مارسيل بروست - فتيـات.. ترجمة: سارة حبيب

في يوم من الأيام، رأيتُ على الشاطئ فتاتين تمشيان بوقار على الرمل مثل طيرين بحريين يتأهبان للطيران، فتاتان شابتان، امرأتان شابتان، تصوّرتُ بالفعل، بسبب مظهرهما وطريقة لباسهما غير المألوفين ومشيتهما المتبخترة والمتأنيّة، أنهما أجنبيتان لن أراهما مرة أخرى أبدًا؛ لم تكونا تنظران إلى أيّ أحد ولم تلاحظاني. لم أرهما مرة أخرى خلال الأيام القليلة التالية، ما أكّد إحساسي بأنهما كانتا عابرتين وحسب ببلدتنا الساحلية الصغيرة، حيث يعرف الجميعُ الجميعَ، وحيث يعيش الجميع الحياة ذاتها، ويلتقون أربع مرات في اليوم ليلعبوا الألعاب الشاطئية البسيطة ذاتها. لكنْ، بعد بضعة أيام، رأيتُ خمس أو ست فتيات من النمط ذاته يتجمّعن حول عربة فاخرة كانت قد توقفت قرب الشاطئ؛ كانت الفتيات اللاتي في العربة يودّعن الأخريات اللاتي أسرعن إلى خيولهن المربوطة إلى جانبهنّ وامتطينها مغادراتٍ. تراءى لي أنني ميّزتُ واحدة من الفتاتين اللتين رأيتُهما سابقًا تمشيان على الرمل، على الرغم من أني لم أكن متأكدًا، إلا أن الفتاة التي استوقفتني هذه المرة كان لها شعرٌ أحمر، عينان ساميتان بلون فاتح استقرّتا عليّ، فتحتا أنفٍ كانتا ترتجفان في الريح، وقبعةٌ تشبه الجناحين المفتوحين لنورسٍ يحلّق في الريح التي كانت تُنفّش تجعيدات شعرها الحمراء. ثم غادرن.

رأيتهن مجددًا بين حين وآخر. ميزّتُ اثنتين منهما ورغبتُ أن أراهما دومًا. في بعض الأحيان، كنتُ أصادف المجموعة الغريبة، ولا تكون هاتان الاثنتان بينهما، وكان ذلك يسبّب لي الحزن. لكنْ، وبما أني لم أكن أعرف المكان الذي جئن منه، ولا الوقت الذي سيكنّ به هناك، لم أكن أبدًا قادرًا على توقّع ظهورهن، وكنتُ إما متحرّقًا لرؤيتهن من غير أن أكون قادرًا على ذلك، أو، حين أراهنّ بغتة، أكثر اضطرابًا من أن أستمتع بذلك. لقد كنّ بنات أو بنات أخوة الأرستقراطية المحلية، العائلات النبيلة، أو العائلات الثرية التي امتزجت مع طبقة النبلاء وأمضت أسابيع عدة من السنة في بلدة سي. بعض من هؤلاء، ممّن كانت قصورهم قريبة جدًا، على بعد بضعة كيلومترات وحسب، كانوا كثيرًا ما يأتون إلى الشاطئ في هذا الموسم، رغم أنهم لم يكونوا يعيشون في البلدة ذاتها. لم يكن الجميع في بيئتهنّ بذات الأناقة، بالطبع، إلا أن التجمّع العارض لأولئك الفتيات أضفى عليهن جميعًا رونقًا معينًا، أناقة معينة، رشاقة معينة، واختيالًا مترفّعًا جعلهنّ يبدين من نوع مختلف تمامًا عن الفتيات في عالمي. لقد بدا لي أنهنّ يلبسن بطريقة استثنائية لا أعرف كيف أحدّدها، والتي كانت ربما عائدةً ببساطة لحقيقة أنهنّ أمضين وقتهن وهنّ يمارسن ألعاب رياضية لم يكن أصدقائي ملمّين بها؛ ركوب الخيل، الغولف، والتنس. في الغالب، كنّ يرتدين تنانير ركوب الخيل، ملابس الغولف، أو قمصان التنس. ومن المحتمل أنهنّ كنّ يمارسن هذه الأشياء في مكان بعيد عن الشاطئ ويأتين إليه فقط من حين لآخر، وفقًا لجدولٍ زمني لم يكن لدي أية وسيلة لمعرفته - ربما، على سبيل المثال، بعد الغولف حين لا يكون هنالك رقصٌ في قصر تي، إلى آخره- وكنّ يبقين هناك لوقت قصير وحسب، كما لو كنّ يزرْن بلدًا تم احتلاله من غير أن يتكرّمن بإعطاء المحليين الذين يعيشون هناك أكثر من نظرة عجلى متعجرفةٍ ووقحةٍ على نحو سافر تقول لهم: "أنتم لا تنتمون إلى عالمي"، ثم يتبادلن فيما بينهن، في بعض الأحيان، ومن دون أن يحاولن إخفاء ذلك، ابتسامة تعني: "انظروا إلى هؤلاء!".

