ولدت فى القاهرة ، وعندما تولد فى المدينة فإن أول ما تتعلمه أن تفرغ ذاكرتك من الكثير ، لأن ما هو أكثر ينتظرك ، أذكر أن أول شهادة أدبية كتبتها تحت عنوان تجديد الذاكرة ، لست أتحدث عن الذاكرة الحافظة التى مازلت افتقدها، أتحدث عن الذاكرة الخلاقة ، ماكينة الإبداع اللحظى الذى ينتج عبر تجربة الحياة اليومية، عبر الممارسة ، وينتج واقعنا على نحو ما ، لتكون لنا أسطورتنا الخاصة ، واقع متجدد ومحتشد ومعقد التركيب الثقافى والاجتماعى ، واقع على هذا النحو يجعل معنى الخصوصية الثقافية مرواغاً وضليلاً من الأفضل أن نتحدث عن خصوصية التجربة ، عليك أن تستوعب كل هذا لتكون سارداً للمدينة ، فكروا معى فى نجيب محفوظ ، ثم حدثونى عن الخصوصية ، نجيب محفوظ المنفلت ، المتقلب ، المتعدد المراحل هو نجيب محفوظ ، الخصوصية أن تكون أنت ذاتك المفردة فى كل هذا الاشتباك ، هذا تعبير مراوغ عن الخصوصية ، لكنه على أى حال ليس صوتاً غنائياً للمكان ، إنه نوع من الاشتباك ، الندية ،الدرامية، الصراع مع الفتوات ، من أجل هذا فشلت فى أن أكون شاعراً ، هل تعتبرون هذا أمراً معيباً ؟ نعم أنا لم أفهم الشعر ، ولا أفهم لماذا ينبغى أن يكون الإنسان شاعراً فى مكان ينبغى أن يكون فيه فتوة ، الشعر كان ضالتى ، جوهرتى المستحيلة ، لن أجده فى عينين مكحولتين لامرأة تحمل جرة ، ولا فى طمأنينة فلاح يسترخى فى ظل صفصافة ، أنا ابن مدينة ، جوهرتى مستحيلة ، بحثى عنها لا ينتهى ، وشيئا فشيئاً ، ساتعلم أن البحث نفسه هو جوهرتى المستحيلة ، سأجد فى الأشياء شعراً ، فى الأحداث، فى الوجوه ، الشعر ـ بالضرورة ـ فى رؤيتك للعالم ، وليس مجرد موقف غنائى ، نبوى ، مرصع بالمجازات الحلابة ، وعندما تتخلى عنه قليلاً ، تشعر بضآلة ذاتك فى مواجهة وحشية المدينة ، سيكون عليك أن تنتزع الشعر من واقعه الوحشى .
هكذا الكتابة عندى ليست تسجيلاً جمالياً لواقع ما ، وليست غناءً له ، بقدر ماهى اشتباك ، معايشة ، صيغة للبحث المستمر ، بحث محموم ، لايفلتنى لحظة لأقول لكم بثقة ، السرد هو طريقة للتفكير، وريث الفلسفة. لكنها فلسفة التجربة الحية، لا العقل والمنطق.
سوف أحدثكم عن المكان ، لأننى كلما حاولت ذلك أجدنى أتحدث عن نفسى ، أنا المكان ، أنا المدينة ، أنا الصخب والاحتشاد والقلق والتعدد ، شارع شبرا، ميدان فيكتوريا ، سينما النزهة وصاحبها بابا دبلو اليونانى الذى اختفى فجأة وترك السينما تعمل بمن فيها حتى هدمها الحاج يس الجزار، وشيد مكانها برجاً سكنيا كبيرا،ً وجعل تحته مولاً تجاريا ، تماماً كما حدث لسينما أمير ودوللى وفريال والجندول ، و… لم أعد أذكر سوى أن كل شىء يتغير بسرعة.. ، سأنعطف قليلاً إلى شارع شيبان ، أبحث عن زملاء الدراسة ، عن واحد منهم لم يخرج من شبرا ، أبحث عن بنطال المدرسة القصير تحت جلبابه الأبيض ، أبحث عن شقاوة الطفولة خلف لحيته الورعة ، أذكره بنفسى ، أنا الفتوة ، أنا الذى كنت أقوم بدور فريد شوقى عندما كنا نلعب ، ألا تذكرتى ؟
مدرسة أم المؤمنين ، ترمواى 15 ، ستوديو خليل بدران ، مكتبة الراعى الصالح ، ميدان فيكتوريا ، يحاول أن يتذكر ، يبتسم فى ذهول ، عندئذ أعرف ، أننا جميعاً ، خرجنا من المكان .
