محمد عمار شعابنية - يَـدُ المــاء.. شعر

يَدُ المَاءِ لا تُمْسِكُ المَاءَ
إذْ يُسْكَبُ
عَلى عَطَشٍ في التُّرابْ
فَـيُحْيـي عِظَامَ اليـبَابْ
وَيْفْتَحُ أفْوَاهَ مَن ظَمِئُوا للشّرابْ ..
يَدُ المَاءِ إنْ غُرْغِرَ الماءُ في الأرضِ
تَطْلُبُ مِنْهُ المَزِيدْ
لِيَـبْـقى لَها وهْـبـُهَـا دُونَ حَدٍّ
لأوْدِيَّةٍ وسُدودٍ
وللعُشْبِ ..
والشّجَرِ
وللزّرْعِ ..
والضَّرْع ..
والحشراتِ الضّعيفةِ ..
والطَّيْرِ..
والحيواناتِ..
والبَشَرِ..
ولِي .. ثُمّ لِـي
وكَمْ مَـرّةٍ حينَ أطْلُبُ شُرْبًا
يُحًرِّكُ أوْرِدَتِي وعُروقي
فَـيَـبْـتَـلُّ للارْتِوَاء المُقًدّسِ رِيقِي
أرَى كَفّـها جَـدْوَلاً سَـلْسَـبِـيــلاً
يُـرَافِـقُـنِي فـي طَرِيـقـي
وَيزْدَادُ مِـنْ خُضْرَة فِي حَـدِيـقَـةِ بَـيْـتِـيَ
دًفْـقـًا وَقُـرْبًـا
وهَـا أنّهـا الآنَ عَنْها
تَشُحُّ المجَارِي
ويَهْرِبُ مِنْ كَفِّها المَطَـرُ
ويَنْزحُ نِيـلٌ ويـنْـأى فُـراتْ
ويَجْرَحُ صَدْرَ السَّحَابِ الدّخَـانْ
وتَـبْـلى الحيَاةْ
كأنْ مَوعِدٌ للقِيَامَة آنْ
فأسْألُ خارِطَةَ الأرْضِ عَمَّا سَيَأتي
فأسْقُطُ مُرْتَبِكًـا وَكَـئِـيـبْ
وفي كلِّ حالاتِ ذاتي
ووضْعي الغَرِيبْ
أرَى قَدَري زَاحْفًا مِثْلَ أفْـعَـى
على جَبَلٍ مِنْ جَلِيـدٍ ونَـارْ
فَـلا هُوَّ يُطْفِـئُـها
ولا هِيَّ تُلْقِي عَلَيْهِ اللظى لِيَذُوبْ
وفي حالَتَيْنِ اثْنَتَيْنْ
أراني ضحوكًا كَصُبْحِ الشَّمالْ
عَبُوسًا كَليْلِ الجَنُوبْ
وَمُنْفَعِلاً أنْتَظِرْ
فَـفَـدْ تَـتَـراءى يَـدُ الـمـاءِ
تـنْـشُـرُ مـاءً عـلى جَسـدي
وَتَـرْمِـي أصَـابِـعَهـا فـي يـدِي
ويَزْكُـو انْـهِـمارُ المَـطَـرْ.

محمد عمار شعابنية
المتلوي في 9 أكتوبر 2021

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...