْ غناء قلوبنا ، والآن نسمعُ فى الوصول يقول: أنت بساحة الرؤيا ترانى أجدلُ الأضدادَ ، هذا البحرُ آيةُ رحمتى وبه عقابى ، هذه الأنوارُ أقلبُ واوَها لترى عذابى ، أنتما ضدان أو نصفان تكتملان بى ، هانحن نبصر والعيون تكلمت من غير حرفٍ ، والأصابع قد تشير بقصدها ، ولمستُ كفكِ فاعترتنى رعدةٌ هي ما ستبقينى أميز لونَ أطيارٍ تغنى ، قيل أنك تقرئين نشيدها ، من لون أطيارٍ تجهزُ نفسها للشّى ّ، لاخوفٌ عليهم ، . ولاهم يحزنون .

هشام حربى



تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...