مروة آدم حسن إكبيرة - سيدي القاضي

سيدي القاضي
أنا آسفة؛
لأنني سرقت ألسنة النساء
كنت قصيرة جدا
أردت أن أصل إلى أفكاري
خانتني حبالي
فقطعت ألسنتهن
ألسنة البنات المتخمات
من اللامباح
وألسنة النساء النحيلات
على المباح
سيدي القاضي
هذا اللسان المتآكل
ليس لساني
هذا لسان امرأة
ابتلعت سكينا
ذبحت به رغبتها
كان يجب أن أفضحها
أخذت لسانها
كتبت أنها سارقة
وأنها كل يوم
تبتلع سكينا
لعل الناس يعرفون
ما الذي كان يذبحها؟
وكيف كان دمها الأزرق
يسيل، كل يوم، على ورقي؟!
وهذا أيضا،
هذا اللسان المحترق
لامرأة أخرى
سرقت ولاّعتي
ابتلعت سجائر رجل
كان يجلس بيننا
، وتركتني،
أصابعي تحترق،
والدخان يخرج من رأسي!
كان لسانها طويلا جدا
يكفي لكي أصل
إلى أفكارها
وأفكاري
وأفكار امرأة أخرى
يكفي أيضا
لخنق ذلك الرجل
سيدي القاضي
آسفة جدا
لأنني ابتلعت ألسنة النساء
لكنني كنت أحتاج نصا كهذا
أشنق على عتبته
ولو رجلا واحدا
سيدي القاضي
إذا حكمت علي بالسجن
فأنت تحكم على نفسك
بعتبة ومشنقة
وحبل أفكار، سجينة مجنونة،
طويـــــــل جدا لا ينقطع
وإذا حكمت علي بالقتل مرة
فأنت لا محالة
مقتول في نص كهذا
تلوكه ألسنة النساء
ألف مرة ومرة
احذر سيدي القاضي
فزوجتك المسكينة
تنتظرك على العتبة
وجارتك اللعوب
تزغرد للمشنقة
حبيبتك السابقة
، تلك الشاعرة الغبية،
أخبرتهم أنك ستكون شهيدا
ألسنة كثيرة حولك يا سيدي
وأنا كاتبة قصيرة جدا
تغريني الألسنة القاسية الطويلة
تلك التي تمكنني
من صنع أرجوحة
تليق برقبة قاض مثلك
سيدي ال.....
-"حكمت المحكمة
بسجنها في أفكار رجل أبكم!"
لا بأس...
لا بأس سيدي القاضي
فأنا أجيد
تأويل إشارات الرجال
على مجازي!

الاثنين
2/8/2021
مروة آدم حسن

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...