كان صديقنا القديم السيد تي ينتقد دائمًا سلوكهنّ السيئ. أما ماما، على خلاف ذلك، فلم تعرهنّ أي اهتمام، وكانت متعجّبة كما هم، بالمناسبة، معظم الناس الأذكياء، من أن أحدًا قد يضيّع وقته في التفكير بأشخاصٍ لا يعرفهم ويتساءلَ فيما إذا كانوا مهذبين أم لا. لقد اعتبرتْ الفتيات فظّاتٍ، لكنها كانت غير مبالية أبدًا بما قد يكون رأيهنّ بها. أما أنا، فلا بدّ لي من القول، بكل صراحة، أنني لم أكن أشاطر ماما فلسفتها، وأنني كنت لأودّ بشدة، لن أقول حتى أن أعرفهنّ، بل أن يكوّنّ رأيًا إيجابيًا عنّي. ليتهنّ فقط يعلمن أن عمي كان الصديق المقرب لـِــ س. أ.، دوق كليرمونت، وأنه بمقدورنا حالًا، لو أرادت ماما ذلك، ولو أنها لم تكن تفضّل هواء البحر، أن نكون في كليرمونت حيث دعانا سموّه أن نقيم! آه! ليت ذلك كان مكتوبًا على وجهي، ليت أحدًا ما يخبرهنّ به، ليت الدوق يفكر أن يأتي إلى هنا لبضعة أيام ويقدمني إليهن! لكنْ، في الواقع، لو أتى الدوق إلى هنا، لاعتبرنه برجوازيًا عجوزًا بثياب رثّة، ولكنّ رأينَ في تهذيبه دليلًا على منبتٍ سوقيّ، ولكنّ نظرن إليه شزرًا. لم يكنّ يعرفنه، لأنهن أتين من عالم يعتبر نفسه متفوقًا، لكنه لم يكن كذلك على الإطلاق. ولا أعرف كيف سيكون بمقدور دوق كليرمونت، حتى لو استدعى أكثر معارفه تواضعًا، أن يصلني بهنّ. لقد كان آباؤهن رجال أعمال أغنياء، أو نبلاء صغار من الأقاليم، أو رجال أعمال لم يكتسبوا النبالة إلا مؤخرًا.

