صلاح عبد العزيز - ديوان على الطريق السريع

صلاح عبد العزيز
نصوص ديوان
على الطريق السريع

كلمة :
لو أن الموتى يتحدثون إلى موتى
لكانت هذه النصوص
لم يكن الطريق سريعا بما يكفى
أن نتوهم ذلك
العمر دائما يشبه هذا
ص.ع
..
..
- عادة كان يحدث فى العصر الأمومى
إذ تكفى امرأة لكل الرجال وبينما نتفق تتركنا أمام قطار سريع من الكراهية المهم أن تبدأ غواية المعرفة وهى بالتأكيد ثمرة محرمة عرفنا من خلال اكتناز اللذة البكر التناسلَ بكل أشكاله والمياه التى بلا فائدة وكيف تذهب فى حوض استحمام بحجمك
فى ساعة الرضا
تماما أنسى
بمجرد الدوس على زر الكتابة
كل شىء
تعرفين
أنها وشاية جديدة النسوة فى الطرقات يخبرن الأشجار والعصافير أن الواقف هناك بين طريقين لا ينتظر غيرك
المحير أن الخبر وصل قبل ذلك بكثير
- ما يهمك؟!
- فى الصباح لا يهمنى عادة غير سيجارة وكوب شاى
ومتابعة اليفط وهى أكثر لعنة من ذاكرة مفقودة
- هل نمت جيدا؟!
- بالطبع
- كيف تنام؟!
- واقفا على وسادة هواء رأسى مائلا للخلف ومستندا على ذراعى ،. وبينما فى الوسن أستيقظ سريعا كوحش الكومودو
- وأين تقيم؟!
- أقيم فى الحسينية فى مدينة ريفية أهلها مهاجرون حيث الوقت كلاب ضالة وقطط
- بمفردك؟!
- أرسم أحيانا طرقا نظيفة لكن يأتى السادة والساسة والأمن وما شابه
التخيل يجعلنا نحب الطرق الآهلة
- فى المقابل؟!
- أضع سلال ورد ننتقل لعالم متحضر ونقتسم أنثى أو نفعلها معا هى لا تمانع غير أن ما ذكرته ليس حقيقة هناك أمور نخشى افتضاحها ومع ذلك نعرف جيدا أن طواحين الهواء ليست عدوا
- فلنمارس بكل طاقتنا تلك اللعبة
حتى يتمتع الصغار
منذ فجر الحضارة كما كنا فى الكهف
= نحن فخورون كفتيان القرون الوسطى
جميعا نعرف عادتنا السرية
يد خلف الظهر
خنجر تحت المائدة
- كورق التوت الملتف على معالقنا الخشبية ما تبقى من تراثنا والحجارة المهدمة وبكاء ذرات تراب من قديم
- ما العدو ؟!
- من صنع نصرا لشخصه
من أحرق كتابا ولم يقرأه
من قاد الجيوش للهزيمة
- فى وقوفك بظلك النائم
ستخبرنى السحب عن بديل
ما يفعله المارون فى حدائق خيالك
أتح لى الفرصة لمرة أخرى وقف حيث
لا تأتى الكلمات معكوسة
- ومع ذلك لا نفكر بما هو قريب من تفكير البشر عادة فى استبدال الأفعال والأسماء
نعمل على تصحيح مفهومنا اللغوى
- لا تزن مقدار السكر فى الكوب لا أصابعك تحتويه ولا هو يدخن بكثرة مثلك
- اللون الاحمر ذاته يجعل الجسد مهيأ
اللون الأحمر يعنى الثورة
لا يعنى أن نحطم الأشياء
اللون الاحمر البرئ
- وماذا تقول فى الرجل؟!
- الرجل لا يقول وداعا دون سبب
الرجل لا يقول ما تقوله المرأة من سقط الكلام
دون الصدق يسقط الرجل
- والليالي الحمراء؟!
- الليالى الحمراء تكفى صنع أجنة
ومع ذلك لا تصنع أجنة بما يكفى
دون أن ترمش عينيك الدامعتين
دون أن ينساب كحلا باردا على خديك
وكما ألصقته بنفسى
فى تدلى لسانى فى صحن وجهك
ها هو الليل يهدم عمل الشمس
قلت أوجعت عين حبيبتى
طوال النهار
غامت الشمس واختفيتِ .
..
..
وكما تعرفين
لنا اختيارات
كعربات خالية بمحطات أهملتها الخرائط
لا تسمح باقتفاء أثرك
فى الواقع أن كوكبا ينفجر كلما
اقتربت منك
منفردا كعلامة تعجب
أقف وتحديدا
على مراحل سعادتنا المؤجلة
كما يمكن كتابة رواية
لا نعرف كيفية إنهائها
.
خشخشة القنب ورائحة القات
ما تحتويه غابة من هدوء .،
زقزقات تحت رمادى لطالما كادت عظامى
تطقطق
فى كل ليلة أضع نطفة
لا تسمح باقتفاء أثرك
فهل نكتب أسماءنا على الغلاف
أم فى نهاية النص
لن يكون جميلا
لو سميت عضوك باسمه الحقيقى
- بالطبع
- لن أشارك فى هدم العالم
كرجل فى نهاية الخدمة
يرى انحناءة البشر
وصورة العذاب
وتحديدا يسقط فى بالوعة صرف
.
