أرى أنّ شمْسًا لا تــرانــي كفيفـــةٌ
وأنّي أراهـا وهـي مُصْفرة تجــري
لهـا مُسـتقَـرٌ في سمَاءٍ بعيـــــــــدةِ
ولـي مُستَقَـرٌّ كلّما هدّنـي سيْــــري
ولي ما لرُوحي حين روحي تقول لي
ستغفو على أمْرٍ وتُصبح فـي أمْــــرِ
وقد غربلتْ ذاتـي سنينًـــا طويلــــة
فما ألـْـفًتَ الغربالُ نفْسي بما يغري
وما زادني صمتي سوى ما أذاقنــــي من القلق المدفون في باطـــن الصَّدْرِ
تأوّهـتُ حتى ظـنّ حِبْــرِيَ أنّنـــــــى أضعْتُ رَوِيًّا كانَ يرقص في شِعْري
ولكنْ صراخي كان أوْسَعَ من فَمــي
فما زادني إلاّ ضجيجا غَزا فِـكْـري
وحين استبدتْ بي الثّواني ولم أجِــدْ
سوى طَمْيَ وقْتِ كاد يرْكُد فـي عُمْري
تمـدّدتُ فـي مـــاء تــدفــــّق مـن يـــديِ
فـما اغتسلتْ روحي ولم يكـتـمل طُهْري
كـأنّيَ فـــي الصحْـراءِ مُـهْــرٌ مُـشَـــرّدٌ
ولـمْ تنـشُر الصّـحْراءُ ظِلاًّ عـلى مُهْري
أنـا الرجُـلُ الظَّمْـآنُ لا مـاءَ فـي فَمِـــي ولكنّنـي أسْــقـي حيـاتـي مـن الـصّبْـــرِ
على قمْحةٍ للـنَّـمْـلِ أقْسمْـتُ أنَّـنِـــــــــي سأبقى صَـدِيقَ النّمْلِ ما امْتَدَّ بي عُمْري
وأجْعَلُ زَحْفَ الـدُّودِ رَمْـزًا لـرِحْـلَــــةٍ ألُوذُ بهـا مشْـيًـا ولـوْ طال بـي سـيـري
ولـي أمْـنِــيـاتٌ جـامـحــاتٌ لأنّـهــــــــا
تـلازِمُـني مُذُ كـنْتُ فـي مطـْلـَع العُمْـرِ
ولـكـنـّني أخـطـأْتُ لـمّـا تـرَكـْتُــــهــــــا
تـُغَرْبِـلُ نَبْض القلْب في الجَهر والسِّـرِّ
وأذْكُــرُ أنّــي مــنْ شـهــورٍ طـوِيـلـــةٍ
وقـد كـانَ فـي مَـدٍّ خـيـالي وفـي جَــزْرِ
رَسَـمْتُ حَنِـينَ الطّيْرِ فـي نـسْـمَة هَفَتْ فَطـار النّسيـمُ العَذْبُ فـي البـرّ والبـحْـر
ولِي عَطَشُ الفُسْفاطِ قدْ مَـصَّ مِـنْ أبِي
قُوَاهُ التـي انْهارتْ عَـلـى الكِلْسِ الصّخْرِ
ومَاجَتْ كلاب القهْـر حـوْلي فقُلت لـي
سـتَـعْـيَى ولكِنْ لنْ تـعـيشَ عـلـى قَـهْــرِ
وفـي كَـبِـدي مَـدّتْ بـلادي عُــروقَـهــا
أ فيهأ تُرى أمْ في عُـروقي دَمِي يَجْرِي؟
بأقْدامِـهــا أمْشـــيِ ومِـنْ نُـورِهـــا أرَى
وفـي تُـربِهـا كــفـَّايَ فـي البَـردْ والحَــرِّ
إذَنْ .. سَوْفَ أُخْفي ما جَرى غَيّـرَ أنّنِي
سـأذْكُـــرُ هـذي الأمُّ مَيْمُـونَـةَ الذِّكْـــــرِ
محمد عمار شعابنية