ذاكرة المدينة ضعيفة ، ملامحها تتغير فى كل يوم ألف مرة ، أنت نفسك شاهدت كيف تغير ميدان فيكتوريا أكثر من مرة ، تذكره عندما كان فضاء غير مأهول ، تتوسطه جميزة كبيرة ، علامة إشارية على آخر حدود القاهرة من ناحية الشمال ، تلك الجميزة التى سكنها منسى المجذوب، فأصبح طائرا خرافيا في قصتي. عملية بتر قاسية خلصت شبرا من آخر أطرافها الريفية ، وأقامت فيها موقفاً لأتوبيس مقار ، تحملنى فيه أمى وتذهب بى إلى مستشفى أبى الريش لتخلصنى من السعال الديكى، ثم فجأة ظهر هذا الكشك والتلفزيون العمومى ، يشغله حارس أعور كان لصا شهيراً وأعلن توبته ، تلفزيون نشاهد فيه شئ من الخوف والقط الأسود ، ويمنحنى الفرصة لاتعلم أدواراً جديدة أقلدها لأصدقائى .
كم مرة تغير وجه ميدان فيكتوريا ، لكنه مازال يحمل ذلك الاسم ، ليذكرنى بتلك الراهبة ، راهبة السبع بنات التى كنا نطرق بابها وندعى أننا يتامى فتمنحنا نقودا لتذكرة ترسو فى سينما النصر ، وفى أيام الآحاد ننتظرها أمام سانت تريزا ، نقول لها نحن مسيحيين ياسستر ، تضحك وتقول (أنت كلفتى) ..خذ.
بطريقة ما كانت ثقافتى نوعاً من الخبرة الحية والاستقراء البصرى للواقع المدنى المركب ، كل وجه فى المدينة هو وجه متفرد على نحو فارق ، الذاكرة تئن بحشد الوجوة ، مجموعتى الأولى ( أيام هند) كانت انعكاساً لغوياً للشغف البصرى ، وتعويضاً نفسياً عن فشلى فى أن أكون نجماً سينمائياً، حتى أن بعض الوجوه ظلت تطاردنى وكأننى لم انته من كتابتها بعد.
إلحاح بعض الوجوه والصور على ذاكرتى ، دفعنى إلى التفكير ، إننى أكتب قصة واحدة لاتنتهى ، كان علىّ أن أدرك أن الوجوه فى السرد ، كما هى فى الحياة ، ليست بورتريهات معلقة على حوائط ، إنها اشتباك حى وفاعل ، وتقاطعات مع وجوه أخرى ، مع أماكن ، وأزمنة ، وممارسات لها صفة التجدد الخلاق .