- لما لا نملك تغيير العالم؟
- هناك ثوابت كشروق الشمس وعلينا الانتظار
- لأى مدى؟
- لآخر العمر لو استطعت
- هل تحلم ؟!
- لم تكن أحلاما مفيدة على أى حال
لكننى مازلت داخل وخارج الحلم
أحلم بأن العالم قابل للتغير
هناك ليل يأتى بانتظام وهناك نهار
وهناك أقدار مفسخة كحجر عثرة
تعرفين
أننا لن نبنى سماء ولن نقيم أرضا
فى محطة الوصول الخرافية
.
وباستهتار
وكأنك جسد مجرد
يكتبك الشعراء
كمن يتصرف وفق برنامج
مايجعلك فى الأسفل
أنا أريدك فى الأعلى
وتقريبا بلا فائدة
كل ما نكتب
..
..
..... ولو تنقلنا مثل شجر يحبو سيتبعنا قمر السماء بقدمين سيكون هناك أناس خرجوا بمظلات لا تمنع ماء بقدر ما تمنع ما يكون عادة سببا لجفاف الغيم .. تلك العيون التى تفلق أحجار مبنى بكامله ومع ذلك أنا لا أومن بالطقوس الشعبية فى انهيار مدينة تتحول طرقها الاسفلتية إلى تراب .. غريب أن يمنحنا الرب تلك الحواس ولا نستخدمها .. انظرى سأحبك حولنا الملاءة وأضع أكياس البلاستيك فى شقوق المطر .. الطرق السريعة للموت لا تأخذنا إلا ببطء .. لم نصل لنهايتها ولن نصل .. وذلك الشق فى الباب لا يحجب الجيران بقدر ما يحجب انتباهنا أن الحواس لا يجب أن تعمل فى أوقات كثيرة طالما نحن فى عطل دائم ..
*
...... فى المطر اول مرة تختارين مدرجا زلقا .. إنهيارنا معا سبب حتمى .. كان انهيارا رائعا غير أن فى المرة الثانية لم يكن كذلك ..
*
....... فى أوقات كثيرة يضحكنى شمس غريبة لا تفعل غير الشروق مرارا .. تحجب حقيقة أن لنا عيونا لا ترى غير انسراب يد من يد .. التواطؤ يجعل الهواء جثة والطين مقبرة للعواطف إذ لا مشاعر دون انسجام .. يتكون لدى إحساس أن اليد المفارقة هى حبل حول الرقبة وكلما مر شتاء يتذكرنى المطر بمظلة حزن لا تحجب قبل انهماره بقليل غير مشهد عابر ..
*
....... لست ضد العولمة يا عزيزتى ولا نظرية المؤامرة أنا أكتب الشعر الردئ فحسب .. له عادم سيارة كما السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة ومع ذلك يتدفق المرابون والقوادون .. أعرف فقط أن تعويم العملة يعنى مزيدا من الفقر وأغوص ببركة آسنة.. وبعد كثير من السنوات تعود يدى الفارغة لجسد فارغ تحت ملاءة الرغبات ..
..
..
الغير عادى لا يفعل ما يفعله الناس من ثرثرات كهذا النص يكتب لنفسه بدهان فسفورى .. إرشاد الظلام مهنة صعبة جدا حين يحاول مداراة نفسه ولا يفلح ..
أدركت أن غابة النفس هى سبب الوقيعة بين البشر.. ومؤخرا أن حياة أخرى لابد من سلوكها .. لأعمق نقطة فى بحر الظلمات ومهما تهت ستجد الطريق ..
المفارقة أن تعود تنتحل هوية نجم غادر المجرة .. الناس بخلفية سابقة حين أدركوا هجروك لا أنت منهم ولا هم منك .. هم بشر عاديين وأنت غير عادى ..
حين خلقك الرب بيديه ما ستعانيه كان يعلمه أعطاك نفسك ،. وحدك لم يتركك ،. كتب على لوحك المحفوظ ن والقلم وما تسطره سيبقى مرة لك مرة عليك ..
قلتَ أنا حبيبك فتنفستَ ابتلاءات ومهما تكن هى ضئيلة جدا رغم تشككنا فى النهايات فهو جدير بالمحبة ،. ومهما يكن أنت جدير بها أيضا ،.
..
..
الواضح أن تلك الإشارات لا تفضى لجهة
كل ما عليك فعله عند تمام الليل :
واحد
اثنين
ثلاثة
......... ألف
وهكذا تخدع وقتا لا يحب العد
توقفه عند نصف الليل
غير أن التوقف أحيانا
ضد الطبيعة
يمر ما كان وما هو كائن وما سيكون
اختلاط الأزمنة شئ رائع
يجعلك تياها فى العبث
ومن يريدك لا يصل
حتى المسائل المحببة للجسد
تكون على استعجال
فلا تفيدك اللذة ولا تفيدها
هى تعلم أن الاقتراب منك شبه احتراق
وها هى تقترب وتحترق دون إذن منك
ودون إذنها تبتعد
المسافات الطويلة مفيدة
يمكن من خلالها إقامة عالم بكامله دون أحد
ودون احتياج لبراهين أن ما بداخلك لن يخرج
سوى أن الروح أحيانا تزيد الطين بلة
وتربطنا بأقدام الارض
نمشى بها فى متاهة من فقد قدميه
فى معركة خاسرة فى العد .
..
..
على موعد فى اللامكان
غريب أن نفكر
بما لا تملكه الحواس
فى من سكب الزيت على النار
ولا نشرع فى إطفائها
.
.
مارون من ثقوب شبكة
بعضنا سقط
بعضنا تعلق بالخيوط
الحرائق كثيرا ما تمتد
بانفلات بعضنا
لملاجئ مكتظة
الشريد منا لا مأوى
غير ما تتيحه النيران من مسافة
.
.
نحن أبناء الخسارات والهزائم
والأنظمة الفاشلة
يحق لقاطع طريق أن يبول علينا
يتعرى أمام فتياتنا
هذا المزاح يجعلنا أكثر نفعية
من الراديكالين والقوميين
ودعاة حقوق الإنسان
.
.
كقبيلة عربية نغض الطرف
لا نسلم من الرداءة
نغض الطرف
كما كنا ولا نتحدث فى المتاح
أمامنا جذوع أشجار تم قصفها
نرى الأقطار العظيمة وهى تنهار
الفاشل منا يحمل هراوة
ويدق أوتادا فى جسدها
المفرط فى الأمر أننا فى معظم الأحيان
لا نحتاج تلك القسوة
.
.
كقطة تنظرين المرافئ المتفجرة
وخزانات الوقود
الأنظمة الإنسانية تفتقر دائما
للنظرة المستقبلية فى واقع مؤبد
تضيق المتاهة لا تعرفين الليل من النهار
العويل مجازات مهدمة
والمدن التى سقطت لاشئ
بجوار مظاهرة صامتة
..
..
زائد عن اللازم سنوات الرذيلة ،
معا جنينا أشهى ثمارها المرة ،.
منا من فارق هيأته
منا من لازال بهيأة رثة
منا من بلا هيأة ..
حتى سنوات الوقار زائدة عن اللازم
ولازلت أبحث عن سنوات الفضيلة ،
فى الخيال الجامح ..
ذلك العالم الذى ربما ستذهبين إليه ما كان ليأتى
إنه بعيد كبعد نجمة من قلبك
أوشكت أن أحطم قيثارتى مع أنها كانت محطمة
يا إلهى :
سأخرج أصابعى من فم الزمن ولن أصرخ ..
مثل حيوان بلا حبل .. أليف وربما غير ذلك
متوحش وربما غير ذلك
المهم ما يربطنا بالشر المطلق
أو
بالخير المطلق
بحبل
أو
بلا حبل
مر نهر دماء خارج البيت ..
نحن اعتصمنا فى مضيق وإشارة مرور
مارسنا كل الرذائل حتى فى تخزين الجثث
المفزع أن يتم حشو الفراغ
بأى هراء يناسب المقام
كرجل صالح يستطيع أن يكون جثة
فى متناول وسائل الإعلام
يضحك ويشير ليس لمن قتلوه
بل
لتحذير طفل من مشهد درامى
- ظنك السئ
يعطى الفرصة لفاقدى الإحساس بالتطاول
عدم مراعاة شعورك
لا يناسب تلك المواقف
حتى الغثيان
ولا الحزن
- تدوير التاريخ مستحيل
كما يعتقدون الرجوع للخلف
- لست ذاهبة للثعلب المراوغ
- البشعون من حاولوا اغتصابك
مرة تلو مرة
الأجمل أن أكون جديرا بالمشاركة
لكننى ذهبت ،
ذهبت ولم أعد ..
..
..
يبدو أن شارعا كهذا
لا يؤمه غير الغرباء
ولا يدخله غير السكارى
أتح بعض الوقت
لفعل ما تريد
لن تحتاج إلى خارطة
يبدو أن مظهر الحياة
ينبع من الرأس
ما يدور فيها أكثر إقناعا
يعرفك قيمة النبل
وصائب اختيارك
كثرة التشظى تجعل الأمر مريحا
الخسارة تكسب الشخص ثقة من
لا يواجه أحدا
يبدو بديعا لتفعل مثله كمحترف
وضع ما يملكه فى الهباء
آه يا دون
لو لم تقاتل هذه الوحوش
لما تعلمنا البقاء فى عمق العواصف
كصاحب الدم الفاسد
وعلقة المستنقع
شبيه الإجوانا
وغراب الحقل الميت
وأخو الناطور والمنفى نفسه
ما يجعل الأمر مخيفا
أن تسير خطوة
ثم ترجع عشر خطوات
فانتبه
لسيارة ترجع للخلف
..
..
فى أدنى درجات السلم
لا يفترض بك المسير إلى عالم مثالى
وسط المخاوف
تهبط حيث لا تحتاج لرفقة
وفى يدها تأخذك الفاجعة
تخلصت توا من رفيقك الخيالى
ومن ظلك المباغت
بينما العزلة واجبة
تجد
الكثيرين اللا أحد
أصدقاؤك الجدد
بغياب الشمس
تفقد ما يربطك بهم
للأسف
بنيت تلك الأهرامات الحزينة
لكى تستريح فى ظلها
فما أظلتك
بل غمرتك الرمال
وهى
حلم الجائع وأمن المهان
ورعونة الأرض
التى لم تكن لك
ولو أمسكتها لتبنتك الوحوش
بذلك
لا يوجد إنجاز فى حياة الشخص
الماشى فى الهجير
والنائم على ماء
والراقد فى بطن الأرض
غير أن المسايرة تقلب الوضع
واللغز يظل لغزا
..