كان السيد تي يعرف بعض آبائهن من المنطقة، وقد كانوا بالنسبة إليه أشخاصًا لامعين للغاية بدأوا حياتهم من نفس وضعه تقريبًا، إلا أنهم الآن يعيشون حيوات أكثر تفوقًا. وقد رأيته مرتين يدردش على نحو ودي مع رجالٍ كنت قد رأيتهم برفقة الفتيات، ولا بدّ أن يكونوا ذوي قرابة بهنّ. وبعد أن حدث هذا، أصبحتُ محمومًا بمعرفة أنه يمكن لي، إن لم يكن أن أتعرّف إليهن، فعلى الأقل أن يرينني برفقة شخص على معرفة بهنّ. (لم أكن بعدُ أعرف أن السيد تي كان يحب أن يتشدّق بالكلام حول وقاحتهن). هكذا، شعرتُ بغتة بأعمق مشاعر الصداقة تجاه تي، أغدقتُ عليه بالعواطف، وبإذن من ماما التي لم تكن لديها أي فكرة عن السبب وراء طلبي، اشتريتُ له غليونًا فاخرًا كان بخله قد منعه من شرائه لنفسه. وفي أحد الأيام، رأيتُ الفتيات على الشاطئ، وكنتُ على بعد خطوات من منزل السيد تي. لكنْ، قبل الدخول، هرعتُ إلى المنزل لأمشّط شعري وأرتدي ربطة عنقٍ وردية كانت ملكًا لأخي الأكبر، ولأضع قليلًا من مسحوق تجميل ماما على بثرة صغيرة كنت أشعر بها تبدأ بالظهور على خدّي. أخذتُ أيضًا شمسية ماما، لأن لها مقبضًا من حجر اليشم الكريم وبدا لي أنها تدلّ على الترف.

"سيد تي، أرجوك أن تأتي وتتمشى معي قليلًا على الشاطئ".

"لكن لماذا، يا صديقي؟"

"لا أعرف. أنا أحبك كثيرًا، وذلك سيسعدني".

"حسنٌ، لا بأس. كما ترغب، لكنْ انتظر، لأن عليّ أن أنهي كتابة رسالة".

سخرَ السيد تي من شمسيّتي، وأرادني أن أتركها في منزله؛ استعدتُها منه بفظاظة، قائلًا إن ماما أجبرتني على أخذها لأحمي نفسي من الشمس. لقد غدوتُ كاذبًا لا يلين دفاعًا عن رغبتي. "أوه، ليتك لم تكن مضطرًا لإنهاء رسالتك!" قلتُ لنفسي أن الفتيات سيكنّ قد رحلن، حثثتُه على الإسراع، وكنتُ شديد الانفعال. وفجأة، عبر النافذة، لمحتُ الفتيات الست (في ذلك اليوم، كنّ جميعهن هناك؛ كان الأمر ليكون مثاليًا) يجمعن أشياءهن، يصفّرن لكلابهنّ، ويستعدين للمغادرة. استجديتُه، لم يفهم إلحاحي، ذهبنا، كان الشاطئ مقفرًا، دمعتْ عيناي، شعرتُ بالجمال القاسي والمهدور لربطة العنق الوردية، شعري الممشّط، لطخة مسحوق التجميل، والشمسية.

لم أرغب أن أبقى على الشاطئ. رافقتُ السيد تي إلى مكتب البريد حيث أرسل رسالته، وفي طريقنا للعودة، وجدنا أنفسنا على حين غرّة وجهًا لوجه مع الفتيات الست اللاتي أوقفن عربتهن وأحصنتهن لكي يقمن ببعض التسوق. أمسكتُ ذراع السيد تي بحيث يرين بوضوح أنني كنت برفقته، ورحتُ أتحدث بحماس لكي ينتبهن إلينا، ولكي أضمن أننا لن نضيّعهن، اقترحتُ على السيد تي أن يرافقني لشراء شيء ما من متجر الملابس؛ وفي الوقت ذاته، فككتُ أزرار معطفي الخارجي لكي يتمكنّ من رؤية ربطة عنقي الوردية، أملتُ قبعتي للوراء لأُظهر خصلة شعري المجعدة، ألقيتُ خلسةً نظرة سريعة إلى مرآة لأتأكد من أن مسحوق التجميل لم ينكشط تاركًا البثرة في وجهي ظاهرة، وحملتُ شمسيتي من طرفها لأتباهى بفخامة المقبض المصنوع من اليشم ورحتُ أدوّره في الهواء. وبينما أنا حرفيًا متدلٍّ من ذراع السيد تي، غامرًا إياه بأمارات تدلّ على علاقتنا الحميمة، رحتُ أثرثر بحماس. ثم، فجأة، وعندما رأيت أنهن جميعًا ينظرن إلينا، وأن الشمسية، لا بدّ لي من الاعتراف، لم تُحدث تمامًا الأثر الذي كنت أرجوه، ولكي أثبت لهنّ أنني كنت على صلة وثيقة بشخص يعرف عائلاتهن، ألقيت بنفسي، بذريعة سخيفة، بين ذراعي السيد تي وعانقتُه. تراءى لي أنني سمعتُ ضحكة خفيفة من الحشد الشاب؛ استدرتُ وحدقت بهنّ بالسحنة المتفاجئة والفوقيّة لشخص يلاحظهن للمرة الأولى ويقوم بتقييمهنّ.

