ميرفت الخزاعي - بيتُ الدمى..

اعتادتْ دُمى الخزانة الخشبية في مكتبه طقوسَ سهراته الليلية ، تصطفُ العرائسُ المختلفةَ الاشكال والاحجام فوق رفوفها ، ينظرن بعيــنِ الفضول والترقب .
تضجُ الخزانة حالما يقتربُ منها ، فيخيل لك بأن الدمى حية.
كل واحـدةٍ منهن تحاولُ ابرازَ مفاتنها بإطلاق موسيقى او أغاني تم تسجيلها ووضـعها بأقراص داخلَ هياكلهن المصنوعة من الخشب ، البلاستك ، الزجاج ، القماش والخـــزف.
ينتقي احداهن لتشاركهُ متعةَ المطالعة ، يداعبُ شعرها بأصابع احدى يديه فيما تقلب اصابعُ اليد الأخرى صفحاتِ الكتاب.
احيانا يستغرقُ في النوم وهو على الاريكة ، فتغرقُ الدمية والكتاب بحضنه.
بعد انتهاءِ السهرة يسرعن نحو الدميةِ المحظوظة ، يُحطنها ، يتلمسنها املا في ارتشاف بقايا عطره و يتحسسنن دفء اصابعه على جسدها واطرافها.
بعد وصول تلك الدمية الذكية التي اهداها له صديق يقطنُ احـــــدى الدول الاوربية ، صار لا يجالسُ غيرها.
اقتربن من محظيته ، ماهو سركِ ، لماذا يفضلكِ علينا ؟!
حاولن تجريدها من ثيابها ، ضغطت احداهن على زرٍ في ظهرها فاطلقتْ تنهيدة ، تراجعنَّ للوراء ثم اغلقن باب الخزانة بهدوء، شعرتْ بالغيـــــرة تطوقها والحسد والحقد يخنقانها ارادتِ الفرار من بين اياديهن فتبعنهــــــا كقطيع الذئاب ، تمايلت الخزانة واحدثْ سقوطها جلبةً قوية جعلته يفزُ من نومه ، اشعلَ المصباح فبانت اجزاءُ الدمى المتناثرة على السجاد، لمــــلمَ بقاياهن واودعها حاويةَ القمامة.


ميرفت الخزاعي




تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...