..
أن تعيش وحيدا أفضل من ذلك التمزق
بين الكيانات وما تقيمه من علاقات فاشلة
فى احتوائك
لا ضير أن الحلم أحيانا
يراوغنا فنستمنى فى البراح
ولو تغير الطقس إلى شتاء بأمطار
يظل الورق المر للصفصاف
علامة أنوثتها الطاغية والمميتة
الحلم كوسيلة نقل سريعة
لا ينقصك عند المسير
تقيم معسكرا لنفسك
وتعيش مع الهوام
يمكن أن تجرب التوقف
تقيم حريقا صغيرا لا يزعج أحدا
أيضا الدفء له مزايا عديدة
علاقة حميمية مع المكان
ومع العشب
إجلس
سوف تشرب معى شاى الراكية
وترى وجهها ذى الشجر البارز فى صفحة الكوب
النمل عادة يستسيغ طعمه
يسلمك لعهر يجعلك هكذا
تعرف طعم الخديعة
فتنتقل من حلم إلى حلم
مع عصافير الفراش وأشجار القطيفة
منتهيا إلى وردتها إلى أن تفجؤك
تلك الرائحة
يتاح لك الجلوس تحت صفصافة الليل
بمرارة أوقاته غير أن الليل يغلف الأفق بسواد شعرها
ما يبقى فى الكوب لدويبات الأرض خزين شتاء كامل
هل أفقت الآن
لغربتك على مدرج طائرة
سعد لهبوطك إلى واقع مطارد لك
وانت مطارد له
كل أزمته إن فررت يقترب
الدنو بينكما لا مسافة
بل
اختراق لخصوصية الوحدة
نحن جذوة تحت الرماد لا يشعلنا غير مائها والندى والمطر من ثديها وحليب عروقها وأشجار عانتها وحدائق ابطها
كل ذلك كمحاولة أولى لغوايتها
يلزمك قطيع من نخلات مارقة
من تربة أيامك وتهبط كشيخوخة تنخر عظامك
الثرثرة فى تلك الأشياء مفيدة
كلانا يعرف كم تحملنا من ظلام العالم
وما تتيحه الخطايا من فساد
لا بأس أن تعيد تشكيل الحياة
إعادة ترتيب الحوادث ممكن
طالما لا يتدخل سواك
الرابط بينك وبينها اللغة العصية والجسد العفى كحالة مراوغة
لم نصل إلى منتصف أى من الأحلام
أنا حقا لا أعرف معنى الحياة
سوى
أن الشقاء الدائم سر حياتى
..
..
أمنا العزلة
وأبونا الهواء الطلق
لا نختلف كثيرا
عن المضروب بالرصاص
أو المعلق على مشنقة
سيان مفارقة الروح
أو مجالسة الأحياء
موتى يجالسون موتى ..
ماذا ننتظر يا عزيزى
في الوقت الزائل
توشك المزولة على بلع ظلها
عادة الظل لا يبرح مكانه
رغم تلاشيه
يظل فى العراء
على ذلك تظل
حياتك رهنا به
حياتك ظل يمارس الاختفاء
كلما زالت شمسك
لا تخطئ اذا قلت
أن شمسك لا تُرى
ولا يعرفها أحد‏
كما لو أنك وديعة‏ ككل مساء
للنزهة طعم ونكهة
لاكتشاف عادتك
تحمل العالم الميت إلى مقبرتك
الأكثر ملاءمة الأشد تعقيدا
كصفر ينتقل إلى اليسار
فى اليوم التالى
السكين غالبا لا يعرف طعم اللحم ..
أقصى ما أستطيعه
أن أطلق عصفورا من شجرتى البائسة ..
ما أفعله ليس من شأن أحد
ما يتم
ذلك الوميض
لا يلتفت إليه غير الحمقى
تلك التوازنات
ما بين الحب والخديعة
ما بين اختصارات الطرق والسجون
ما بين مفتاح يظل معلقا برقبتك
لباب سحرى
لعله الأمل فى أن نعيش بلا ضعائن
كم مرة
يتوجب علىّ رسم ابتسامة
كمعتوه يراكِ أينما كان
فى الأمنيات الغير متواجدة
ومع ذلك
لا وقت يكفى صنع حلم واحد
..
..
كل ما سأفعله لا ينتمى لى
كل ما فعلته أيضا لا ينتمى لى
مراقبة الوقت تحتاج لناطور
الحياة وقت تالف
لن تستبدل بأى مقرمشات
أو
بنص فارغ
الوقت بالنسبة لى لاشئ
وبالنسبة لك لاشئ
لا تغادر العالم بمثل تلك السرعة
الوقت ماعاد ذهبا ولا فضة
يا لهذى الطيور وهى تقف على كتفى
تترك زَرَقَهَا إلى أن يجف
كمصالحة بين عربيدين
فقدا النطق
الوهم ما يزيدنا توترا فى علاقة غريبة
بين مثلى والجمادات
يتعلق كلانا بمرارة الأيام وصعوباتها
اللاوقت
ردئ
مائع
فوضوى
العبث مع الشركات سارقة الوقت
عندما تفقد رأسك فى مكالمة عابرة
لا فائدة
وأنت تسمع نصاً رديئاً
فى الزحام تتقد مشاعرك
مرهق من كثرة التفكير فيما لا يخصك
عندما تصل لآخر الشارع
تكتشف أن الحوانيت مرت دون أن تراك
الدعوة أحيانا تدفعنا لسماع شئ آخر
دونما رغبة فى الرد تمضى
وحيداً مستفزاً
أغنية الصمت
لا تحتاج إلى ضجة
كولادات مرجأة
لغراب على فزاعة
فيما تمدد الخريف بين ساقى
ساقية
..
