أحمد القطيب - تَرَجّلْتَ فارِساً.. "من شعر الإخوانيات" (بحر الطويل محذوف الضرب)

مررت بجوار كلية (ابن زهر) عشاءَ ليلةِ الخميس، فكانت هذه الأبياتُ وقفة للذكرى ،وتحيةً منّي لأساتذتي الأفاضل..وتهنئةً لأستاذ الأجيال الدكتور (صالح أزوكاي) بمناسبة تقاعده.

مَرَرْتُ عِشاءً "بِابْــنِ زُهْـــــرٍ"لِمَأْرَبٍ = وَقَـدْ أَذَّنَ اللَّيْـــــلُ الْبَهيــمُ أَذانا
فَلَـــمْ أَرَ أُنْــــسَ الطّالِبيـــــنَ جِوارَها= كَأَمْـسِ حِذاءَ الْبابِ..جَـلَّ زَمانا !
وَكَيْفَ أَرى وَالْعَيْنُ في اللَّيْلِ لا تَـرى= سِوى نَخْلِها الْمُخْضَلِّ طالَ،وَبانا
رَنَوْتُ إلى الشُّبّاكِ يَسْبِـــكُ بابَـــــها = وَكَــمْ ذالَ فَتْحـــاً لِلْمُريـدِ ولانا !
فَلَمّا رَمــى طَيْفُ التَّذَكُّــرِ لَمْحَـــــهُ = تَمَثَّلَ لي بابُ "ابْنِ زُهْـــرٍ" عِيانا
فَأَبْصَرْتُ نَفْسي في خَميلِ نَباتِـــها = أَمُــدُّ الْخُطـــى نَحْـوَ الْمُـدَرَّجِ آنا
أَوَأذْرَعُ في مَشْيي أَجوسُ خِلالَهـــا = أَوَ أسْمَعُ مِنْ شَيْخي.. يَبُثُّ بَيانا
وَأَنْظُرُني نَحْــوَ (الْخِزانَــةِ) سابِحــاً = أَغوصُ على دُرٍّ، وَاُحْصي جُمـانا
حَلَمْتُ ،وَلِلْيَقْظانِ حُلْـــمٌ بِلا كـــرىً، = بِمَأْدُبَـــــةٍ جُلّــــى ؛ قِــرىً وَلِـبانا
فَيا حَبَّذا مَنْ أَوْلَمَ الْحَرْفَ مَطْعَمـــاً = وَأَرْوى عِطاشَ الْعِلْمِ حيـنَ سَقانا
فَأَبْطَأْتُ سَيْـــري وَالْمُحَـــــرِّكُ هادِرٌ=وَعَيْني تَرى خَلْـفَ الزُّجاجِ صَـدانا
فَقُلْتُ سَلاماً يا "ابْنَ زُهْرٍ" مُبَلَّغــــاً =إلى كُلِّ شَيْـــخٍ ،كَالصَّــدى يَتَدانى
ذَكَرْتُ ابْنَ زُهْرٍ،مــــا ذَكَــرْتُ بِناءَها=وَهَــــلْ تَلْفِـتُ الْجُدْرانُ قَــطُّ بَنانا ؟!
وَلكِـــــنَّ إِلْفَ الدّارِ يُعْــزى لِأَهْلِـــها = حُلــــــولاً وَظَعْـــناً..إِذْ يَبُثُّ حَنانا
فَقُلْتُ لَها هَـــلْ تَذْكُريــــــنَ وِدادَنا = أَمَ أنْساكِ طولُ النَّأْيِ حَبْلَ عُـرانا ؟
كَمَ أسْنَدْتُ في ظِلِّ الْفِناءِ دُرَيْجَتي=فَتُلْفي بِحُضْنِ السّورِ مِنْــكِ أَمانا !
ذَكَرْتُ شُيوخي ثَمَّ، فَانْتَعَشَ الرِّضا= وَضَوَّعَـتِ الذِّكْـــــرى بِشَوْقِ لُقانا
فَذاكَ الْحَفيضي كانَ خِلَّ ابْنِ مالِكٍ= وَأَلْبَسَ "ضاداً" حِلْيَــــــةً وَجِـنانا
وَذاالشّايِبُ الْمَحْبوبُ يَقْضي بِمَنْهَجٍ=وَيَعْدِلُ فـي إِرْثِ النُّصوصِ ضَمانا
وَأَذْكُرُ 'خَطّابي'،وَأَذْكُـــرُ "بَلْبُـــلاً" =وَأَذْكُرُ مَوْتَ'الْماكِـــــــــرِيِّ'شَجــانا
وَذلِكُمُ الرّاضي رَضينا بِسَمْتِــــــهِ = يَضُمُّ إلى الْعِلْــــمِ التَّواضُــــعَ زانا
وَلَمْ أَنْسَ فَضْلَ الطّاهري وَحُنُـوَّها= تَبَسَّــــمُ في وَجْـــــهِ الْحَيِيِّ حَنانا
وَأَذْكُرُ في الْأَفْذاذِ 'صالِحَنا'الَّـــذي= تَكَحَّـــلَ رِمْشُ الضّـادِ مِنْـــــهُ بَيانا
أَزوكايُ نِعْمَ الشَّيْخُ في حِلَقِ الْجَدا=تُحيــــطُ بِـكَ الْآلافُ تُعْليــكَ شانا
تَقاعَدْتَ بَعْدَ الْحَزْمِ وَالْجودِ وَالنّدى=وَقَدْ كُنْتَ في الْعَطْفِ الْجَميلِ أَبانا
وهذي ابْنُ زُهْرٍ في وُشاحِ سَوادِها =تُغالِـــــــبُ بَيْناً قَـــدْ أَحَــــدَّ سِنانا
فَأَنْتَ لَها رُكْنٌ وَخَلَّفْــــــتَ ظاعِنـاً، =ثَلاثَـــــــةَ أَرْكـــانٍ ،فَكُنْــــتَ رِهانا
تَرَجَّلْتَ عَنْ صَهْواتِ خَيْلِكَ ساعَـةً =وَفي الْكَفِّ سَيْفٌ ما يَزالُ مُصـــانا


19/06/2020
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الأسماء المحتفى بها في القصيدة تخص الأساتذة الأفاضل :
-الدكتور صالح أزوكاي أستاذ الأدب القديم والنقد والمصطلحية.
-الدكتور ''حفيضي محمد ''أستاذ النحو واللسانيات
-الدكتور ''شايب أحمد'' أستاذ المناهج والنقد والأدب المغربي ...
-الدكتور "خطابي محمد" أستاذ النقد الحديث والترجمة ولسانيات الخطاب
-الدكتور ''بلبول محمد'' أستاذ اللسانيات وفقه اللغة
- الأستاذ المرحوم ''محمد الماكري'' أستاذ السيميائيات
-الدكتورة ''بديعة الطاهري'' أستاذة الروايةوالنقد
-الدكتور الراضي اليزيد أستاذ الأدب المغربي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...