أدرك الآن أن المدينة أكثر ذكاء من أن تسلم لى نفسها دفعة واحدة ، امرأة لعوب حقاً كما شافها أدباء نزحوا إليها وأغوتهم بسيقانها العارية ( مع الاعتذار لصفاء عبد المنعم ) أكثر ثراء من أن تمتلكها ، أدرك الآن أن الكتابة معايشة ، وانتماء إلى ذات عظمى تعيد إنتاج ملامحها فى كل لحظة ، وبعد خمسين عاماً من الحياة فى المدينة ، ليس بوسعى القول إننى كتبت المدينة ، ليس فقط لأن المدينة كانت تكتبنى فى كل يوم ، بل لأننى ـ أيضاً ـ لست سوى صورة من صور المدينة التى لاتتوقف عن إنتاج نفسها ، هكذا تصبح الرغبة فى تمييز ذاتى عن ذات المدينة مهمة أولى ومستحيلة ، لكنها السبيل الوحيد لوجودى الذائب فيها ( المدينة ) وجودى الذى يفاجئنى على مقهى فينكس ، مطرب عجوز يغنى لراقصة متقاعدة مازالت تمتلك قدراً من الحضور الجسدى كاف لإشاعة البهجة ، مومس على مقهى في عجلة من أمرها، تدخن وتشرب الشاى وتقضم ساندوتش الشاورمة، وتنظر في ساعتها فى لحظة واحدة ، وجودى المستحيل الذى تسرب إلى أنفى، رائحة المصنوعات الجلدية بممر الكوننتنتال، رائحة الحلوى فى درب البرابرة البويات فى الرويعى ،الحواوشى فى شارع الألفى ،الكتب فى الفجالة، البخور فى الأزهر ،وجودى الذى رأيته فى البازارات ، ولوحات رسامين مغمورين يرسمون الأهرامات والنيل وشمس الأصيل ياليل فى لوحة واحدة ، ورأيته فى عيون بنات شبرا العاملات فى محلات وسط البلد ، يعرضن عليك بابتسامات شقيانة بضاعاتهن ، فى وجوه صنايعية خرجوا لتوهم من سينمات عماد الدين بعد منتصف الليل ، وتسربوا إلى حوارى الشرابية وجزيرة بدران ، وجودى الذى سمعته فى مغازلات الجاى فى ميدان التحرير لبعضهم البعض ، وتنبيهات الناضورجية لبائعى الأرصفة من هجمات البلدية فى شارع قصر النيل، ولهجات الخرتية للأجانب فى ميدان طلعت حرب ، وجودى الذى تربص بى على مقهى زهرة البستان وتبادل مع إبراهيم فهمى قراءة القصص الأولى ، إبراهيم فهمى الذى جاء من أقصى الجنوب مغوياً بسحر القاهرة ، القاهرة التى تركته يموت على مقاهيها كل يوم ألف مرة . ليمنحني فرصة، أن أجعله بطلا في روايتي ( فوق الحياة قليلا ) لكن هذا لم يكن مشبعا لطموحه. من عالمه الآخر هاتفني، كان غاضبا لأني أكتب رواية أخرى عن موتى آخرين ولا أذكره فيها.
كيف عرفت.. هل تتلصص علي من عالمك يا إبراهيم؟ يا إلهي.. وجوه الموتى تحت عجلات المدينة لا تكف عن مطاردتي.. لا بأس سأمنحك حياة جديدة في ( الحالة دايت ) سيرة الموت والكتابة. أنا عجوز الملاحم، أرويها لمن بعدكم. ستكون ( حديث الصباح والمساء ) هكذا المدينة لا تكف عن الميلاد والموت، حتى أنني عندما فكرت في زيارة بيت الطفولة، لم أجده. تاه بين بيوت أخرى ولدت بعد موتك، فمن سيروي بعد موتي عن شارع أبوليلة، والمنزل رقم 13؟
sadazakera.wordpress.com
هكذا الكتابة عندى ليست تسجيلاً جمالياً لواقع ما ، وليست غناءً له ، بقدر ماهى اشتباك ، معايشة ، صيغة للبحث المستمر ، بحث محموم ، لايفلتنى لحظة لأقول لكم بثقة ، السرد هو طريقة للتفكير، وريث الفلسفة. لكنها فلسفة التجربة الحية، لا العقل والمنطق.