..
أنتظر طيفك
من شجرة كلامى إلى شارع الزهرة
.
.
كأيام مرهقة
تكمل مسير النوم
.
.
فى حضنى لا أحتوى غير
هيولاك
مُيسر لى أن يحتوينى
أما أنا
ف
ل ل ت ج ز ء
كما أننى من يقيم بتلك الناحية
.
.
أتلكأ فى تحية الصباح
بعينين مليئة بكِ
أدخلنى بكلمات سرية ورموز
صاحبتها الوحيدة أنت
أدلف لحجرة تتسع إذا أردتِ
وتضيق إذا أردتِ
واثقا أنك هى
من شارع الزهرة الذى لا أقيم فيه
ولك فيه الأمر والنهى
حسبما تشعرين بحالى
الذى يضيق شيئا فشيئا
.
.
أنا قارة عجوز متهالكة
ككون ضيق
به كون متسع
إذن
كيف تكون تحية المساء إن لم تكن
بلا كلام يحدها
ولا رسم
.
.
تتحرك الشجيرات كأشخاص تبدل أماكنها
أنا الوحيد الذى لا يبدل مكانه
مع أن المرء لا يجلس أمام النهر مرتين
أى أن ذلك غير صحيح
ربما أنا لست أنا
وهى ليست هى
وما يدور حولنا
ليس ما يدور حولنا
.
.
هل شارع الزهرة قريب ؟!
.
.
المعتم من الأشياء ما وثقنا فيه
لا فرق بين الذى والتى
وليست معرفتنا بحكمة
ذلك ما ندور حوله كحقيقة مبهمة
تمر مرورا عابرا فى النوم
ولا تترك غير طيفها
وأنا فى ظلها يقظان
أرتب مشاعرى للغد
.
.
مثلا
أضع يدى على جبهتى
تتحرك يدى على جبهتها
أصبح كلى يد
فى لمسة
تختصر العالم
.
.
اللامبصرون
هم المبصرون على الحقيقة
أغمض عينى وأرى
وأسأل
عن شارع الزهرة
الذى يقيم فىّ
..
..
أطل من نافذة صوتك لعلى أنظر خطاى
وما يتركه الراحلون من حضور ..
البهاء الذى يجعل انصاف ذكرياتنا مكتملة ،
تفرغنا للعناق معنا صور العائلة ،
وقريبا يأتى لمنزلنا المعلق فى قلادتك ،
عبر نبرة على حائط من الشجن زوار
فى 26/9/1965 كما لو أننى فى ذلك التاريخ
لم أواجه كأول صدمة الضوءَ
ولا الهواء بمفارقة الظلمة المحببة ،
وجدار بطنك اللين لما أمكننى المعيشة برضا وسعادة ..
يخجلنى الضوء فى ضحكتك الدامعة والضوضاء ،
المدعوون عادة لا يقتنعون أن عالم الرعب
بدأ بصرخات فى ظهيرة ذات اليوم ..
..
قريبا سأصل للستين ،
ومع ذلك
جعلتنى الحياة كرضيع
تحمله جنيات تضعه مرة فى الحرير
ومرات فى مستنقع بلا هوية
الحياة لم تكن مثلك
القسوة لا تضر لكنما اللا أحد
ممن يعلقون صرخاتهم فى الهواء
أو يتركونها على الطرق
تقتل من يحملون تذكارات أو ندبات
من ميلادهم يلبسون حزنهم بلا أحلام
فى الوهم إلى نهايتهم ،
كانت يدك معى وفقدتها
أظن أننى الآن بلا يد تحمل الصور
أو تفرق بين صفحات من الذكريات
تقترب وتختلط
حتى أننى لا أرى سوى من حضروا
تاركين أجسادهم هناك ..
..
أظن أننى بكيت كثيرا
برغبة من فى الهجير يفرش ظله على جوعَى ،
أسرفت فى الحلم
وبسببك حملت أوجاعهم
وبين التحمل والرضا السكينة
وملحقاتها
أشخاص يعيشون فى دمنا
كزجاجات معبأة بما ليس فى حوزتهم
بعضهم مزقنى
بعضهم شرب دمائى
وعلى مرأى منك شربنا من المأساة
سعادتنا ..
..
..
.... وكما هى التعاسات فى ابتسامتها تخلع القلب
أظل فى يدك إلى أن أتزحزح للوراء
وراءك تماما بين طيات ملابسك
إلى أن ترق التعاسة
فى انتصار وهمى
إلى هذه اللحظة
أنا لا أحب أحدا غيرك
لو أنك تعيشين معى
لما انفرطتُ وتشظيتُ وأصبحتُ
هكذا عشت
وهكذا كان
لو أنك لا تعيشين معى لما أمكن
للحب أن يكون
لما أمكن للفتيات أن يأسرننى
الفتيات والقصائد ووجهك المقنع
بهن تكونين
أفضل أن أمشى كما الليل
وأسير كما النهار
غير أننى الآن إلى نهاياتى
يتبقى لى عدة خطوات
الرؤى وما بعد الرؤى
وبينهما مسيرة أعوام
من الحب الأمومى
إلى أن تأذنين بالمقابلة
فى القريب العاجل
..
