مصطفى البحري

[ "على العتبة أَحذية الندَّاب، وجوه المعزين تُزيِّن الصالة وأَنت أَيها الميت ترقد بكل بساطة على ظهرك وتختصر الكون ] سرگون بولص ________________________________________ البحري @ المصطفى جلست في المقهى إلى رجل غريب ، غريب جدا في عينيه حدائق غريبة كان متعبا فتح كيسا كبيرا ؛ رأيت أطفالا...
3 _ الدائرة رسمت دائرة تتسع لي ولشتلة صغيرة على كفي جلست على كرسي دوار وسط الدائره صارت الشتلةُ شجره الكرسيُّ الدوار يدور والأرض تدور الدائرة تضيق وأنا أغوص في الكرسي الشجرةُ تتمدد إلى الأعلى وتُعِدُّ مجانا أسِرَّتها لطيور لا تعرف شيئا عن الدائره وعني تمنيت أن أكون عموديا مثل الشجره عكس...
في مقبرة المدينة تعبت من حمل بيتي على رأسي تعبت من ضجيج الأشجار والشبابيك أصدقائي الجدد أصدقائي الموتى ودودون جدا أنام كل ليلة في مقبرة المدينة الموتى أكثر هدوءا ربما لأنهم خبروا الحياة كثيرا بعد منتصف الليل يخرجون يحيونني واحدا واحدا الموتى أكثر حرية ينامون وقت ما يشاؤون يقلمون أظافرهم وقت ما...
من الشرفة أعلى البيت أرى عمود كهرباء أسفلَه رجل متعب يُدلي العمود قبعة خوص فوق رأسه في الرصيف المقابل عازف كمان الرجل المتعب ينام تحت قبعة الخوص وتحت إيقاع الكمان من فمه المفتوح تطير أسراب فراشات ( العمود وعازف الكمان يتبادلان شارة النصر ) الرجل المتعب بقبعة الخوص متأبطا شجرة يركض في...
18 _ ألبس غابة أشجار بعد موتي مباشرة : سأحول جلدي إلى ما يشبه الحانة الكبرى من كل ذرة في جسدي المنهك ستسيل آلاف الأنهار سأستمر طويلا وسأُعَلِّم الأشجار لغتي سأضع أصابعي على الرصيف كي تشير إلي وأنا أسافر عميقا خلف غابة الظلال _____ التي...
هذه الريح التي تُطوِّح بي دون هوادة هذه الريح بلا رائحة بلا شكل بلا عواطف تُطوِّح بي في فنجان قهوة المساء وانا أتعثر بما يشبه حجرا هذه الريح ربما ..... قصيدة أخرى _____ كلما توسلت مطر عينيك من غيمة أعلى شرفتي الموغلة في المواء تمطرني الغربة يمطرني شراع الماء ليتك الآن مثلما تخيلتك نورسة...
ربما لن يكون أمرا سخيفا أن أتجرد من كل ملامحي تماما مثل عجين بائت وأنا أحَيِّي مواكب الجرذان وهي تغزو غرفتي المبعثرة ماذا يمنعني الآن أن أنضم إلى فرقة الجرذان وهي تغزو شوارع المدينة بحثا عن ملامحي التي تخليت عنها قبل قليل *** أصابعي تجيد العزف على بيانو جارتي الفرنسية كنت أسأل نفسي دائما...
الحراس المدججون بالسلاح أمام البوابة لا ينتبهون للعصافير التي تدخل وتخرج من كوة أعلى المخفر العصافير تحمل في مناقيرها أشياء لا يفهمها الجنود المدججون العصافير التي تفرد أجنحتها وقبعاتها تحمل سلام النهر للموقوف الوحيد في الزنزانة المنفرده
في طبق اللحم الشرقي في مطعم لابازا أشلاء طفل بتوابل هندية وأصابع صغيرة وحزن قديم في طبق السلاطة تحت وريقة خس حلمتان خضراوان وحقل كراث أنا وصديقتي الفرنسية لا نحب اللحم الشرقي بتوابل المولوتوف اعتذرنا لنادل الفندق الأنيق ذي الشارب الكث كانت صديقتي تتابع عبر زجاج الفندق فراشتين لازورديتين...
كلاب الكفيفة من ثلاثة أركان يضرب الاعصار المحطة الموغلة في القدم حيث الأشجار المسودة أغصانها لفرط السأم تراقب الطريق الموحل مفتوحا لثلاثة كلاب تتودد لآمراة كفيفة فقدت أبناءها في الحرب الأخيرة. محمد تركي النصار شاعر عراقي جمالية لغتنا العربية تكمن في تمرين الحذف التركيبي الذي يتيح للغة...
جاري مضرب عن الكلام يقضي وقتا طويلا في كتابة أزهاره في حديقته الصغيرة يجلس طويلا إلى قطته يعلمها مبادئ الاندماج في مجتمع النمل جاري يعشق قهوة الصباح على أريكة الوقت ويحب أن يقرأ صفحة الماء كل مساء جاري وحيد في بيت بلا باب ولا أولاد جاري بلا ملامح ولا تاريخ ميلاد جاري لا يرد السلام ويسرح بعينيه...
ستأتي كعادتها مثقلة بالأعذار البحري المصطفى كان عليَّ أن أنتظر قليلا .... الجو بارد في الحديقة المساء يقترب من كرسيَّ الحجريِّ مثل زائر ثقيل هناك قرب بركة الحديقة عاشقان يتبادلان أشلاءهما : يدا مقابل يد شفة مقابل شفة قلبا مقابل وردة خلفهما سيدتان تتبادلان...
أحيانا أحتاج إلى كائن لا يجيد الكلام كائن حين أصرخ في وجهه يكتفي برفع حاجبه الأيسر فقط وحين أشكره عن فنجان بُنِّهِ اللذيذ يكتفي برفع قبعته فقط وحين أودعه يبلع مائدة المقهى دفعة واحده قررت أن أغمض فمي تماما وأن أكتفي بالقفز مثل ضفدع من السرير إلى المطبخ ومن النافذة إلى الشارع ومن كتف شرطي...
السور حولي عال جدا يحجب عني كل النساء وكل الطيور وأوراق المطر يسير أمامي كلما توجهت نحو نجمة البحر السور حولي عال جدا يداي لا تصلان إلى قبعته أمس وأنا أسير بمحاذاة جثتي كان السور يحجب عني وجهها المطلي بالطين ويفتح دون أن يدري يفتح في رأسي طريقا إلى خارج جثتي عبرت وأنا أخاتله عبرت مسرعا تركت جثتي...
أستيقظ من حلمي متأخرا أجد غرفتي ملأى بسراطين البحر أفرك عيني جيدا أرى البحر على أريكتي مستلقيا أمرر يدي على فروته يحرر من فمه مئات النوارس هذا البحر ودود مثل ( ميلاو ) قطتي يدخل جيب سترتي وينام .

هذا الملف

نصوص
32
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى