على غيْر عادته نَهض الجنرالُ الموقّرُ في زيّه المدنيّ
بدا زاهيا نافشا ريشه يتحفّز مستنفرا للقتال
بيمناه مصحفه القدسي
بيسراه سيف كأفعى يفحّ ويسطع كالبرق قطعا
لكل الرقاب من العابرين الظلال
وفي فمه بين أنيابه علكة من دم الله
قال لكل المسوخ عفاريته نخبة الجند
للخصي والوأد عند الزوال
بعيد الصلاة قبيل الذهاب إلى الصيد
لابد لي من تفقّد شعبي فمنذ اعتليت
سلالم أكتافه سدة العرش
ماعاد يسعفني الوقت حتى ولو نفسا لأفكّر أو لأذكّر
......
......
......
في الشارع المتبرج كالبرتقالة، حلّ بموكبه الفخم
صحبة حاشية من زبانية
برؤوس خنازير لائقة
أن تدقّ على العتبات بشتى النعال
ولكنّه لمْ يجدْ شبَحًا واحدا ليحييّه أوْ فرْقعاتٍ نحاسيّة
أوْ أيادٍ من الشرفات ملوّحة بالمناديل بيضاء
تمْتم في سرّه سائلا ًنفْسَه أيْنَ شعبي
وأيْن الحشودُ التي بايعتْني الولايةَ
بالدّم بالرّوح نفْديك
حوّم أبْعدَ في جرْحه النرْجسِي
فمنْ بالأهازيج والرقصْ والإبتهال يتوّجُ
لاشكّ بالرّجم والركْلِ واللّعناتِ سيخلعُ
ثمّ تحسّس ربْقة مشْنقةٍ حوْلَ رقْبتهِ تتدلّى
فهشّ على المشْهد الأوُبراليّ داخل هامته بيديْه
نضَا ربطة العنق المخمليّةَ كالقبْرِ ضَاقتْ
وظلّ يُحمْلقُ كالصقْر فِي الشّارع القفْرِ
في شارع لا يكفُّ عن الليلِ عند الظهيرة يطفرُ
بالوحل في كنف الحمْدِ ...
لمْ يبْصر الشمْسَ،
لمْ يبْصرَ السّحب البيض
لمْ يبْصر الأفق البرْتقاليّ
لمْ يبْصر الربّ والوكلاءَ الشياطين
لمْ يبْصر النخْل والزهْر والنحْل
لم يبْصر السّاسة القيْءَ
لم يبصر العابرين ولا الجالسين
ولا الطالبات الفراشات، لم يبصر المقعدين ولا المعدمين
يمدّون راحاتهم للسّماء التي ليس تمطر
ولم يبصر العاطلين ولا الكادحين
ولا اللافتات مرصعة بالبنفسج
كانت جميع الدكاكين مغلقة والمطاعم مغلقة
والمساجد مغلقة و الفنادق مغلقة،
والمدارس مغلقة والمواخير مغلقة،
كل شيء هنا عند حضرته الآن
في وحشة مغلق ماعدا مقلتاه
فلا باعة الثوم والبيض، لا باعة الورد
لا باعة الأرض، لا باعة الخمر،
لا باعة العرض، لا باعة الله، لا باعة التبغ واليانصيب
ولا بائعات الحليب
كأنّ بكامله الشارع الآن مقبرة
قاعة السينما، حانة الكون والمسْرح البلدي
المقاهي ،المحطات،نزل الهناء وكل الحدائق
والواجهات الفسيحة رافلة في السواد
وخاوية كلها من دبيب الخطى ،من وفاض الحياة
فأوْمأ في حنقٍ يسْألُ القطنيين الطواويسَ منْ حوْله
أين شعْبي
كما كنتُ أوْصيْتنا سيّدي
جلّهم في منافيك طبْعا
منافيّ
عفوا فراديسك المشتهاة
وأين البقية
قد هاجروا هاربين
إلى أين أين
إلى جنة الأرض روما
فأشعل غليونه وارتقى درج المسرح البلدي
ليخطب عبر مكبر صوت على الغائبين
لك المجد يا شعبنا التّونسي المفدّى
لك المجد من طبع معدنك التضحيات الجسام
ركبت المنية عبر القوارب زحفا إلى قلعة الروم
لاشك، لاشك، ثأرًا لقرطاج
ثأرا لفارسنا حنّبعل العظيم
https://www.facebook.com/saber.arabi.7/posts/6120720648000853
بدا زاهيا نافشا ريشه يتحفّز مستنفرا للقتال
بيمناه مصحفه القدسي
بيسراه سيف كأفعى يفحّ ويسطع كالبرق قطعا
لكل الرقاب من العابرين الظلال
وفي فمه بين أنيابه علكة من دم الله
قال لكل المسوخ عفاريته نخبة الجند
للخصي والوأد عند الزوال
بعيد الصلاة قبيل الذهاب إلى الصيد
لابد لي من تفقّد شعبي فمنذ اعتليت
سلالم أكتافه سدة العرش
ماعاد يسعفني الوقت حتى ولو نفسا لأفكّر أو لأذكّر
......