سوف أحدثكم عن المكان ، لأننى كلما حاولت ذلك أجدنى أتحدث عن نفسى ، أنا المكان ، أنا المدينة ، أنا الصخب والاحتشاد والقلق والتعدد ، شارع شبرا، ميدان فيكتوريا ، سينما النزهة وصاحبها بابا دبلو اليونانى الذى اختفى فجأة وترك السينما تعمل بمن فيها حتى هدمها الحاج يس الجزار، وشيد مكانها برجاً سكنيا كبيرا،ً وجعل تحته مولاً تجاريا ، تماماً كما حدث لسينما أمير ودوللى وفريال والجندول ، و… لم أعد أذكر سوى أن كل شىء يتغير بسرعة.. ، سأنعطف قليلاً إلى شارع شيبان ، أبحث عن زملاء الدراسة ، عن واحد منهم لم يخرج من شبرا ، أبحث عن بنطال المدرسة القصير تحت جلبابه الأبيض ، أبحث عن شقاوة الطفولة خلف لحيته الورعة ، أذكره بنفسى ، أنا الفتوة ، أنا الذى كنت أقوم بدور فريد شوقى عندما كنا نلعب ، ألا تذكرتى ؟
مدرسة أم المؤمنين ، ترمواى 15 ، ستوديو خليل بدران ، مكتبة الراعى الصالح ، ميدان فيكتوريا ، يحاول أن يتذكر ، يبتسم فى ذهول ، عندئذ أعرف ، أننا جميعاً ، خرجنا من المكان .
ذاكرة المدينة ضعيفة ، ملامحها تتغير فى كل يوم ألف مرة ، أنت نفسك شاهدت كيف تغير ميدان فيكتوريا أكثر من مرة ، تذكره عندما كان فضاء غير مأهول ، تتوسطه جميزة كبيرة ، علامة إشارية على آخر حدود القاهرة من ناحية الشمال ، تلك الجميزة التى سكنها منسى المجذوب، فأصبح طائرا خرافيا في قصتي. عملية بتر قاسية خلصت شبرا من آخر أطرافها الريفية ، وأقامت فيها موقفاً لأتوبيس مقار ، تحملنى فيه أمى وتذهب بى إلى مستشفى أبى الريش لتخلصنى من السعال الديكى، ثم فجأة ظهر هذا الكشك والتلفزيون العمومى ، يشغله حارس أعور كان لصا شهيراً وأعلن توبته ، تلفزيون نشاهد فيه شئ من الخوف والقط الأسود ، ويمنحنى الفرصة لاتعلم أدواراً جديدة أقلدها لأصدقائى .
كم مرة تغير وجه ميدان فيكتوريا ، لكنه مازال يحمل ذلك الاسم ، ليذكرنى بتلك الراهبة ، راهبة السبع بنات التى كنا نطرق بابها وندعى أننا يتامى فتمنحنا نقودا لتذكرة ترسو فى سينما النصر ، وفى أيام الآحاد ننتظرها أمام سانت تريزا ، نقول لها نحن مسيحيين ياسستر ، تضحك وتقول (أنت كلفتى) ..خذ.
بطريقة ما كانت ثقافتى نوعاً من الخبرة الحية والاستقراء البصرى للواقع المدنى المركب ، كل وجه فى المدينة هو وجه متفرد على نحو فارق ، الذاكرة تئن بحشد الوجوة ، مجموعتى الأولى ( أيام هند) كانت انعكاساً لغوياً للشغف البصرى ، وتعويضاً نفسياً عن فشلى فى أن أكون نجماً سينمائياً، حتى أن بعض الوجوه ظلت تطاردنى وكأننى لم انته من كتابتها بعد.
إلحاح بعض الوجوه والصور على ذاكرتى ، دفعنى إلى التفكير ، إننى أكتب قصة واحدة لاتنتهى ، كان علىّ أن أدرك أن الوجوه فى السرد ، كما هى فى الحياة ، ليست بورتريهات معلقة على حوائط ، إنها اشتباك حى وفاعل ، وتقاطعات مع وجوه أخرى ، مع أماكن ، وأزمنة ، وممارسات لها صفة التجدد الخلاق .