في تلك اللحظة، حيّا السيد تي والدَ اثنتين من الفتيات كان قد أتى لإيجادهن. وعلى الرغم من أن الأب ردّ التحية بتهذيب بإمالة قبعته، حدّقت ابنتاه بالسيد تي الذي حيّاهما أيضًا، بوقاحة، بدلًا من رد التحية، ثم عادتا إلى صديقاتهنّ، مبتسماتٍ. في حقيقة الأمر، اعتبر الأبُ السيدَ تي رجلًا محترمًا، إنما ليس جزءًا مما اعتبره، لسنوات عديدة، عالمَه. والفتياتُ، اللاتي افترضن أنهن سينتمين إلى الأبد إلى العالم ذاته الذي انضمّ إليه والدهنّ، واللاتي كنّ ينظرن إلى ذلك العالم - عالم المحامي القديم تي، عالم زعيم البسكويت، وصانع التلال الاصطناعية، وفيكونت فوسيل، إلى آخره- على أنه العالم الأكثر بهاءً في الكون، أو على الأقل ثاني عالم بعد العالم السماوي الذي يومض عند الأفق والذي ينتمي إليه ماركيز بلدة سي الذي لمحوه في مضمار السباق وأثناء زيارة زوجة فيكونت فوسيل، والذي قال لهنّ مرة: "مرحبا، أيتها السيدات الشابات"، أولئك الفتيات اعتبرن السيد تي بقبعته القشية ذات الحواف العريضة، وعادته بركوب الترام، وافتقاره لربطات العنق فاتحة اللون، والأحصنة، وسراويل الركبة، رجلًا عاديًا لسن مضطرات لردّ تحياته. "يا لهنّ من طفلات سيئات التربية!"، صاح تي. "إنهنّ لا يعرفن أنه، من دوني، لم يكن والدهن ليحصل على قصره أو زواجه". مع هذا، دافع السيد تي عن الأب الذي اعتبره رجلًا جيدًا؛ الأب الذي كان ربما أقل سخافة من زوجته وبناته، إنما كان سعيدًا، مع هذا، بارتداء سراويل الركبة التي وجدها تي مضحكةً، حين كان يتمشّى على الشاطئ برفقة فيكونت فوسيل. رغم هذا، حيّا الأبُ السيدَ تي بتهذيب.