......
......
في الشارع المتبرج كالبرتقالة، حلّ بموكبه الفخم
صحبة حاشية من زبانية
برؤوس خنازير لائقة
أن تدقّ على العتبات بشتى النعال
ولكنّه لمْ يجدْ شبَحًا واحدا ليحييّه أوْ فرْقعاتٍ نحاسيّة
أوْ أيادٍ من الشرفات ملوّحة بالمناديل بيضاء
تمْتم في سرّه سائلا ًنفْسَه أيْنَ شعبي
وأيْن الحشودُ التي بايعتْني الولايةَ
بالدّم بالرّوح نفْديك
حوّم أبْعدَ في جرْحه النرْجسِي
فمنْ بالأهازيج والرقصْ والإبتهال يتوّجُ
لاشكّ بالرّجم والركْلِ واللّعناتِ سيخلعُ
ثمّ تحسّس ربْقة مشْنقةٍ حوْلَ رقْبتهِ تتدلّى
فهشّ على المشْهد الأوُبراليّ داخل هامته بيديْه
نضَا ربطة العنق المخمليّةَ كالقبْرِ ضَاقتْ
وظلّ يُحمْلقُ كالصقْر فِي الشّارع القفْرِ
في شارع لا يكفُّ عن الليلِ عند الظهيرة يطفرُ
بالوحل في كنف الحمْدِ ...
لمْ يبْصر الشمْسَ،
لمْ يبْصرَ السّحب البيض
لمْ يبْصر الأفق البرْتقاليّ
لمْ يبْصر الربّ والوكلاءَ الشياطين
لمْ يبْصر النخْل والزهْر والنحْل
لم يبْصر السّاسة القيْءَ
لم يبصر العابرين ولا الجالسين
ولا الطالبات الفراشات، لم يبصر المقعدين ولا المعدمين
يمدّون راحاتهم للسّماء التي ليس تمطر
ولم يبصر العاطلين ولا الكادحين
ولا اللافتات مرصعة بالبنفسج
كانت جميع الدكاكين مغلقة والمطاعم مغلقة
والمساجد مغلقة و الفنادق مغلقة،
والمدارس مغلقة والمواخير مغلقة،
كل شيء هنا عند حضرته الآن
في وحشة مغلق ماعدا مقلتاه
فلا باعة الثوم والبيض، لا باعة الورد
لا باعة الأرض، لا باعة الخمر،
لا باعة العرض، لا باعة الله، لا باعة التبغ واليانصيب
ولا بائعات الحليب
كأنّ بكامله الشارع الآن مقبرة
قاعة السينما، حانة الكون والمسْرح البلدي
المقاهي ،المحطات،نزل الهناء وكل الحدائق
والواجهات الفسيحة رافلة في السواد
وخاوية كلها من دبيب الخطى ،من وفاض الحياة
فأوْمأ في حنقٍ يسْألُ القطنيين الطواويسَ منْ حوْله
أين شعْبي
كما كنتُ أوْصيْتنا سيّدي
جلّهم في منافيك طبْعا
منافيّ
عفوا فراديسك المشتهاة
وأين البقية
قد هاجروا هاربين
إلى أين أين
إلى جنة الأرض روما
فأشعل غليونه وارتقى درج المسرح البلدي
ليخطب عبر مكبر صوت على الغائبين
لك المجد يا شعبنا التّونسي المفدّى
لك المجد من طبع معدنك التضحيات الجسام
ركبت المنية عبر القوارب زحفا إلى قلعة الروم
لاشك، لاشك، ثأرًا لقرطاج
ثأرا لفارسنا حنّبعل العظيم
https://www.facebook.com/saber.arabi.7/posts/6120720648000853