أدرك الآن أن المدينة أكثر ذكاء من أن تسلم لى نفسها دفعة واحدة ، امرأة لعوب حقاً كما شافها أدباء نزحوا إليها وأغوتهم بسيقانها العارية ( مع الاعتذار لصفاء عبد المنعم ) أكثر ثراء من أن تمتلكها ، أدرك الآن أن الكتابة معايشة ، وانتماء إلى ذات عظمى تعيد إنتاج ملامحها فى كل لحظة ، وبعد خمسين عاماً من الحياة فى المدينة ، ليس بوسعى القول إننى كتبت المدينة ، ليس فقط لأن المدينة كانت تكتبنى فى كل يوم ، بل لأننى ـ أيضاً ـ لست سوى صورة من صور المدينة التى لاتتوقف عن إنتاج نفسها ، هكذا تصبح الرغبة فى تمييز ذاتى عن ذات المدينة مهمة أولى ومستحيلة ، لكنها السبيل الوحيد لوجودى الذائب فيها ( المدينة ) وجودى الذى يفاجئنى على مقهى فينكس ، مطرب عجوز يغنى لراقصة متقاعدة مازالت تمتلك قدراً من الحضور الجسدى كاف لإشاعة البهجة ، مومس على مقهى في عجلة من أمرها، تدخن وتشرب الشاى وتقضم ساندوتش الشاورمة، وتنظر في ساعتها فى لحظة واحدة ، وجودى المستحيل الذى تسرب إلى أنفى، رائحة المصنوعات الجلدية بممر الكوننتنتال، رائحة الحلوى فى درب البرابرة البويات فى الرويعى ،الحواوشى فى شارع الألفى ،الكتب فى الفجالة، البخور فى الأزهر ،وجودى الذى رأيته فى البازارات ، ولوحات رسامين مغمورين يرسمون الأهرامات والنيل وشمس الأصيل ياليل فى لوحة واحدة ، ورأيته فى عيون بنات شبرا العاملات فى محلات وسط البلد ، يعرضن عليك بابتسامات شقيانة بضاعاتهن ، فى وجوه صنايعية خرجوا لتوهم من سينمات عماد الدين بعد منتصف الليل ، وتسربوا إلى حوارى الشرابية وجزيرة بدران ، وجودى الذى سمعته فى مغازلات الجاى فى ميدان التحرير لبعضهم البعض ، وتنبيهات الناضورجية لبائعى الأرصفة من هجمات البلدية فى شارع قصر النيل، ولهجات الخرتية للأجانب فى ميدان طلعت حرب ، وجودى الذى تربص بى على مقهى زهرة البستان وتبادل مع إبراهيم فهمى قراءة القصص الأولى ، إبراهيم فهمى الذى جاء من أقصى الجنوب مغوياً بسحر القاهرة ، القاهرة التى تركته يموت على مقاهيها كل يوم ألف مرة . ليمنحني فرصة، أن أجعله بطلا في روايتي ( فوق الحياة قليلا ) لكن هذا لم يكن مشبعا لطموحه. من عالمه الآخر هاتفني، كان غاضبا لأني أكتب رواية أخرى عن موتى آخرين ولا أذكره فيها.
كيف عرفت.. هل تتلصص علي من عالمك يا إبراهيم؟ يا إلهي.. وجوه الموتى تحت عجلات المدينة لا تكف عن مطاردتي.. لا بأس سأمنحك حياة جديدة في ( الحالة دايت ) سيرة الموت والكتابة. أنا عجوز الملاحم، أرويها لمن بعدكم. ستكون ( حديث الصباح والمساء ) هكذا المدينة لا تكف عن الميلاد والموت، حتى أنني عندما فكرت في زيارة بيت الطفولة، لم أجده. تاه بين بيوت أخرى ولدت بعد موتك، فمن سيروي بعد موتي عن شارع أبوليلة، والمنزل رقم 13؟
أنا القاهرة: سيد الوكيل
ولدت فى القاهرة ، وعندما تولد فى المدينة فإن أول ما تتعلمه أن تفرغ ذاكرتك من الكثير ، لأن ما هو أكثر ينتظرك ، أذكر أن أول شهادة أدبية كتبتها تحت عنوان تجديد الذاكرة ، لست أتحدث عن الذاكرة الحافظة ا…