شعرتُ على نحو غامض بأن الأثر الذي أحدثه هذا السلام كان ضعيفًا، لكنْ، باتباع حكمة معينة كنت دومًا أملكها، كما امتلكها أبي وأمي، وإن يكن بأشكال مختلفة وبقدر أكبر، لم يكن بوسعي أن أتذمّر. لقد حظيتُ بميزة معرفة صديقِ والدِ اثنتين من الفتيات، وكنت تمنيت أن يرينني برفقته، وقد رأينني. لقد عرفن، وحُفر في ذاكرتهن، ربما بفضل وصمة السخافة، ما أردت لهنّ أن يعرفنه. لم يكن هنالك ما أتذمّر بشأنه. وإذا لم أتمكن من الوصول إليهن بهذه الطريقة، فلن أتمكن من الوصول إليهن قطّ. لقد عرفن ما يحتجن لمعرفته، وبدا لي ذلك شكلًا من أشكال العدالة. كانت الفتيات مدركات للميزة التي لدي. كانت تلك عدالة. وإذا ما وجدنها ثانوية، أو رأينها كعيب لا كميزة، فذلك يعني أن ما أراه ميزةً ليس كذلك بالنسبة إليهن، ما يعني أن ليس هنالك ما أندم عليه. لقد مشّطتُ شعري على نحو جيد بقدر ما استطعت، وقد رأينه، كما رأين شمسيتي من حجر اليشم التي أعطتهن فكرة مبالغًا بها عن ثروتنا، لأن ماما لم تستخدم الشمسية إلا لترضي أمها التي أعطتها لها؛ بينما وجدتْها هي أجمل من أن تناسبها، وأكثر فخامة من أن تناسب وضعنا. بالنتيجة، لم يكن هنالك ما أتذمّر بشأنه. لم يكشط مسحوق التجميل عن بثرتي، ربطة العنق الوردية معقودة بأناقة حول ياقتي، وفي المرآة وجدت نفسي ساحرًا، لقد وقعت الحادثة برمّتها في أفضل الظروف. عدتُ إلى المنزل خائبَ الأمل إنما قانعًا، وأقلَّ ضياعًا في المجهول مما كنتُ قبلًا، قائلًا لنفسي إنهن على الأقل سيميزنني الآن، لقد صارت لي هوية بالنسبة إليهن، بتُّ الصبي ذو الشمسية، على الرغم من أن صداقة السيد تي لم تشرعنْي في أعينهنّ.

كنّا في طريقنا للمنزل عبر واحد من الشوارع المظلّلة بأشجار الدلب والتي من تحت أوراقها ابتسمت للشمس نوافذُ متجر المعجنات، متجر المحاريات، صالة الرماية، دوامة الخيل، وصالة الألعاب الرياضية، وحيث يُباغَت المرء بالترام القادم من شاطئ البحر وهو يعبر الأشجار في طريقه إلى الريف، حين صادفنا فيكونت بلدة سي الذي كان يقيم في سي لبضعة أسابيع وكان حينها يسير نحو المنزل مع بناته؛ عضوتان من عصابة الفتيات الشهيرة، أجمل اثنتين بينهنّ ربما، والتي كانت واحدة منهنّ هي ذات الشعر الأحمر سابقة الذكر. توقف للحظة ليتحدث معنا، كان قلبي يخفق بشدة حدّ أني لم أتمكن حتى من الشعور بالبهجة التي لم تتسنّ لي الفرصة لتوقّعها والتي كنتُ الآن أُواجَه بها. اقترح فيكونت سي أن نمشي معًا وقدّمني السيد تي إليه. وهو قدّمني إلى ابنته. ولكم كانت دهشتي كبيرة، لأن الفتيات في عالمي لم يكنّ بهذه الرسمية، حين مدّت يدها إليّ، مبتسمةً، ونظرت إليّ بتعاطفٍ قائلة: "أراكَ أحيانًا في سي. أنا سعيدة بلقائك". كنت على يقين من أنها كانت قد ضحكت وأظهرت تغطرسها منذ بضع دقائق وحسب. افترقنا، وفي اليوم التالي، وفي حين اضطررتُ أن أنتحي إلى جانب الطريق لأدع سيارةً تمرّ، وبالكاد كان لدي الوقت لأميّز المجموعة الكبيرة متكدسة في السيارة، ابتسمتْ حمراء الشعر لي، كما لو كنّا صديقين قديمين، وأومأتْ بيدها ملقية تحية لم يتسنّ لي الوقت للرد عليها.

رابط النص الأصلي:

“Young Girls”
أعلى