المتلوي في 20 سبتمبر 2021
وأنّي أراهـا وهـي مُصْفرة تجــري
لهـا مُسـتقَـرٌ في سمَاءٍ بعيـــــــــدةِ
ولـي مُستَقَـرٌّ كلّما هدّنـي سيْــــري
ولي ما لرُوحي حين روحي تقول لي
ستغفو على أمْرٍ وتُصبح فـي أمْــــرِ
وقد غربلتْ ذاتـي سنينًـــا طويلــــة
فما ألـْـفًتَ الغربالُ نفْسي بما يغري
وما زادني صمتي سوى ما أذاقنــــي من القلق المدفون في باطـــن الصَّدْرِ
تأوّهـتُ حتى ظـنّ حِبْــرِيَ أنّنـــــــى أضعْتُ رَوِيًّا كانَ يرقص في شِعْري
ولكنْ صراخي كان أوْسَعَ من فَمــي
فما زادني إلاّ ضجيجا غَزا فِـكْـري
وحين استبدتْ بي الثّواني ولم أجِــدْ
سوى طَمْيَ وقْتِ كاد يرْكُد فـي عُمْري
تمـدّدتُ فـي مـــاء تــدفــــّق مـن يـــديِ
فـما اغتسلتْ روحي ولم يكـتـمل طُهْري
كـأنّيَ فـــي الصحْـراءِ مُـهْــرٌ مُـشَـــرّدٌ
ولـمْ تنـشُر الصّـحْراءُ ظِلاًّ عـلى مُهْري
أنـا الرجُـلُ الظَّمْـآنُ لا مـاءَ فـي فَمِـــي ولكنّنـي أسْــقـي حيـاتـي مـن الـصّبْـــرِ
على قمْحةٍ للـنَّـمْـلِ أقْسمْـتُ أنَّـنِـــــــــي سأبقى صَـدِيقَ النّمْلِ ما امْتَدَّ بي عُمْري
وأجْعَلُ زَحْفَ الـدُّودِ رَمْـزًا لـرِحْـلَــــةٍ ألُوذُ بهـا مشْـيًـا ولـوْ طال بـي سـيـري
ولـي أمْـنِــيـاتٌ جـامـحــاتٌ لأنّـهــــــــا
تـلازِمُـني مُذُ كـنْتُ فـي مطـْلـَع العُمْـرِ
ولـكـنـّني أخـطـأْتُ لـمّـا تـرَكـْتُــــهــــــا
تـُغَرْبِـلُ نَبْض القلْب في الجَهر والسِّـرِّ
وأذْكُــرُ أنّــي مــنْ شـهــورٍ طـوِيـلـــةٍ
وقـد كـانَ فـي مَـدٍّ خـيـالي وفـي جَــزْرِ
رَسَـمْتُ حَنِـينَ الطّيْرِ فـي نـسْـمَة هَفَتْ فَطـار النّسيـمُ العَذْبُ فـي البـرّ والبـحْـر
ولِي عَطَشُ الفُسْفاطِ قدْ مَـصَّ مِـنْ أبِي
قُوَاهُ التـي انْهارتْ عَـلـى الكِلْسِ الصّخْرِ
ومَاجَتْ كلاب القهْـر حـوْلي فقُلت لـي
سـتَـعْـيَى ولكِنْ لنْ تـعـيشَ عـلـى قَـهْــرِ
وفـي كَـبِـدي مَـدّتْ بـلادي عُــروقَـهــا
أ فيهأ تُرى أمْ في عُـروقي دَمِي يَجْرِي؟
بأقْدامِـهــا أمْشـــيِ ومِـنْ نُـورِهـــا أرَى
وفـي تُـربِهـا كــفـَّايَ فـي البَـردْ والحَــرِّ
إذَنْ .. سَوْفَ أُخْفي ما جَرى غَيّـرَ أنّنِي
سـأذْكُـــرُ هـذي الأمُّ مَيْمُـونَـةَ الذِّكْـــــرِ
محمد عمار شعابنية
المتلوي في 20 سبتمبر 2021