غياث المرزوق - هُنَاكَ، هُنَالِكَ بَعْدَ ٱلْسَّمَاءِ مَا بَعْدَ ٱلْأَخِيرَةِ -4- «اَلْاِتِّقَـادُ»

تَشَبَّثْ بِاتِّقَـادِكَ الشَّبَابِيِّ أَكْثَـرَ،
/... أَكْثَـرْ،
فَلَسَوْفَ تَعْلَمُ كَيْفَ يُجْدِيكَ نَفْعًا
حِينَ تَكْبَرْ!
سينيكا

(4)

– «اَلْاِتِّقَـادُ» –

/... وَهَا أَنْتُمْ،
وَهَا أَنْتُمْ بَعْدَ أَنْ نَهَضْتُمْ،
تُشْهِرُونَ عَلَى ذُؤَابَاتِكُمْ،
وَعَلَى امْتِدَادِ
رَايَاتِكُمْ،
تُشْهِرُونَ صُوَرًا بَيْضَاءَ،
سَاهِمَةً
/... مِمَّا تَبَقَّى
مِنَ بِلادِ الوَغَى وَالحِدَادِ،
لَيْسَ إِلَّاْ
تُشْهِرُونَ صُوَرًا خَضْرَاءَ،
هَائِمَةً
طَفِقَتْ تَسَّاقَطُ، جَمًّا، جَمًّا،
مِثْلَ أَوْرَاقِ
ٱلْدِّفْلَى

***

/... وَهَا أَنْتُمْ،
وَهَا أَنْتُمْ، بَعْدَ أَنْ نَهَضْتُمْ،
تَنْقُشُونَ عَلَى كُلٍّ مِنْ يُسْرَيَاتِ
خُدُودِهَا المِدَادْ
تَنْقُشُونَ،
غَيْرَ آبِهِينَ بِبَحْرٍ مِنْ سَوَادِ مَا
رَأَيْتُمْ مِنْ سَوَادْ
تَنْقُشُونَ،
مَا تَلَوْتُمْ مِمَّا تَيَسَّرَ، مِنْ آيِ الاِرْتِجَالاتِ
/... ٱلْأَثِيرَهْ
تَفْرُشُونَ مِنْ أَجْنُحِ القَطَا صَفًّا مِنْ ظِلالٍ
/... وَثِيرَهْ
وَتُؤَرِّشُونَ،
فِي رَأْسِ المَدَى المُدَمَّى، لَهَبًا
رَزِينًا
/...
وَهَا أَنْتُمْ، بَعْدَ أَنْ نَهَضْتُمْ،
/... تُقَيِّضُونَ
لِمَوطِئِ الشَّفَقِ الغَرْبِيِّ البَعِيدِ
قَرِينًا
وَتُقَوِّضُونَ آخِرَ أَعْشَاشِكُمْ،
عَلَى ذَاتِ الوَتِيرَهْ
/... تُقَوِّضُونَ،
وَقَدْ ضَاقَتْ بِكُمْ حَتَّى الحُدُودُ
مَا بَعْدَ المَرِيرَهْ

***

/... لَيْسَ لِأَرْوَاحِكُمْ تِيكُمْ سِوَى
أَنْ تَخْلَعَ أَجْسَادَهَا
/... خَلْعًا
لِكَيْ تَطِيرُوا عَصَافِيرَ لامَرْئِيَّةً
فِي سُدُمٍ غَرِيرَهْ
/...
وَلِكَيْ تَصِيرُوا عَلَى أُهْبَةِ الرَّفِيفِ
رَفًّـا شَفِيفًا
وَلِكَيْ تُحَلِّقُوا، بِلا هَدَفٍ أَوْ دَلِيلٍ،
وَإِنْ لَمْ يَكُنْ سِيمَاءُ الفَضَاءِ
/... نَظِيفًا
/... فَلْتَشُقُّوا مَعًا،
مَا اسْتَطَعْتُمْ، صَدْرَ الهَوَاءِ
شَقًّا حَصِيفًا
فَأَيْنَ، أَيْنَ، إِذَنْ،
تَطِيرُ العَصَافِيرُ بَعْدَ السَّمَاءِ
مَا بَعْدَ الأَخِيرَهْ؟
/...
أَيْنَ، إِذَنْ، تَطِيرُ
إِذَّاكَ، إِذَّاكَ،
/... بَعْـدَ
أَنْ يَجِلَ الأَصِيلُ

***

بروكسل،
شباط (فبراير) 2002

/ عن الحوار المتمدن

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...