..
للنهاية أسباب
لكنك لست سببا
لو امتنعت عن اللهث خلف الأمنيات
تظن أنك ستنتهى
تظن فراشات وأجنحة تروضها
تظن ذيلا لشهاب وتمسك به
أبخرة رأسك لقدميك المشققتين
من كثرة ما حملتها
فى تقوس الأرض لا تدرى من يحمل الآخر
وفى تقوس السماء التعب والمراهنة
دورات تأخذك لحتفك
وحتفك لا يستجيب
وكلما ابتعدت كلما ازددت قربا
كما يرغمك البقاء على البقاء
تلك الأوتاد والمعانقات لعسلها المعقود
ومراودات تستجيب
فإذا هى دخان
مع أن النسوة المارقات كن يلعقن أظافرك
والآن
قدماك عاجزتان
تخطو ولكل خطوة سبب
غير أن خطاك الآن
لا تعرف لها سببا
ربما تعبير مجازى عن انفصال أعضائك
هناك مودة فى الارتكاز بينك
وبين عجينة الأرض
هؤلاء الموتى المتحولون إلى أديم
والصانعون لوجه متخدد نرتقيه كل يوم
حتى نصل للقمر
العشب له وجه مختلف عن يوم أمس
الشجر له عين لا تبصر غير الملائكة
يمدون أجنحتهم لأرواح ارتقت ثم ضلت
ضجيج همسها
ذلك النور ويده الممتدة فى الأفق
أخطو ولكل خطوة سبب
كما للنهاية أسباب
لا تعرفها
..
..
وبمجرد أن تغيب الشمس
يبدأ نهارى الليلى
أغتسل بالندى ورقائق الظلمة
أهش على خراف وجهى بعصاى
وأطرد الدويبات عن آبار عينى
وبينما الرعاة منشغلين أقطف بعض ملامحى
ما تبقى من
نهارات متسخة بالضجيج
أصغى لصرصور ليل بعيد
على نحو خاطئ
يمزقه العتاب
فيا ليل خذ من صوته رصيفا
ومن دمعه نباتات ظل
ومن خياله شخصا مورقا بالمحبة
ويا ريح خفف من وطئك على غصن يمامه النائح
يا لقسوة القلب حين يفترسه الظمأ ووحوش الغلمة
خلال ما يتطاير فى الصفير
على خلاف أن بعض الظلام صادق فى المودة
اسمعى :
ريشة الكلام حين تنحنى على صفحة القلب
الكتابة أحيانا تكون دما
ما تختم به الشمس نهارها الميت
ويبدأ القمر فى النزيف
النجوم نفسها قطرات دمع
فى ذلك الحى
حيث لا أحد يعرفك
كانتقالك من الصالة إلى حجرة داخلية
ما الفرق أن تسكنه أو يسكنك
البيت أو الحى
الشارع أو الرصيف
الظلمة أو النور الساطع
الفجر الذى إن أتى
تأتى أحزان جديدة
ومع أحزانك القديمة
يأتى ليلك النهارى
فى غبار الوجوه
يلزمنى بصمة اليد
وصحيفة أحوال
وشاهدين سبقا لهما أن نبتا من ماء صاف
ومع ذلك أظل متشككا
فيما تم التعرف عليه مسبقا
هل هذا الوجود هو ما كنا نحلم به
..
..
أتعثر
أمام روحى وهى تجرى
غير أن السقوط
مايزال لعدة أحلام وكوابيس
السفر يلزم لمن يواصل الصمت بالكلام
كم أنا سعيد بانفجاراتى
ومع ذلك وجدتنى نائبا عن فاعل لم أخترعه
ولا حتى بانتزاع حائط من الهواء
أقامه مجهولون ورحلوا
من تركوا المتن دون إشارة
وهم سحابات مزن للفضاء الارضى
المهم حاليا
أضف إلى حزنك هذا الحزن الجديد
فى مبنى تأكله الريح وتتركه حافيا
تسنده عظام من تركوا أبنيتهم بلا وداع يليق
باحثين عن أرواحهم فى مد وجزر
تنهار فيه كل ما يمكن تخيله من حياة
ولم نسأل
من يتلصص
من ترك أذنه ومضى ليلا
أعلق فى سفينة بين أمواج وصخور
أصداف ووشوشات مشفرة لبحر
من يتخيل أن تلك رسائل
أقامتها السنوات كحائط صد للنسيان
تنبئنى عن تاريخ الوهم وسير قديسين عالقين
من يراهم يظن حقيقة أن الشعراء وحدهم
يكتبون ما يكتبون
فى وقت فر من الساعات المنفصلة عن البشر
من مدونات لا تهم ..
