سأكتب كلاما عن القاص والمترجم محمد إبراهيم مبروك: واليوم ذكرى وفاته، 8 / 11 / 2014 والكلام موجود في كتابي" مئة ليلة وليلة/ أيام العراقي في قاهرة نجيب محفوظ :
كنا نجلس في "إيزافيتش " المقهى التي تشرف على ما يجري في ميدان التحرير، عبد الرحمن أبو عوف، عبده جبير، محمد إبراهيم مبروك والشاعر أمل دنقل وثلاثة أو أربعة من كتاب القصة الذين ما نما ريش خوافيهم بعد.
قال عبد الرحمن أبو عوف، وعبد الرحمن صدر له في ذلك الوقت كتاب "البحث عن طريق جديد للقصة المصرية الجديدة":
- أنت يا إبراهيم، ليس في رصيدك الإبداعي الآن غير قصة عنوانها "نزف صوت صمت نصف طائر" نشرها لك الراجل العظيم يحيى حقي في مجلة "المجلة" التي يرأس تحريرها، ولك قصة أخرى لا يقل عنوانها غرابة عن سابقتها "مسيح المراسيم المحالة"، وانت فيهما تقطع صلتك بالواقع لأنك تراه مقززًا، يا إبراهيم، عندما تعزل نفسك عن العالم الخارجي فأنت حرمتها من المصدر الذي يغذي قواك الروحية والإبداعية، فما وصلت في قصتيك القصيرتين اللتين ليس لك غيرهما الا إلى الفراغ، أنت ما فعلت فيهما الا تداعٍ طليق غاص في الحدس اللاعقلي، فقمت بتطوير تلقائي آلي للأفكار والصور وتحفيزها توليدها فتتكاثر دون رقابة منك، أنت يا إبراهيم "سريالي مع وقف التنفيذ".
جاء بكبايات الشاي عامل المقهى الشاب المتحمس لعمله، ووضع كباية أمام كل واحد
وأثناء ذلك، قال إبراهيم لعبد الرحمن: أصل أنت يا أستاذ عبد الرحمن، لم تطور آراءك النقدية، فظلت الواقعية الاشتراكية، التي تنطلق أفكارك منها، مقيدة ومحدّدة، وأنصحك تقرأ كتاب" واقعية بلا ضفاف" لجارودي، وإذا كنت قرأته سابقًا، اقرأه مرة ثانية لتغير فكرتك عن ما أكتبه من القصص.
قلّب عامل المقهى النظر في وجوه هذا وذاك من المتكلمين، وما انسحب ليتابع بقية أعماله، فقال له إبراهيم: امشِ شوف شغلك.
والأسطى اللي هناك خلف الكاونتر يحضّر طلبات الزبائن صاح:
- تعال يا زفت، تأخرت ليه.
ذهب العامل الشاب بسرعة البرق إلى الكاونتر وقال للأسطى:
- اسمع يا معلمي أنا مش زفت، وأنت كل شوية تقول لي زفت.
قال الأسطى: أنت زفت وإذا ما ترضاش أضربك بالجزمة.
قال العامل الشاب: إذا كان كده، أنا أنصحك تقرأ كتاب "واقعية بلا ضفاف"، الذي قال عنه الأستاذ القاعد هناك، حتى تغيّر رأيك، وما تقول عني"زفت " مرّة ثانية.
---------------
فوق: محمد ابراهيم مبروك.
تحت: عبد الرحمن أبو عوف.
للموضوع بقية ، غدا، لو شاءت الأقدار.
كنا نجلس في "إيزافيتش " المقهى التي تشرف على ما يجري في ميدان التحرير، عبد الرحمن أبو عوف، عبده جبير، محمد إبراهيم مبروك والشاعر أمل دنقل وثلاثة أو أربعة من كتاب القصة الذين ما نما ريش خوافيهم بعد.
قال عبد الرحمن أبو عوف، وعبد الرحمن صدر له في ذلك الوقت كتاب "البحث عن طريق جديد للقصة المصرية الجديدة":
- أنت يا إبراهيم، ليس في رصيدك الإبداعي الآن غير قصة عنوانها "نزف صوت صمت نصف طائر" نشرها لك الراجل العظيم يحيى حقي في مجلة "المجلة" التي يرأس تحريرها، ولك قصة أخرى لا يقل عنوانها غرابة عن سابقتها "مسيح المراسيم المحالة"، وانت فيهما تقطع صلتك بالواقع لأنك تراه مقززًا، يا إبراهيم، عندما تعزل نفسك عن العالم الخارجي فأنت حرمتها من المصدر الذي يغذي قواك الروحية والإبداعية، فما وصلت في قصتيك القصيرتين اللتين ليس لك غيرهما الا إلى الفراغ، أنت ما فعلت فيهما الا تداعٍ طليق غاص في الحدس اللاعقلي، فقمت بتطوير تلقائي آلي للأفكار والصور وتحفيزها توليدها فتتكاثر دون رقابة منك، أنت يا إبراهيم "سريالي مع وقف التنفيذ".
جاء بكبايات الشاي عامل المقهى الشاب المتحمس لعمله، ووضع كباية أمام كل واحد
وأثناء ذلك، قال إبراهيم لعبد الرحمن: أصل أنت يا أستاذ عبد الرحمن، لم تطور آراءك النقدية، فظلت الواقعية الاشتراكية، التي تنطلق أفكارك منها، مقيدة ومحدّدة، وأنصحك تقرأ كتاب" واقعية بلا ضفاف" لجارودي، وإذا كنت قرأته سابقًا، اقرأه مرة ثانية لتغير فكرتك عن ما أكتبه من القصص.
قلّب عامل المقهى النظر في وجوه هذا وذاك من المتكلمين، وما انسحب ليتابع بقية أعماله، فقال له إبراهيم: امشِ شوف شغلك.
والأسطى اللي هناك خلف الكاونتر يحضّر طلبات الزبائن صاح:
- تعال يا زفت، تأخرت ليه.
ذهب العامل الشاب بسرعة البرق إلى الكاونتر وقال للأسطى:
- اسمع يا معلمي أنا مش زفت، وأنت كل شوية تقول لي زفت.
قال الأسطى: أنت زفت وإذا ما ترضاش أضربك بالجزمة.
قال العامل الشاب: إذا كان كده، أنا أنصحك تقرأ كتاب "واقعية بلا ضفاف"، الذي قال عنه الأستاذ القاعد هناك، حتى تغيّر رأيك، وما تقول عني"زفت " مرّة ثانية.
---------------
فوق: محمد ابراهيم مبروك.
تحت: عبد الرحمن أبو عوف.
للموضوع بقية ، غدا، لو شاءت الأقدار.