مصطفى البحري - حين أودعه يبلع مائدة المقهى

أحيانا
أحتاج إلى كائن لا يجيد
الكلام
كائن حين
أصرخ في وجهه

يكتفي برفع
حاجبه الأيسر
فقط

وحين أشكره
عن فنجان بُنِّهِ اللذيذ
يكتفي
برفع قبعته
فقط

وحين أودعه
يبلع مائدة المقهى
دفعة واحده

قررت أن أغمض فمي
تماما
وأن أكتفي بالقفز
مثل ضفدع
من السرير
إلى المطبخ
ومن النافذة
إلى الشارع
ومن كتف شرطي المرور
إلى مكتب مديره
فمي مُغْمَضٌ تماما
وسبابتي
تنظم المرور
و تشير إلى قمر جائع يأكل
رأس طفلة
في الشارع المقابل
ولص بربطة
يتأبط مستشفى
ويمشي مسرعا في اتجاه مجهول



أنا الآن في حل
من
كل نواميس القبيلة
تركت لساني
تحت سريري
وقفزت
وحشدت كل أصابعي العشرين
كي
أشير إلى شيء ما هناك
أشير
يتجمع الناس حولي
تكبر الدائرة
يرفعون أصابعهم العشرين
يشيرون حيث أشير
يشيرون وأشير
نشير إلى شيء ما
هناك


أنا الآن والناس الطيبون
في حل من كل نواميس القبيلة
نحن في حل من كل النواميس
نتقافز مثل ضفادع برية
يجمعنا الحزن
و الثأر
يجمعنا معطف الشمس الأسيل
وأصابعنا العشرون
نتبادل
أعضاءنا مثلما نتبادل التحايا
نبني طرقا أخرى
وبيوتا
تليق بحزننا
و نزرع أشجارا على ظهورنا
مثل نخل الباهاماس
ونعلق أجراسا
تدل علينا كلما توغلنا في زجاج المستحيل
نحن الآن في حِلٍّ
من نواميس اللغة
لغة لا تشبهنا
نتقافز
والسبابات تشير
إلى
كائنات لا نعرفها
تفر منا
كلما اقتربنا
تفر خارج قوس الضوء
تفر
ونحن نشير
بكل أصابعنا العشرين
تفر
ونحن
في حل
من
كل النواميس

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...