عن أحباء حُفرت أسماؤهم على الجدران
من آن لأخر تحملنى فراشات
فلا أستطيع من بهجة الالوان أن أرى
فى قطعة سقطت من الليل
ما يدور فى مدارك وما يدور فى مدارى
الضوء هو صوتى المعطل وراء حقب
ليست ممكنة النسيان
تكون سمائى متهاوية
إذا ما اللون أصبح أزرقا
تحت قدميك فى الطريق اللبنى
وتعرفين أن من يجلس فى شمسه
كمن توافق مع روحه وهى ترحل
الموت كأفضل مجرة خالية من الكذب
فيما المقرنصات تشبه مذياعا كبيرا
فأى روح لك يا روحى
وأنت تنزلقين على جدار
من ذهب إلى موت بدون موعد
من صعد إلى بحر السماء
دون أن يلبس أزرقه
ما بيننا يبقى بيننا
ولا روح غيرك يا روحى
لو أن لك سماء أخرى
بل كثير علىّ وكثير على الكون
من عاد من الموت مثلك يا تلك الخيالات
لليد آثام كما للقدم
غير أن لليد آثام أكبر
فهى تكتب ما لا يقرأه الموتى
..
..
حيث يجب أن تكون ،
مسافرا فى محطة
لا يحمل غير هاندباج ،
بها عدة حلاقة وسبعة مخطوطات من الشعر ،.
وقميص للنوم وسروال للأرداف ،.
صوت مكتوم بينما تنتظر القطار ،.
ركاب قليلون
بخلاف السائق والأمن ،
ومفتش التذاكر ،.
تسمع صوتا ولا أحد ،.
احتراق الأجساد لا يجعل الأرواح متحررة كلية ،.
الروح تتمسك بجسدها ولا تبرحه ،
الجسد حجر والروح نقش ،.
أعمى يتحسس الهواء ،.
يمسك بخيطه المشدود ويسير إلى باب العربة ،
ويجلس ،.
وجع ممتد فى الخواء
بما فى داخلك من هموم ،.
إزدحام تجلس فيه على مقاعد مبطنة بالموكيت ،.
مقاعد مهاجرة بسبب
أن التنقل ليس مقصودا بذاته
بل عملها الوحيد أن تحمل أجسادا فوق أجسادها
تمنحهم التمسك بما يتناثر فى الهواء
من آلام أو سرور
ربما وأخبار موتى
يقيمون ولا يبرحون
قطاراتهم المحترقة والمحطمة ،.
كمن يحمل منزله وعمره
فى شنطة سفر كبيرة ،.
كجثته المترهلة
ذلك يعنى أننا تكاثرنا ،
أصبحنا شعبا يركب قطارا ويصرخ ،.
..
..
لا وقت لانكسارك
بما أن الغيم لن يفتح جرحه
بل سيتمطى قليلا ويمضى
وخلال تلك الربكة لن تنبت وردة
ولن تفتح ذراعيها صرخة لاحتضانك
الدموع إذا تحجرت تصد المطر عن
مخلوقات أصابعك وهى تشير
إلى الصور المتلاشية
فى رأسك
وبما أن الغاية لا تبرر الوسيلة
تظل الحسابات مفتوحة
بينك وبين عدو قديم
ينظر إليك وتنظر إليه
ها أنت تنتهى شيئا فشيئا
لا تظن أن من يراك يراك
أحيانا تنثال فى الأفق صور ذائبة
لأشخاص مروا من مائة عام
ولا تزال عيونهم عالقة
بورق الشجر
لو أن لك ألف قدم ما وصلت
لنهاية الشئ المنتهى فى الأصل
خفف الوطء
ما أظن أديم الأرض *
إلا من أجساد من رحلوا
ومهما بحثت
لن تجد غير كائنات أصابعك
وهى تشير إلى رأسك
..
..
الخيار الأصعب
كحتمية تاريخية
أن أصل لنهاية الطريق
سأكتب إليك
عن رجل مات
وعن كلمات لا تزال تتأرجح معه
فى جسد مايزال يحمل وصاياه
وكيف استقبل اول قبلة
قبل أن يفجؤه العدم
ويبتعد كمرتزق فر
من وإلى عينيك
بعد غروب يومه الأخير
فى قارب أعده تجاه الشمس
وبين الضلوع
الأكثر قدرة على التحمل
فى انتظار إشارة
من
يد تشبه مطرقة
تفتت النظرة
فى أشخاص يغمرهم الوجع
هكذا تغمض أعينهم
فينامون النومة الأخيرة
كمن تركهم الموت وانصرف
والموت عندما يأتى
يأتى بطعم التوت
وهو يرى التوت
والليمون
وشجرة صفصاف على المقبرة
ولافتة
" لا تزرعوا الصبار
فإنه يائس "
وللآن لم تقو شجرة
بدونه على حمل ثمارها
ومن الحزن
نسى الجوعى جوعهم
شبع الشجر والدواب
كما يحضر الصمت أحيانا
بيدين متلهفتين كخبز طازج
إن فصلت الحزن عن شخص
مشى معك
ووضع يده على كتفيك
الأصعب دائما
صوت البكاء
..
..
أثق فى ملكوت الله
وتلك الشواهد وجثث الموتى
أما الأحياء فلهم الله
وأنفسهم الأمارة بالسوء
والغير منزهة عن النقص البشرى
الكاملون من تواروا عنا
بين تلك الجدران والقباب
وكل نفس ذائقة الموت
وكذا الحجر والدواب والشجر
وربما حين خرجت أتريض
صادفتنى أحلام
عاطلة على المقاهى المتناثرة
يحفها الوباء والذباب
أحلام مضى أصحابها منذ أعوام
فى صراع الحياة والموت
المفارقة أحيانا تصنع الدهشة
كأن يقيم الأموات فى منازلنا
ونقيم نحن فى قبورهم
نحفظ كل ما يتعلق بهم
فلا نكون وحيدين أبدا
..
..
من جعلك عدوا لى
ولم أذنب ،.
كنت أنا وهى وأنت
وكان الله
صاحب الرؤى والقدرة والعظمة
أيها الشخص الثالث
من هوى على صخر
وتجرح جسده
دون روحه
ولم يكن يائسا
وظل يهبط درجات سبع
كل درجة بسماء
من ذهب إلى نحاس
إلى أن استقر على الأرض
كنت واحدا وهى بجانبى
وأنتَ
لا أدرى أين أنت
وبمجرد أن وصل الدم
ظهرتَ قبله بقليل
فلتشربى دماءنا أيتها الأرض
علك فى نزعك الأخير
يكون كفاية
ومرت آلاف السنوات
ومازال الدم هو الدم
والشخص الثالث
هو الشخص الثالث
أخرجنا يا إلهي من هذا الرهان
ضاقت علينا الأرض والحياة
وفى الممات
تعثرنا
كان وجه المرأة مثل سؤال
وكان النخيل لم ينبت بعد
ولا شجرة حناء
وكنا كثيرين ولا أحد
..
..
الهراء الذى نكتبه ليس الهراء الذى بداخلنا
أنت تريد أن تقول :
السماء عاندتنى
فتقول القصيدة :
السماء لا تعاند أحدا
أنت تريد أن تقول :
أحبك
فتقول القصيدة :
أنت تكذب .
ومهما كتبت
تظل القصيدة فى الناحية الأخرى
ربما تكون نصا
يكتب ما لا تراه
ربما يكون ما لا تراه أجمل
وتظل هكذا
تراوغك كعشيقة مستعصية
ودائما
الهراء الذى بداخلنا أجمل .
و
الأجمل
عندما تعانق هواء قادما
من عند محبوبك
يخبرك كيف حاله
وكلما تألمت كان حاله أفضل
إذن
أمسك المشرط واقطع أذنك
حتى لا تسمع صوته فى الهواء
صوته
كصوت الهراء الذى بداخلك
وكهذا الوجود
يلتمس فى عينيك الجمال
فَلْتَرَ الخضرة والماء ووجهها الحسن
ليكن الوجود جميلا
أيها الشاعر
- هل تحب عصير الليمون
- بالطبع
- ليكن ماؤها مثل مائه
وأنت سكره
وهذا الوجود كوب
فالشاعر فى عزلته يمسك السماء
ويتأمل
هل هى سماء حقا ؟!
أم أنها
ظل لسماء أخرى
الشاعر عندما يكتب
لا يرى إلا بالبصيرة
وكلماته المنتقاة ليس سوى
الخيول التى تهرس فى الذاكرة
..
..
لا ينبغى للمطر أن يهطل
فى اللحظة التى لا تكون مستعدة
لاستقبال يوم عاصف
هناك سيدى الشعر
تقيم فى العراء سيدة
وثمة قطيع ماعز يرعى بلا صاحب
حتى المساء
عادة أهبط على سلالم ذاتى لأجدها
تمارس طقوس الأرض
تتوارى بين كلمات
لا تخرج من فمى
كلما اقتربت منها
أمد يدى وهى أيضا
دون أن نتلامس
فى عجالة من دجاجات
لا تبطئ عادة فى إطعامها
أحب العراء
غير أن الشعراء
يتعرون دون أن يصلوا
معذبون دون أن يحبونها كحبى
تحضر كنص غير مكتوب
امرأة
لو أن لك فتنة
فلها الفتن كلها
وهى
كما لو لم تكن عارية تلك السحابات
كأرض تنتظر محراثا لا يجئ
غير أن الشتاء ينزل بمطره
دون شك فى نواياه
أن السيدة العارية من سقف
لن يصيبها ماء
وأحبها أكثر
عندما تهبط الملائكة
بينما تضحك فى سريرها
..
..
تورطت فيك بكامل وعيى
حتى أن أرضا رحلت
وتحت جذور النباتات
سافر كل ساكنيها
كرؤوس معلقة لا ترى المشنقة
مؤكد أن الفاعلين ذهبوا
لم يروا دبيب أرجلهم
غير أنهم يزدادون
كلما اقتربتَ
كشخص غبى آخر
يده فى الرياح
يضع حذاءه تحت إبطه
ينسل كلما توقفت لالتقاط أنفاسى
الخفة أحيانا خادعة
حيث لا تلمس الأرض
رغم أنك حاف
فإنها لا تحس
أيام وتمضى لشأنها ‏
حيث لا يوجد خط مستقيم
فإنى أسير في دائرة‏
وغالبا لن نلتقى
كيف لقطار بركابه يقطع أوردتى
تظل أمانيهم فى محطة تصلهم بالسطح
عندما يخرجون
لن يفقد الوعى إلا الشجر الميت
ربما إذا كسرت غصنا
تكسر قلبا
أحيانا نتجاهل اللمسة الربانية
فى نبتة تخرج من عين ماء
كرمشٍ طائرٍ
يهبط الى
عينيك
..
صلاح عبد العزيز - مصر
نصوص ديوان
على الطريق السريع
صلاح عبد العزيز
الزقازيق
يوليو / نوفمبر 2021
1 commentaire

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...